أغلق عمال وموظفو ميناء المخا بمحافظة تعز، بوابة الميناء، احتجاجاً على اقتحامه من قبل مجاميع مسلحة، والاعتداء على عمال وموظفي الميناء. وقال ل"الأولى" مدير ميناء المخا محمد عبدالرحمن صبر، إن عشرات المسلحين بزي مدني، اقتحموا الميناء، قبل 5 أيام، واعتدوا على عدد من العمال والموظفين، إضافة إلى محاولة اقتحام السفن بقوة السلاح. وأضاف صبر أن المسلحين أفادوا بأنهم يتبعون الاستخبارات العسكرية، ومكلفون من قبل قائد الاستخبارات في المنطقة عبده الجندي، بتفتيش السفن، والقيام بمهام أخرى داخل الميناء، في الوقت الذي قال فيه إنه لا يوجد لدى المسلحين أية مذكرة رسمية تدل على تكليفهم. وأشار إلى أنه طلب مذكرة رسمية من المسلحين فور شروعهم بالتدخل في اختصاصات الميناء، وأنهم ردوا عليه بالموافقة، مؤكداً أنه بعد دقائق من ذلك، تلقى اتصالاً هاتفياً من قائد المنطقة الرابعة اللواء الركن محمود الصبيحي. وتابع صبر: "اتهمني الصبيحي في الاتصال بتزعم عصابة تهريب وامتلاك العديد من الفلل والعمارات لمساعدة المهربين، وقال إنه آن للدولة أن تستعيد ميناء المخا، وإنه سيرسل من يقوم بتأديبي. وبعد دقائق من ذلك اقتحمت الميناء 3 سيارات محملة بالجنود لتعزيز المسلحين وحاولوا الاعتداء عليّ واضطررت للمغادرة على الفور بسيارة أحد التجار". وأوضح صبر أن المسلحين دخلوا الميناء في البداية بشاحنة "دينّا" على متنها دراجات نارية مهربة أفادوا بأنهم ألقوا القبض عليها في منطقة "واحجة" بمديرية ذباب، ويريدون إدخالها إلى إدارة الميناء لترسيمها، منوهاً إلى أن إدارة الميناء رفضت ذلك، وعند قولهم إن هناك عصابات تهريب تطاردهم خارج الميناء، سمحت لهم إدارة أمن الميناء بالدخول، إلا أنهم من بداية اليوم التالي بدأوا بممارسة أعمال قال صبر إنها أدت إلى الإخلال بالأمن في الميناء، بعد قيامهم بالاعتداء على موظفي وعمال وسفن الميناء. وذكر صبر في سياق تصريحه أنه بالرغم من توجيهات محافظ تعز وقائد المنطقة الأمنية في البرح بإخراج المسلحين من الميناء، إلا أنهم مازالوا مرابطين فيه. وأكد مدير عام ميناء المخا أنه قدم استقالته إلى وزير النقل ومحافظ تعز على خلفية اقتحام المسلحين على الميناء ورفضهم الخروج منه، وأن المحافظ والوزير رفضا الاستقالة ووعدوا بإخراج المسلحين. ونوّه صبر إلى أن لجنة مكلفة من رئاسة الوزراء برئاسة وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، ووزير النقل واعد باذيب، ومحافظ تعز شوقي أحمد هائل، كان من المقرر أن تزور الميناء أمس الاثنين، لحل المشكلة، إلا أنها لم تنزل حتى لحظة كتابة الخبر. وأضاف: "هناك قوى تريد إعادة ميناء المخا إلى ما كان عليه سابقاً، خاصة بعد ارتفاع نسبة الإيرادات بشكل ملحوظ خلال الأشهر ال6 الماضية، بعد أن كان الميناء عاجزاً عن سداد رواتب الموظفين". وفي حين اعتبر محمد صبر اقتحام الميناء "رسالة من تلك القوى إلى التجار بأن الميناء لايزال تحت حكم العسكر"، حذّر من استمرار توقف العمل في الميناء المخا أو إدخال أية واردات بشكل غير رسمي، خاصة أن موظفي وعمال الميناء مازالوا مضربين عن العمل. وتزامنت هذه الحادثة مع موسم تشهد فيه الحركة التجارية انتعاشاً مع اقتراب عيد الفطر المبارك، وحمّل مدير ميناء المخا الجهات الأمنية والجهات العسكرية ممثلة بقائد المنطقة الرابعة، "المسؤولية الكاملة" إزاء "هذا التصرف" الذي وصفه ب"غير المسؤول". من جانبه، قال ل"الأولى" رئيس خفر السواحل بميناء المخا العقيد محمد الصلاحي، إن المسلحين، الذين اقتحموا الميناء، منعوا العمال والموظفين من تفتيش السفن الراسية على رصيف الميناء، لافتاً إلى أنه سبق أن صدر قرار بإخلاء ميناء المخا من الوحدات العسكرية، إلا أن القرار لم ينفذ حتى اللحظة. وفي السياق ذاته، أفاد "الأولى" مصدر مطلع أن قائد اللواء 35 مدرع نزل، أمس الاثنين، إلى ميناء المخا، لتقصي الحقائق حول الحادثة، وأنه قدم اعتذاراً للموظفين عمّا يحدث في الميناء، وأخبرهم بأن المشكلة تتعلق بإضراب مدير الميناء، الذي قال إنه ينتظر تنفيذ توجيهات وزير النقل ومحافظ المحافظة. وأوضح المصدر أن الوكالات الملاحية وجميع عمال وموظفي الميناء قاموا، أمس، بتوقيع عرائض جماعية بالإضراب الشامل عن العمل بسبب عدم تفاعل الجهات الرسمية مع ما يحدث في الميناء، منوهاً إلى أن منظمات المجتمع المدني بمدينة المخا التاريخية أعلنت البدء بحملة توقيعات احتجاجية على انتهاك سيادة الميناء، ومطالبة وزارة الدفاع بإخلاء المسلحين والقوات العسكرية المتواجدة حالياً في الميناء وإعادة الاعتبار لمدينة المخا. وأضاف المصدر أن ترتيبات تجرى حالياً لمسيرة راجلة ستنطلق من مدينة تعز إلى ميناء المخا، في حال لم تتم الاستجابة السريعة من قبل الجهات المختصة لحل القضية وإخراج المسلحين من الميناء في أسرع وقت.