وجهت قناة المسيرة الفضائية، التابعة لجماعة الحوثيين، أمس، انتقادات لخطاب ألقاه الرئيس عبد ربه منصور هادي، الأحد الماضي، دعا فيه الحوثيين لسحب مسلحيهم من المدن والمحافظات بما فيها العاصمة صنعاء، و احترام اتفاق السلم والشراكة. و تساءل تلفزيون المسيرة، عما إذا كان الرئيس هادي يتعرض لضغوط خارجية، بسبب مساندة مسلحي الجماعة للجيش في معركته ضد الإرهاب. و قالت المسيرة إن اللجان الشعبية التابعة للجماعة لا تختلف عن اللجان الشعبية التي قاتلت المتطرفين في محافظات جنوبية ومنها محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس هادي. و تعد هذه الانتقادات هي الأولى التي تواجهها الذراع الاعلامية للحوثيين ضد الرئيس هادي، الذي يتهمه خصوم الحوثيين بالتحالف مع الحوثيين و تسهيل سيطرتهم على العاصمة. و جاء خطاب الرئيس "هادي" عقب ضغوطات مورست من قبل السلطات السعودية على الرئيس السابق "صالح" الذي يتهم بأنه بات حليفا للحوثيين في العاصمة و عددا من المحافظات. و يتوقع مراقبون أن تشهد الأيام القادمة ضغوطات على جماعة الحوثي، خاصة و أن هناك توجهات لفرض عقوبات على رموزها من قبل مجلس الأمن. و فيما لا تزال جماعة الحوثي متوقعة على محيطها المحلي، و غير منفتحة على الخارج، و بالذات الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، تجري تحركات حثيثة اقليمية و دولية لاستصدار قرار من مجلس الأمن لإدانة قيادات الجماعة، ما يعني قتل المستقبل السياسي لهذه الجماعة و تطلعها للحكم في اليمن. و في الوقت الذي يردد فيه اعلام الجماعة أن فرض أي عقوبات على رموزها لن يكون له أثر، لكونهم لا يملكون أرصدة في الخارج و لا يغادرون البلاد، تسعى أطراف محلية لإيقاع الجماعة في فخ "المعرقلين" و جعلهم هدفا للعقوبات الدولية، و التي ستساعد خصوم الجماعة في تشويههم شعبيا، لوقف أي تطلعات نحو الحكم، كون وصولهم إلى الحكم سيلحق عقوبات بالشب اليمني ككل. و يتوقع مراقبون أن تسعى اطراف داخلية لتأزيم علاقة الحوثيين بالرئيس هادي، مستفيدة من السخط الخارجي على الحوثيين و إصرارهم على التوسع في المدن، و هو ما سيضيق الخيارات المتاحة أمام الجماعة لتقديم انفسهم كبديل للقوى السياسية التي فشلت في ادارة البلاد خلال المرحلة القادمة، و اقناع الرأي العام بأن الحوثيين سيتحولون من جماعة تحترف التوسع باستخدام البندقية إلى جماعة سياسية لها برامجها و أهدافها التي ستكسب بها ثقة الناس.