الصحفية والإعلامية الكبيرة الدكتورة رؤوفة حسن    الصحفي والقيادي الإعلامي الكبير ياسين المسعودي    إب.. سبعة جرحى في تفجير قنبلة إثر خلافات عائلية وسط انفلات أمني متزايد    أغلبها من حضرموت.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 338 أسرة خلال الأسبوع الماضي    كبار الوطن.. بين تعب الجسد وعظمة الروح    كبار الوطن.. بين تعب الجسد وعظمة الروح    لحج.. جبهة صراع جديدة بين فصائل العدوان    صنعاء تحتضن ختام بطولة الجمهورية للمصارعة تحت 17 عاما    اعلامي جنوبي يدعو لطرد رشاد العليمي وشرعيته من عدن والجنوب العربي    إتلاف 180 طناً من المواد الغذائية منتهية الصلاحية في أمانة العاصمة    الأمين العام للأمم المتحدة: "ما حدث في محافظتي حضرموت والمهرة تصعيد خطير"    غوتيريش: مركز الملك سلمان للإغاثة يُعد نموذجًا بارزًا على السخاء وجودة الخدمات الإنسانية    توزيع مساعدات عاجلة للأسر المتضررة من الأمطار في المحويت    المغرب يهزم سوريا ويبلغ نصف نهائي كأس العرب 2025    الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى له    المحرّمي يطّلع على أداء وزارة الأوقاف ويشدد على نشر ثقافة التسامح والوسطية    الرئيس الزُبيدي يتفقد سير العمل بديوان عام وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وقطاعاتها    العليمي يهدد بتجويع الجنوب .. ويبحث عن شرعيته في غرف الفنادق ..    بوتين يعلن تحرير سيفيرسك ويؤكد امتلاك الجيش الروسي زمام المبادرة    إغلاق مفاجئ لمطار سيئون بوادي حضرموت    غوغل تعلن ضوابط أمان جديدة لحماية مستخدمي كروم    ثلاث عادات يومية تعزز صحة الرئتين.. طبيب يوضح    سوء الخاتمة: الاشتراكي يختتم تاريخه الأسود بفضيحة.    شهد تخرج 1139 طالبا وطالبة.. العرادة: التعليم الركيزة الأساسية لبناء الدولة واستعادة الوطن    جلادون على طاولة التفاوض    ضحايا جراء سقوط سيارة في بئر بمحافظة حجة    منظمة اممية تنقل مقرها الرئيسي من صنعاء إلى عدن    نيويورك.. رابطة "معونة" تحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان وتطلق ثلاثة تقارير رئيسية    النفط يواصل الارتفاع بعد التوتر المتصاعد بين واشنطن وكاراكاس    نتائج الجولة السادسة من دوري الأبطال    جرائم العدوان خلال3,900 يوم    أمريكا تستولي على ناقلة نفطية في البحر الكاريبي    بيان مجلس حزب الإصلاح وسلطان البركاني    الجنوب راح علينا شانموت جوع    لا مفر إلى السعودية.. صلاح يواجه خيبة أمل جديدة    اليونسكو تدرج "الدان الحضرمي" على قائمة التراث العالمي غير المادي    إسرائيل تحذر واشنطن: لن نسمح بوجود تركي في غزة    فعالية حاشدة للهيئة النسائية في صعدة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء    وزارة الزراعة والثروة السمكية تعلن فتح موسم اصطياد الجمبري    المنتخب الوطني تحت 23 عاما يغادر بطولة كأس الخليج بعد تعادله مع عمان    المحرّمي يطّلع على جهود وزارة النفط لتعزيز إمدادات وقود الكهرباء والغاز المنزلي    ندوة بصنعاء تناقش تكريم المرأة في الإسلام وتنتقد النموذج الغربي    بيان مرتقب لقائد الثورة في اليوم العالمي للمرأة المسلمة    "اليونسكو" تدرج الدان الحضرمي على قائمة التراث العالمي غير المادي    نبحوا من كل عواصم العالم، ومع ذلك خرجوا من الجنوب.    