عبد الوهاب قطران يتحدثون عن "الشرعية" و"الدولة" و"القانون"، بينما يمارسون التقطع للمواطنين، والاعتقال على الهوية، وابتذال التهم ك"الحوثية" لتصفية الحسابات. بالأمس، تم التقطع للشيخ محمد أحمد الزايدي في المهرة واعتقاله، واليوم الوزير السابق والقيادي في المؤتمر الشعبي العام هشام شرف، يتم التقطع له واعتقاله كذلك بعدن. أي عبث هذا؟! في صنعاء، نرى طائرات الأممالمتحدة تقلع وتهبط يوميًا من مطار أُغلق ودُمّرت أربع من طائراته، فيما يُمنع اليمني من السفر بكرامة، فيلجأ للمنافذ بالمحافظات الجنوبية، فقط ليُهان، يُفتش، يُتّهم، ويُعتقل! قبل أسابيع، كنت في مدينة عدن، ثم زرت صديقًا عزيزًا من قبيلة أنس بمحافظة ذمار، دعاني للغداء في بيته. وعندما رأيت في الحي قصراً ضخماً، سألته: لمن هذا؟ قال: للواء عبدالقادر الشامي، نائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات في صنعاء. دهشت، كيف تُرك بيته آمنًا وهو قيادي في "سلطة الحوثيين بصنعاء"؟ قال لي: "هنا في عدن، يوجد نظام وقانون كلٌ يحتفظ بحقه وملكيته"، حتى أن اللواء يعرض البيت للبيع بمليون ونصف دولار. قلت في نفسي: هذا أمر يُحسب لعدن وسلطتها، احترام لممتلكات الناس وحقوقهم، حتى لو اختلفت معهم سياسيًا. لكن المفارقة المؤلمة بعد أسبوع من عودتي من عدن، زارني صديق من ابناء مريس، يشكو أن بيته وأرضه في المعاشيق بعدن نُهبت منذ عشر سنوات، من قبل نافذ من ردفان، فقط لأنه من الشمال! رغم أنه مناضل يساري ومعتقل سابق، ورغم صدور توجيهات رسمية من عيدروس الزبيدي ووزير الداخلية ومدير الأمن بعدن إلا أن بيته ما زال منهوبًا، لا يستطيع استعادته! وقد غرم ملايين الريالات وهو يعامل ويطالب بااعادة بيته.. أي تناقض هذا؟! المواطن الشمالي يُعتقل بتهمة "الحوثية"، بينما قيادات الحوثيين تُصان ممتلكاتهم ويُسافرون بطائرات أممية من مطار صنعاء! أليست هذه مهزلة؟ أليست ازدواجية فاضحة في المعايير؟ أين الدولة؟ أين القانون؟ أين مفهوم المواطنة المتساوية؟ أليس في هذا التخادم العجيب بين أطراف الصراع ما يكشف زيف الجميع؟! تضامني الكامل مع الوزير السابق هشام شرف. الحرية لكل المعتقلين. والخزي لكل من يحتقر الناس ويبيعهم وهم "الشرعية" و"الوطن"! هل من دولةٍ حديثة، تتجاوز صراعات العصبية والمناطقية؟ هل من أفق وطني جامع، يحتضن التعدد، وينبذ الكيد والتخوين؟ هل من يمنٍ جديد، لا يُعتقل فيه الإنسان لأنه شمالي، ولا تُنتهك فيه الحقوق بذريعة "الولاء" أو "الهوية"؟! #لا_للاعتقال_على_الهوية #الحرية_للمواطن #اليمن_لكل_أبنائه