قتل شخصان, وأصيب 11 آخرون, في عملية انتحارية نُفذت بواسطة دراجة نارية مفخخة, صباح أمس, على مدخل سوق الخضار المركزي الواقع جنوب مدينة صعدة. وقال ل"الشارع" مصدر أمني غير رسمي في أمن محافظة صعدة إن الانفجار حدث في "سوق عثمان مجلي للخضروات والفواكه, الواقع في الخط الدائري, على اطراف المدينة من الجنوب". وأوضح المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, أن التحقيقات الأولية, تشير الى ان الانفجار كان بواسطة عبوة ناسفة ألصقت في احد أجزاء الدراجة النارية, التي كان يقودها شخص لم يتم التعرف عليه هويته, وقتل في الانفجار, على الفور, مع شخص آخر كان قريبا منه. وأفاد المصدر الأمني بأن "الأجهزة الأمنية هرعت الى مكان الانفجار, وتم إسعاف المصابين الى مستشفى السلام, وجميعهم كانوا على مقربة من مطان الانفجار, وإصاباتهم متفاوتة". وقالت جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في موقعها على الانترنت, إن "انتحارياً يقود دراجة نارية فجر نفسه في بوابة سوق رحبان للخضروات, ما أدى الى استشهاد مواطن, إضافة الى جرح العديد من المتسوقين نقلوا على إثرها الى المستشفيات في مدينة صعدة, بعضهم حالته خطيرة". وأكدت الجماعة مقتل منفذ العملية الانتحارية. ونقل موقع "أنصار الله" عن شهود عيان قولهم إن "الانتحاري كان يحاول الدخول بالدراجة النارية المفخخة الى داخل السوق لتنفيذ العملية بين جموع المتسوقين؛ إلا أنه لم يستطع الدخول الى السوق بسبب بعض الحواجز عند بوابة السوق, التي حالت دون تمكنه من العبور الى داخله, ما جعله يرتبك ويفجر نفسه خارج بوابة السوق التي كان يتواجد فيها عدد من المارة". وقال العميد عبد الحكيم الماوري, مدير أمن محافظة صعدة, إن منفذ العملية الانتحارية يدعى علي سالم الغرازي. وأوضح الماوري لموقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة الدفاع, أن "الأجهزة الأمنية باشرت التحقيق في الحادث وجمع الاستدلالات وستقوم فور الانتهاء منها بالإعلان عن الحادث واسبابه,". وأكد مقتل منفذ العملية, وشخص آخر, إضافة الى إصابة 11 آخرون. وقال ل"الشارع" شهود عيان إن عشرات من مسلحي الحوثيين, طوقوا المكان, عقب الانفجار, وفتحوا تحقيقاً لمعرفة ملابسات وأبعاد الانفجار. واتهم بيان صدر عن جماعة الحوثي من وصفهم ب"عناصر وهابية تكفيرية" بالوقوف وراء الحادث. وقال البيان إن "جموعا من العناصر الوهابية التكفيرية بدأت في الأيام القليلة الأخيرة, بالتدفق الى منطقة دماج, حيث تقوم قوى خارجية وداخلية مشبوهة بالدفع بهم الى هذه المنطقة للقيام بإعمال إجرامية واستهداف أبناء محافظة صعدة في هذا التوقيت وفي هذه الظروف التي تمر بها اليمن والمنطقة بشكل عام بهدف زرع الفتنة الطائفية والاقتتال الداخلي خدمة لمشاريع إمبريالية استعمارية". وأضاف البيان: "كما ترافقت مع هذه التحركات العسكرية لجموع المرتزقة من العناصر الوهابية التكفيرية, حملة إعلانية مسعورة وتحريض ممنهج لوسائل الإعلام المختلفة التابعة لقوى داخلية وخارجية مرتبطة بالمشروع الصهيوأمريكي الذي يهدف الى زرع الفتنة بين أبناء الأمة والاقتتال في ما بينهم خدمة لمشاريعهم الخبيثة". وارتفعت حدة التوتر, مؤخراً, بين جماعة الحوثي, و "مركز دماج" السلفي, الواقع خارج مدينة صعدة, وسبق أن دارت بين الجانبيين مواجهات عدة متقطعة. وفي بداية جلسة مؤتمر الحوار, صباح أمس, وقف أعضاء مؤتمر الحوار دقيقة حداد لقراءة الفاتحة على أرواح الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في عملية التفجير هذه في صعدة. وفيما تمنى أعضاء مؤتمر الحوار "للجرحى الشفاء العاجل", "نددوا واستنكروا هذه العملية الإجرامية". وخاضت جماعة الحوثي 6 حروب من النظام السابق, وهي تُسيطر, منذ سنوات, على محافظة صعدة, وأجزاء من محافظات مجاورة لها, وبدأت حروب صعدة عام 2004م, ودارت في 6 جولات وقتل وأصيب فيها الآلاف, وتم إعلان وقف إطلاق النار عام 2010م.