مباراة حاسمة.. اليمن يواجه عمان مساء الغد على بطاقة التأهل لنصف نهائي كأس الخليج    اجتماع موسع بصنعاء لتعزيز التنسيق في حماية المدن التاريخية    60 مليون طن ركام في غزة بينها 4 ملايين طن نفايات خطرة جراء حرب الإبادة    اكتشاف أكبر موقع لآثار أقدام الديناصورات في العالم    إتلاف 8 أطنان أدوية مخالفة ومنتهية الصلاحية في رداع    حضرموت.. المدرسة الوسطية التي شكلت قادة وأدباء وملوكًا وعلماءً عالميين    شبوة.. تتويج الفائزين في منافسات مهرجان محمد بن زايد للهجن 2025    المثقفون ولعنة التاريخ..!!    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    ميسي يقود إنتر ميامي للتتويج بلقب كأس الدوري الأمريكي    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أرشيف الذاكرة .. يوم سحقني القهر .. وخرجوا كالطواويس منتصرين
نشر في يمنات يوم 06 - 01 - 2019


أحمد سيف حاشد
– خبرتُ مجلس النواب 15 عاما .. حفظته عن ظهر قلب أكثر مما حفظت نفسي .. لا تغرّك استعراضات الأعضاء أمام عدسات التصوير .. لا تخدعك خطب الأعضاء المتلفزة .. إن أردت أن تعرف الحقيقة ابحث عمّا يدور خلف الكواليس .. تمعن فيما تفعله هيئة رئاسته، و ما تقوم به و تلعبه من دور عائق و محبط .. انظر إلى النتائج و المخرجات، ثم أيلولتها في الواقع، و ما جرى التنفيذ منها، و مدى مراقبة المجلس لتنفيذ قراراته و توصياته..
– في مستهل المواقف يبدو المجلس عنتريا مثل القاتل ألف و الآسر ألف .. عليك أن لا تنخدع بهذا، و لا تخدعك زمجرة بعض الأعضاء ممن يجيدون الكلام و فن الخطابة .. لا تغرّك عنتريات المجلس التي تشاهدها في التلفاز، فبقليل من الصبر و الجهد ستكتشف أشياء كثيرة، و إن كنت لبيبا ستكتشف في المحصلة كل الأشياء التي يخدع المجلس الناس بها .. ستكتشف خواء و فراغ و هشاشة هذا المجلس .. و ستكتشف كثير من التضليل الذي يمارسه كثير من شخوصه، و ستجد عنتريات المجلس مجرد أسد في مفرشة..
– مجلس النواب يبدو لأول وهلة منحازا لقضايا المواطنين و قضايا الوطن، ثم ينتهي به الأمر و المواقف إلى إقرار الجرع، و تمرير و شرعنة الاتفاقيات المجحفة، و القروض المشبوهة، و الصفقات على مختلف أنواعها، بل و تشريع الفساد المهول..
– أما توصيات المجلس، و المتواضعة حتى في سقفها، لا تجد طريقها للتنفيذ .. ستجد المجلس متواطأ إلى حد بعيد مع الجهات المستفيدة من عدم التنفيذ .. بل ستجد آلاف التوصيات للمجلس خلال عمره المديد، لا تنفذ، و هو المعني بالرقابة على تنفيذها، و لن تجد أي إجراء عملي يتخذه المجلس حيال الجهات التي لم تنفذ توصياته، و على رأسها الحكومات المتعاقبة على مختلف مسمياتها..
– بعض التوصيات تتكرر من عام إلى آخر، و بعضها تهرم و تموت، و توصيات تتخذ ليس من أجل التنفيذ، و لكن من أجل رفع الحرج و العتب، و ربما حفظ قليلا من ماء الوجه .. و حتى ما كنتُ أعتقد أنها منجزات محسوبة للمجلس لصالح المواطن و الوطن، تكتشف إنها تأتي في إطار صراع أجنحة و مراكز القوى في السلطة، و أنها تجري في إطار لعب و تنافس و صراعات مصالح تلك القوى لا غيرها .. الوطن غير موجود إلا كقناع يخفي القبح و الدمامة، أو كذبة كبيرة يتخفى خلفها الأوغاد و اللصوص و الفاسدون..
