قالت ل"الشارع" مصادر عاملة في الخطوط الجوية اليمنية إن هناك توجها لبيع الشركة اليمنية للخدمات الأرضية لمراكز قوى سياسية في صنعاء تحت مبررات تعثر الشركة وانهيار عائداتها. وتكشف مراسلات من مدير شركة المحطات الأرضية للرئيس التنفيذي لشركة "اليمنية" عن توجه لدى إدارة اليمنية لبيع الشركة أو تسليمها لشريك "استراتيجي" حسب وصف المراسلات, لإنفاذها من ضائقة مالية جراء تدهور عائداتها وعدم قدرتها على الاستمرار. وأكدت مصادر إدارية توصلت معها "الشارع" مساء أمس وجود مساع حثيثة واضحة لبيع شركة الخدمات الأرضية أو تسليمها لشريك خاص. وطبقاً للمصادر فإن مراكز قوى سياسية تجارية قبلية بصنعاء, ومن خلال مسؤولين إداريين في شركة الخدمات الأرضية التابعة ل"اليمنية" تشجع تدمير الشركة وإفلاسها بغية بيعها لشريك, تحت مبررات خصخصتها وإنقاذها. وقالت مصادر نقابية إن تلك المساعي لم تعد خافية على معظم العاملين في شركة الخدمات الأرضية, وأن هناك احتجاجات واسعة نظمها عمال وموظفو الشركة أدت الى إيقاف المدير التنفيذي للشركة, عبد السلام الحداد, عن العمل؛ إلا أن هناك جهودا تبذل مؤخرا لإعادته الى موقعه من قبل الرئيس التنفيذي لشركة "اليمنية" أحمد العلواني, لارتباط الاثنين بمساعي بيع الشركة لطرف نافذ (بحسب المعلومات, كان عبد السلام الحداد يعمل مديرا لشركة الآفاق المملوكة لحميد الأحمر لمدة 5 سنوات بأمريكا, وهي شركة سفريات وتمتلك توكيلا للخطوط الجوية القطرية). وأوضح أعضاء النقابة أن احتجاجات غاضبة على مدى أيام, الأسبوعين الماضيين دخل شركة الخدمات الأرضية, أجبرت مدير "اليمنية" العلواني, على إيقاف عبد السلام الحداد عن العمل؛ إلا أنه قام بعدها بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة الأخير وعضوية شخصين أحدهما يدعى "عزيز الباروت" وهو أحد مدراء شركة الآفاق المملوكة لحميد الأحمر, الى جانب عمله في "اليمنية"؛ إضافة الى عضوية شخص آخر من المقربين والموالين للعلواني. كما قام العلواني بتخصيص أحد مكاتب "اليمنية" للحداد, لمزاولة عمله, الذي يفترض أنه تم إيقافه عنه. وتكشف مراسلات إدارية ومستندات, حصلت "الشارع" على نسخ منها, وجود تواطؤ واضح من قبل إدارة شركة الخدمات الأرضية وإدارة شركة الخدمات الأرضية وإدارة شركة طيران اليمنية, حيال ممارسات فساد تكبد مئات الملايين سنوياً". ويقول عاملون في الشركة إن الفساد ممنهج, وأنه مؤامرة تهدف الى إغراق الشركة في التدهور والإفلاس, لصالح مراكز قوى بصنعاء تريد السيطرة على الشركة بذريعة إنقاذها. ما يؤكد ذلك هو قيام إدارة الشركة بإلغاء عقد كان مبرما مع الخطوط الجوية السعودية, تقدم شركة الخدمات الأرضية بموجبه خدماتها لطائرات الخطوط السعودية, وهو ما يحقق عائدات كبيرة للشركة؛ إلا إنه تم إلغاء العقد في ظروف غامضة وغير مبررة, حسب إداريين مختصين. وكانت مصادر إدارية في "اليمنية" أفادت "الشارع" في وقت سابق, بأن الرئيس التنفيذي ل"اليمنية" (العلواني) التقى في دبي بشخصية نافذة مقدما له عرض لشراء شركة الخدمات الأرضية التابعة ل"اليمنية" التي يرأسها العلواني. وتضمن العرض شيكا مفتوحا تحدد إدارة "اليمنية" الرقم مقابل موافقتها أن يكون (مقدم العرض) "شريكا استراتيجيا"! وأكد أعضاء في النقابة العمالية أن عرض الشركة للبيع لم يعد خفيا على أحد, موضحين أن العلواني نفسه كان تحدث مؤخرا علنا حوله أمام النقابة العمالية في لقاء