– اسئلة النواب للوزراء كثيرة، و لكن الاسئلة التي تنجح في إيصال الوزراء إلى المجلس هي أقل من القليل، و بعد ظنك و متابعة و مدد تقادم تطول ، و لا تحقق نتائج ملموسة في الواقع، و لا تلد تلك الأسئلة على كثرتها أي استجوابات إلا أندر من النادر، “و النادر لا حكم له” غير أن الأكيد هو أن تلك الأسئلة و الاستجوابات لم تؤدِ يوما إلى سحب الثقة من وزير أو حتى نصف وزير، رغم الفساد المهول الذي أفسد حياتنا، و أفسد كل شيء..
– في اكتوبر أو نوفمبر 2006 حضر رئيس جهاز الأمن السياسي، غالب القمش إلى المجلس، و بمعيته رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء و وزير الداخلية .. و قبل أن تبدأ الجلسة شاهدت الأعضاء يتكومون عليه، و كل منهم بيده ورقة أو عريضة أو طلب أو معاملة، فيما كان دولة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية رشاد العليمي يؤشر و يوجه و يأمر بخفة على تلك الأوراق و المعاملات الكثيرة التي كانت تمرق من بين يديه .. لحظتها شعرت بالخسران و القتامة و الحزن.
– يا إلهي .. ماذا الذي يحدث..؟! .. “يوم الله تعرف من صبحه”.. أنا منتظر من النواب أن يسألوهما و يستجوبوهما، و يسحبون الثقة منهما، فيما الذي أشاهده هو تسولهم أوامر و توجيهات و تسهيلات صغيرة و شخصية .. “كل يضع نفسه حيث يشاء” و المجلس وضع نفسه متسولا، و اندرجت مصيبتي تحت عنوان: “مصائبُ قوم عند قوم فوائدُ”. و لكنهم قوم أقزام..
– شعرت بأن الذي يحدث أمر مهين إلى حد بعيد بحق البرلمان .. خرجت من طوري محتجا بأن الذي يحدث مهين و غير معقول .. كيف لبرلمان يسأل و يستجوب رئيس جهاز أو وزير فيما أعضاؤه يتسولون التأشيرات منه على طلباتهم التي مكانها مكتب الوزير و مكتب رئيس الجهاز، و ليست قاعة البرلمان و جلسة مخصصة للمساءلة و الاستجواب..
– افتتحت الجلسة و تم السماع .. كان المعني بالاستدعاء و المساءلة، رئيس الجهاز، غير أن وزير الداخلية أنبرأ للتصدي و الجواب، و تساهلت هيئة رئاسة المجلس، و أذعن المجلس، و بدأ الوزير باستعراض رواية ما أنزل الله بها من سلطان .. رواية مستفزة، و مغايرة، و على نحو صارخ لحقيقة ما حدث في الواقع..
– انتظرت دوري في الكلام بعد كلام الوزير، و أعديت تعليقاتي و تعقيباتي على روايته الصادمة و المصادمة للواقع، و استهلت كلامي، بأن أقسمت بالله العظيم و بشرفي أن هذا الوزير كاذب..
– لم يسمحوا لي بأن أكمل أو أفند رواية الوزير .. أوعز يحيى الراعي للوزير و رئيس الجهاز بالمغادرة .. و أظن أن البركاني أوعز لكتلته بالمغادرة .. حدث هرج و مرج مفتعل لتفويت المساءلة و الاستجواب، و رفع العميد يحيى الراعي الجلسة، و خرج الوزير، و رئيس الجهاز منتشين كطواويس، و طالب بعض الأعضاء بإحالتي للتحقيق، و طالب البعض بإحالتي للجنة الدستورية تمهيدا لرفع الحصانة .. و علق عشال لوسائل الإعلام بما هو مؤلم، و ختم حمود منصر تقريره لقناة العربية بقوله: “قضية بيد محامي فاشل. فيما قلت أنا للجميع إني خسرت المعركة فلا يعني هذا أنني خسرت الحرب، و لستُ ممن ينكسر عظمة”..
– يا إلهي كم شعرت بالظلم و القهر .. كم شعرت بالانسحاق .. كان عزائي صخر الوجيه الذي كان بعد الجلسة يقسم بوجع، و بصوت عالي إنني مظلوم و شاركني بعض حزني الثقيل .. موقف صخر الوجيه لم أنساه حتى و إن وجدت نفسي يوما أقاضيه عندما صار وزيرا و صرت وكيلا لجرحى الثورة السلمية.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
– كل هذا و غيره من التفاصيل تحدثت به في حوار مع صحيفة العاصمة أنقل لكم نصه:
الحريات في اليمن: مستقبل سيء .. ومجلس النواب أسد في مفرشة
نوفمبر 2006
تعرض النائب عن الدائرة «70» أحمد سيف حاشد للاعتقال من قبل ضباط في الامن السياسي دون مراعاة حصانته البرلمانية المكفولة دستوراً وفي المجلس حيث يفترض مناقشة القضية.. ظهر المشهد وكأنه يحمل ملامح طبخة سابقة لتمييع الحقيقة. في هذا الحوار الذي أجرته صحيفة «العاصمة» مع النائب تتضح كثير من ملامح تلك الطبخة..
مستقبل سيء للحريات
يلاحظ ارتفاع وتيرة إسكات الأصوات القوية حتى داخل البرلمان .. هل تعتقد أن هذا هو عنوان المرحلة القادمة؟
– أظن أن السلطة القامعة أناطت بعميدها يحي الراعي عضو هيئة رئاسة مجلس النواب مهمة إسكات الأصوات الناهضة أو القوية في المجلس وخصوصاً في القضايا المهمة أو التي تبدو لهذه السلطة حساسة أو يترتب عليها تنازلات سياسية من قبلها أو تسفر عن تحولات هامة أو تداعيات تخدم القوى المناهضة للفساد وقمع الحريات.. أرى أن المرحلة القادمة قاتمة لأنها بتقديري ستشهد تصفية حسابات سياسية من قبل السلطة مع معارضيها بأكثر من وجه وسيكون هناك في الواقع السياسي تراجع أكثر في مؤشرات الحقوق والحريات والشفافية، بل وربما تمارس السلطة أفعالاً انتقامية مختلفة ومتنوعة ضد من كانت له مواقف سياسية قوية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أو من يستبسل في مقاومتها.
الحقيقة ليست رواية وزير الداخلية
هناك روايتان مختلفتان عن قضيتك الأخيرة.. فأين الحقيقة؟
– الحقيقة ليست تلك الرواية التي فبركها المطبخ سيء الصيت ولكن الحقيقة هي تلك التي حدثت في الواقع على مرأى ومشهد كثير من الناس. الحقيقة هي تلك التي حدثت أمام أكثر من مائة معتصم رجالا ونساء أمام بوابة الأمن السياسي. جزء كبير مما أنكره وزير الداخلية أمام مجلس النواب سوف أثبته بشهادة مائة شاهد. كل ما هو مطلوب هو أن تسمع شهاداتهم مشفوعة كل منها بقسم. عندها تنجلي الحقيقة أكانت في روايتي أم رواية الوزير.
لقد هددت بالسحب إلى داخل الأمن السياسي إن لم أدخل برغبتي. وقد سخروا من الحصانة وعضوية مجلس النواب. حاولوا الاعتداء علي في الخارج وأخذي بالقوة من بين المعتصمين. ودخلت مكرها إلى داخل الأمن السياسي. أسألوا من كانوا هناك يومها وهم كثر سوف يقولون لكم ما حدث.
و في الداخل إن سمح لنا بالدخول وبصحبتكم سوف أدلكم على الغرفة التي حبست فيها من قبل ضباط الأمن السياسي. لقد حفظتها جيدا وأنا على استعداد أن أصفها تفصيلا. وحفظت معها وجوه الضباط والعسكري الذي أمره الضابط بحراسة باب الغرفة. شكرا لهذا العسكري الذي قال لي كلمة طيبة ولمحت في عينيه أسى إرغام الأمر العسكري له. سأصف لكم تفاصيل كثيرة قبل أن يصطحبوني إلى الداخل وستجدونها مطابقة تماما لما قلت.
حجة أوهى من خيط دخان في وجه عاصفة
هل كانت مشاركتك في الاعتصام كونك عضو برلماني في لجنة الحقوق والحريات في المجلس أم فضول صحفي؟
– شاركت بصفتي ناشط حقوقي وبرلماني في مجلس النواب.. شاركت بصفتي إنسان يكره الظلم والعبث في انتهاك حقوق وحريات البسطاء من الناس من قبل هذا الأمن الذي يعبث بالأمن والأمان وحقوق الغلابى..