جمعه بهم وخصص للحديث حول وجود عرض لشراء الشركة, وأن أحد النافذين قدم له شيكا مفتوحا مقابل الموافقة على إحالة الشركة لطرف خاص. يذكر أن إدارة شرطة الخدمات الأرضية التي تدر عائدات كبيرة لم تحاول القيام بأي إصلاحات أو استقطاب شركات طيران أخرى, بل العكس من ذلك تجرى محاولات لإفلاسها عمدا, في الوقت الذي يسيطر فيه رجال الأعمال القبلي حميد الأحمر على قطاع الخدمات الأرضية المقدمة لشركات طيران أخرى (القطرية والإماراتية) كوكيل لها, عن طري شركتي "الآفاق" و"أبوللو" وهو ما يعبره مسؤولون في الشركة مناهضون لسياسة مديرها ومدير "اليمنية" العلواني محور المشكلة في إطار مساعي الاستحواذ على قطاع الخدمات الأرضية لصالح القوى النافذة. وأضاف مصدر نقابي أن الغرض من لجنة التحقيق التي شكلها العلواني تحت ضغط الاحتجاجات العمالية (من المدير الموقوف عبد السلام الحاد وعدد من المقربين من العلواني) هو مناقشة وضع الشركة المتراجع وعدم قدرتها على الاستمرار دون إحالتها لطرف خاص. وأفاد المصدر بأن أحد المبررات المطروحة لبيع الشركة الديون المتراكمة على طيران "السعيدة" معتبراً ذلك مبررا واهيا وغير منطقي, حيث أن مديونية "اليمنية" كانت موضع خلاف رئيسي بين إدارة "اليمينة" التي ترفض مطالبة "السعيدة" بالسداد, وبين النقابة العمالية بمحطة الخدمات الأرضية. إدارة "اليمنية" تقول أن "السعيدة" وضعها المالي صعب وستعلن إفلاسها, وأيضا لوجود طرف سعودي شريك في "السعيدة" هو شريك في نفس الوقت شريك في "اليمنية". وتصل مديونية شركة طيران السعيدة لشركة الخدمات الأرضية التابعة ل"اليمنية" في تقديم الخدمات الأرضية في المطارات لشركات الطيران الأخرى, ابتداء من سلم الطائرات الى نقل الركاب ونقل حقائب المسافرين (الشحن) وخدمات الكشافة والكاونتر وغيرها, مقابل رسوم مالية ستدفع لها من شركات الطيران. ووفق معلومات رسمية, وصل صافي الربح الذي حققته شركة الخدمات الأرضية عام 2010م الى مليار ونصف المليار ريال, فيما تصل عائدات الشركة حاليا الى 400 ألف دولار شهريا. وحققت الشركة تلك العائدات على الرغم من إلغاء العقد المبرم مع الخطوط السعودية, إضافة الى عدم دفع "السعيدة" أي رسوم مقابل الخدمات التي تقدمها الشركة لطائراتها. فيما كان يمكن للشركة أن تحقق عائدات أكثر بكثر في حال تطور الخدمات التي تقدمها ومواصفاتها وعمل دراسات وخطط تحديث بأدنى حدودها. ويتهم نقابيون في الشركة مدريها (الحداد) بتنفيذ مخطط لإفلاس الشركة من أجل بيعها لمراكز قوى نافذة. وقال ل"الشارع" أحد النقابيين إن "الحداد" الذي يفترض به أن يكون أكثر حرصا على تماسك الشركة بحكم مسؤوليته, يقدم التصورات لإدارة "اليمنية" لتسهيل عملية بيعها لأحد النافذين تحت غطاء الخصخصة. وحسب معلومات موثقة, كان عبد السلام الحداد مديرا لمنطقة جاكرتا, وتم إيقافه عن العمل بسبب مخالفات مالية, إلا أنه وبصورة غير متوقعة تم تعيينه من قبل العلواني بعد إقالته من جاكرتا وإعادته الى اليمن مديرا لشركة الخدمات الأرضية, في الوقت الذي كان يتوقع عودته الى منزله في حال لم يتم التحقيق معه حسب منظمي الاحتجاجات. وقال محتجون نصبوا خياماً للاعتصام داخل مقر شركة الخدمات الأرضية إن "الحداد" حاول أن يفض الاعتصامات بالقوة, مستعيناً بأطقم أمنية تابعة لوزارة الداخلية؛ إلا أنه لم يتمكن, ما اضطر مدير "اليمنية" (العلواني) لإيقافه عن العمل مؤقتا تحت ضغط الاحتجاجات.