يقال أنكم تجمهرتم دون إذن الجهات المختصة؟
– أُعلن عن الاعتصام بكثير من وسائل الإعلام.. ولا يشترط القانون أكثر من الإبلاغ.. وكنت قد نويت أنا الاعتصام في المجلس والإضراب عن الطعام حتى الموت.. فهل هذا يحتاج إلى إذن وزارة الداخلية؟ !! ثم أن الاعتصام الذي تدعي وزارة الداخلية بأنه غير قانوني تم من قبل المعتصمين أولاً أمام النيابة العامة وليومين فلماذا لم تجرّمه طالما النيابة هي المناط بها تحريك الدعاوى الجزائية ضد المعتصمين؟ ثم لماذا لم تبلغ وزارة الداخلية النائب العام بهذا الخرق الذي تدعيه؟! ولماذا لم يجر التحقيق مع المعتصمين إن تبين أن ما حدث مجرّم ويعاقب عليه القانون.. وعلى فرض أن ما وقع مني من اعتصام هو جريمة من وجهة نظر وزارة الداخلية أو الأمن السياسي لماذا لم يتم ابلاغ القضاء ويباشر القضاء طلب رفع الحصانة من مجلس النواب عني.. لماذا ولماذا ولماذا؟ أسئلة لا تنتهي تسقط حجة وزير الداخلية أمام القضاء والتي هي أوهى من الدخان في وجه عاصفة.
بين الجريمة وإثباتها ثمة فرق
ما سبب التقاطك صورة فوتوغرافية لمبنى جهاز الأمن السياسي وأفراد الحراسة كما يقول الجانب الرسمي؟
– لم أصور مبنى الأمن السياسي على الإطلاق، وما حدث هو تصوير أحد الأشخاص بالكاميرا التابعة لي أثناء محاولة ضباط الأمن السياسي ارتكاب الاعتداء على المعتصمين.. ثم هل تصوير الجريمة جريمة أم هو دليل على الجريمة؟ الفرق بين الاثنين بيِّن إلا لمن يعاني الحول أو من أصابه العمى..
ما حدث بحقي كمواطن جريمة تصل عقوبتها خمس سنوات سجن
ما ردك على القاعدة القائلة أن التصوير في محيط الأمن السياسي حالة تلبس تتعالى على الحصانات الدستورية؟
– أولاً: لا توجد لوحة في ذلك المكان تشير من قريب أو بعيد الى منع التصوير..
ثانياً: لم أقم أنا أصلا بالتصوير..
ثالثاً: ما حدث هو محاولة إثبات جريمة لا جريمة..
رابعاً: حتى على فرض وجود التلبس يشترط القانون إبلاغ هيئة رئاسة مجلس النواب بما حدث للتحقق من سلامة الإجراءات وهذا لم يحدث أصلا ولم يتم إبلاغ هيئة رئاسة مجلس النواب بما حدث.. بل ما حدث هو اقتراف ثلاثة من ضابط الأمن السياسي جريمة بحقي كمواطن أولاً بحبس حريتي بطريقة يعاقب عليها قانون العقوبات النافذ بالحبس مدة تصل إلى خمس سنوات.. فضلا عن انتهاك حصانة برلمانية.
غضب أجهزة الأمن
برأيك لماذا تغضب الأجهزة الأمنية من التصوير؟
– ربما خوفا من إثبات ما تقترفه من جرائم.. بالإضافة إلى أن هذه الأجهزة لا زالت تعيش عقلية السبعينيات والثمانينيات بل وتعيش في غربة عن العصر وتقنياته.. مثلا هي لا تفهم بأنه يمكن تصوير الأمن السياسي ومرافقه بالنت من البيت أو أي مقهى انترنت… إن الجهل والغربة عن العصر من أهم مآسي هذا الأمن الذي يفترض أن يكون بائداً منذ زمن..
لماذا غضب بعض النواب من التصوير
– وماذا عن غضب النواب من التصوير أيضاً؟
– إن رؤية النواب وهم يستجدون توجيهات وتوصيات الوزراء والمسئولين المطلوبين للرد على أسئلة النواب في قاعة المجلس يكشف عن هشاشة وضعف هذا المجلس.. إنه وضع مزر ومهين.. إنها الحقيقة المرة التي تفصح وتكشف موطن الضعف والاعتلال والخلل في تكوين هذا المجلس ومأساته.. كيف لمجلس أن يحاسب وزيراً وأعضائه يتوسلون التوصيات والأوامر ويستجدون شخطة قلم الوزراء المطلوبين للمساءلة أو الرد على أسئلة.. إن كثير من النواب هم مأساة هذا الشعب وتعبيراً عن محنته وبلواه…
سابقة كسرت هيبة الأمن
كيف كان شعورك حينما رأيت جهاز الأمن السياسي وهو يلبي دعوة البرلمان لأول مرة وقد تكون أخر مرة؟
– أظن أن إعلاني الاعتصام في قاعة المجلس والإضراب عن الطعام حتى الموت والجديّة في هذا الإعلان لعبت دورا مهما في إصرار البرلمان على حضور رئيس الجهاز الأمن السياسي وهي سابقة تحدث لأول مرة.. نعم كانت سابقة كسرت هيبة هذا الأمن الذي اكتسب قوته وهيبته من بطشه وطول يده وخرقه للقانون على مدى عقود طويلة… غير أن بعض أعضاء المجلس الذين يتحركون بالريموت كنترول، قد أُوكلت لهم كما يبدو مهمة فركشة هذا الاستجواب بأية حجة وبأي ثمن وبأي طريقة.. وما حدث من مستهل الجلسة كان يشير إلى هذا.. وحدث ما خطط له من قبل من يريد أن يظل هذا المجلس راكعا ومستباحا وهو أمر يؤسف له..
مجلس النواب أسد في مفرشة
ما تفسيرك لتضامن النواب معك مسبقا وانقلابهم مؤخراً ضدك وبعد 48 ساعة فقط؟
– لقد كان إعلان إضرابي عن الطعام يحتمل أن يكون له تداعيات على المجلس وأعضائه.. وأنقلب الأمر بالتوجيهات العليا التي جاءت لبعضهم وما أنيط بهم من دور ولاسيما النواب الذين ينتمون للمؤسسة الأمنية.. كان هذا واضحا.. ثم أن ما حدث لا يخرج عن القاعدة الرئيسة لهذا المجلس.. ترى المجلس في قضية ما في البداية مثل القاتل ألف والآسر ألف.. ولكنه ما يلبث أن يروض أغلبه في ساعات أو سويعات قليلة.. خذ مثلاً الاعتماد الإضافي.. عندما ينزل إلى المجلس يستنفر المجلس ويتوحد ضده ثم ما يلبث في سويعات أو أيام قليلة أن ينقلب الحال إلى ضده ثم يمر هذا الاعتماد في المجلس مثل لمح البصر عند التصويت رغم أنه طافح بالفساد والوباء..
مجلس النواب لم يكسب قضية واحدة
البعض يقول أنك أعطيتهم مبررا كافيا عندما كذّبت الوزير؟
– أظن أن الذي لا يعرف حقيقة هذا المجلس هو من يقول هذا.. عمر هذا المجلس لم يكسب قضية واحدة ضد الحكومة أو ضد وزير أو ضد حتى فاسد بحجم رأس قلم.. هذا المجلس لم يحل مدة الأربع السنوات الفائتة مسئولاً واحدا إلى استجواب رغم أن الأسئلة تنهال في المجلس مثل المطر.. لماذا لم يستطع هذا المجلس أن يستجوب حتى وزير واحد فيما مجلس الأمة الكويتي مثلا في سنتين أستجوب سبعة وزراء!!
على فرض أنه خانني التعبير وجاءت الخلاصة في المقدمة عند الرد على الوزير لماذا لا يطلب مني الاعتذار وسحب الكلام ومواصلة الموضوع وهو ما يحدث كثيراً من قبل النواب أو الوزراء.. لماذا لم يسمح لي نائب رئيس المجلس بالكلام وسرد الوقائع التي حدثت بعد أن أعيد الاجتماع في نفس اليوم أو في اليوم التالي أو الذي يليه.. لماذا تصرف العميد الراعي كأفندم ولم يتصرف كنائب يرأس مجلس نواب!! أظن أن ثمة أمر بالفركشة كان حاضراً أكثر من الواجب.. ثم أن الأعضاء الذين يلقون باللوم عليّ لماذا لا يفتحون ملفات سجناء وضحايا الأمن السياسي وهو موضوع أظنه أهم من قضيتي ويستحق كل الاهتمام.. إن الهجمة على ضحية مثلي تكون سهلة لمخالب اللائمين فيما تغيب تلك المخالب والأظافر وحتى الأصابع أمام الأفندم الراعي.. أقول للائمين تعالوا لنواجه سوية بالكلمة والموقف لننتصر لضحايا الأمن السياسي.. شكلوا لجنة خاصة مهمتها النزول المباغت لسجون الأمن السياسي لترون الفظائع والفضائح.. هناك ألف قضية يمكن أن تكونوا فيها أسود.. فكونوا أسود إن استطعتم ولا تلقون اللائمة على الضحية وتغضون الطرف عن الجلاد..
الوزير مرافق
لماذا لم يتحدث رئيس الجهاز في نفس الجلسة؟
– لأن وزير الداخلية كان هو المرافق لرئيس الجهاز والمتكفل بالرد.. كما أن استعلاء الأمن وانبطاح كثير من النواب يندرج ضمن الأسباب.. وثالثة الأثافي أن عقلية نائب رئيس المجلس لم تستوعب بعد على ما يبدو امكانية استدعاء مخبر إلى مجلس نواب الشعب.. تصوروا عندما اتخذ القرار من قبل المجلس بحضور غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي لم يتجاسر العميد والفندم يحي الراعي أن يلفظ حتى أسمه أو منصبه واستعاض عن هذا بقوله: (هذا الذي قلتم عليه) هذه العقلية هي التي لا زالت تحكم المجلس حتى اليوم..
ما هو ردك على مطالبة رئيس الجهاز الاكتفاء باستدعاء الوزير كونه مجرد عضو في اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الوزير؟
– هذا بعض مما عندهم.. نعم هذا بعض من استعلاء رئيس الجهاز واستخفافه واستهتاره بمجلس نواب الشعب الذي لا زال على ما يبدو لا يستحق شرف استجواب وزير كما قد يرون..
هل ترى أن رفع الجلسة من قبل يحي الراعي كان قانونيا؟
– لا.. مخالف للائحة المجلس.. والأسوأ أنه كان يحي الراعي هو من أوعز للوزير ورئيس الجهاز بالانسحاب.. والأكثر سوءاً مباركة البركاني و(ضباط الأمن) المحسوبين على المجلس للانسحاب.. ما حدث كان يدل على نية مبيته لتنتهي الأمور إلى هرج ومرج..
بعض من مأساة
ما تعليقك على احتشاد مجموعة من النواب حول وزير الداخلية في قاعة المجلس لغرض معاملات خاصة؟
– إنها بعض مأساة هذا المجلس…
هل تتوقع الآن إعادة تضامن النواب معك؟
– لا أظن ذلك إلا إذا حدث ظرف طارئ أو مستجد مهم.. ولكن أمام النواب ما يمكن أن يفعلوه حيال الأمن السياسي إن توفرت إرادة لذلك.. ولا أظن مثل هذه الإرادة يمكنها أن تتوفر إلا عند القليلين ،على الأقل في الوقت الحاضر..
من وجهة نظرك هل ترى أن هذه القضية قد انتهت؟
– لا..
– ما لذي تنوي القيام به بعد تمييع القضية؟
– لست ممن ينكسر عظمه حتى ولو كان المصاب جلل، ولأن كانوا كسبوا المعركة فسأعمل على كسب الحرب..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ملاحظة هامة للتصحيح
هناك أمر ربما خانتني الذاكرة و أذكره هنا من باب التنويه و التصحيح لاحقا و هو واقعة أن الكاميرا حالما أخرجتها هل أنا حاولت التصوير بنفسي أم ناولتها لشخص ليقوم بالتصوير، ثم سلمها لي على إثر كشف رجال الأمن للأمر .. ما أذكره أنني ناولتها خلسة بعد انكشاف التصوير لرضية المتوكل التي كانت خلفي أو قريبا مني..
من أرشيف الذاكرةيوم سحقني القهر.. وخرجوا كالطواويس منتصرينخبرتُ مجلس النواب 15 عاما.. حفظته عن ظهر قلب أكثر مما حفظت…
Posted by احمد سيف حاشد‎ on Sunday, January 6, 2019
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.