قال إن تعز محصنة من العبث والفوضى بجهود الأمن وكل الشرفاء من أبناء المحافظة، وأكد أن تشكيل لجان مسلحة مرفوض جملة وتفصيلاً، ونصح "أنصار الله" بتجنب الإقدام على هذه المغامرة الخاسرة.. العميد مطهر الشعيبي – مدير أمن تعز – في حوار شفاف مع "حديث المدينة" يكشف معلومات غاية في الأهمية عن المتورطين في جرائم الاغتيالات، وتواجد عناصر القاعدة في المحافظة، والكثير من التفاصيل التي تهم أبناء تعز وكل المتهمين بشؤونها، فإلى نص الحوار.. حوار: فايز الأشول ما المخاطر التي تهدد الأمن في تعز؟ الأمن مستتب في تعز إلى حد كبير، وتواجهنا بعض التحديات في ملاحقة المتورطين بارتكاب جرائم جنائية وإرهابية واغتيالات، ولكن بمقارنة الأمن في تعز مع الكثير من المحافظات فإن تعز تنعم باستقرار جيد، حيث بلغت نسبة القضايا التي تم ضبط أطرافها في 2014م إلى 80%، وهذا إنجاز ومستوى متقدم على بقية المحافظات، ولكن نحن لسنا راضين عن مستوى أدائنا وما حققناه؛ فطموحنا أكبر، وفي هذا الصدد أدعوا كافة الضباط والصف والجنود في تعز إلى العمل بكل همة وتفان؛ لأنه وبكل أسف أغلب المخالفين والمرتكبين للجرائم الجنائية هم من أفراد القوات المسلحة و الأمن. * أكثر من 15 جريمة اغتيال في تعز خلال العام 2014م .. أين نتائج التحقيقات؟ تم ضبط الكثير من المتهمين، ومنهم يخضع الآن للتحقيق في الأمن السياسي، وعند استكمال ملفاتهم سيتم إحالتهم إلى النيابة ولصحيفة "حديث المدينة" سأكشف أسماء المتهمين الرئيسين في جرائم الاغتيالات التي شهدتها تعز هذا العام، وهم أربعة وأسماؤهم: "أحمد الانسي، والثاني يطلق عليه المشمشة، والثالث حارث العزي، والرابع طلال العقاب" هؤلاء هم الذين يعبثون بأمن واستقرار تعز، وقد تم ضبط المخططين معهم والمراقبين، وهم موجودين الآن في الأمن السياسي، وسيتم إحالتهم للنيابة. *أين هؤلاء الأربعة المتهمون الرئيسيون في جرائم الاغتيالات بتعز؟ هؤلاء الأربعة في محافظة تعز، لكن للأسف يتم تهريبهم من منطقة إلى أخرى، ويتم التستر عليهم من قبل شخصيات اجتماعية في المحافظة، وأجهزة الأمن السياسي والقومي والاستخبارات تترصدهم ،وهذه مهمتها وليس مسؤوليتي حتى يتم تحديد أماكن تواجدهم، وسنقوم بدورنا، وهؤلاء الأربعة المتهمين منهم من هو في تعز والآخرون يعملون الجريمة ويهربون إلى خارج المحافظة. *من الذي يتستر على هؤلاء الأربعة المتهمين ؟ تتستر عليهم أسرهم وكل سكان حي حوض الأشراف في مدينة تعز وكل سكان الجمهوري وبعض الشخصيات الاعتبارية تتستر عليهم. • ما أسماء هذه الشخصيات الاعتبارية؟ لا داعي لذكر الأسماء، وهم مرصودون لدينا، وأنا أطلب من الأجهزة الاستخباراتية رصد أماكن تواجد الأربعة المتهمين بدقة وإبلاغنا فوراً، ونحن سنقوم بضبطهم مثلما ضبطنا المتهم برصد الضحية الغرباني وزميله اللذين تم اغتيالهما الأسبوع الفائت والذي كان يزود الجناة بتحركات الضحايا هو الآن رهن التحقيق، و"أنصار الله " مع الأسف يتحدثون عن الغرباني ويتجاهلون رفيقه، لماذا؟ هل لان الغرباني سيد؟ واثنان من المتهمين في جرائم الاغتيالات وهم الانسي والحارث العزي سادة. • أين وصلت التحقيقات في جريمتي اغتيال صادق منصور الحيدري وفكري البروي وبقية القائمة؟ بالنسبة لجريمة اغتيال صادق منصور فقد تمت بالتفجير والتحقيق فيها مستمر. *لماذا التأخير في إعلان النتائج؟ هذه أول جريمة اغتيال سياسي في تعز، ونحن لم نقفل ملفها، ولكن هل تمت إعلان التحقيقات في جرائم الاغتيالات السياسية التي حدثت في صنعاء هذا العام؟ • لا منطق للمقارنة خاصة مع تواصلكم إلى خيوط هامة في الجريمة؟ أنا لا أبرز لنفسين فقد يكون لدينا خلل أمني، لكن ليس عندي، وعلى أجهزة الاستخباراتية القيام بواجبها في رصد المشتبهين والمتهمين في جرائم الاغتيالات، وفي قضية الشهيد صادق منصور الحيدري توصلنا إلى معرفة من هم الفاعلين. *من هم؟ الأربعة الذين ذكرت أسماؤهم سابقاً "الانسي، المشمشة، العزي، العقاب" هؤلاء متورطون في اغتيال صادق الحيدري. *ماذا عن التحقيقات في جريمة اغتيال فكري البروي؟ المتورطون في اغتيال فكري البروي هم أنفسهم الأربعة الذين ذكرت أسماءهم، وأحمد الانسي هو من أخذ مسدس فكري البري وذهب لبيعه في أحد الأسواق، وعند تعقبه من قبل أجهزة الأمن تمكن من الفرار، وهو على رأس قائمة المطلوبين للعدالة. *الحوثيون يعتزمون تشكيل لجان مسلحة في تعز .. كيف ستواجهون هذا التهديد؟ تشكيل لجان مسلحة لتؤدي وظيفة أجهزة الأمن والجيش أو إلى جانبها أمر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلاً. * "أنصار الله" يتهمون أجهزة الأمن في تعز بالتراخي في ضبط المطلوبين أمنياً .. ماردك؟ أولاً نحن ضبطنا خمسة عشر متهماً بالتخطيط والتورط في جرائم الاغتيالات بتعز مع تلفوناتهم المحمولة وأجهزة اللابتوب التي كانت معهم. كما أن قائمة المتهمين بجرائم الاغتيالات في تعز تضم عناصر من "أنصار الله" وحارث العزي واحد منهم. *حليف الحوثيين صادق أبو شوارب قال: إن اللجان الشعبية ستنتشر في المحافظة، وإن تعز ليست ملكية خاصة لمدير الأمن؟ تعز ليس ملكية لمطهر الشعيبي ولا لصادق أبو شوارب .. أنا أؤدي وظيفتي مع الدولة والنظام والقانون، وتعز هي ملك ابنائها الطيبين بكل أعرافها ومذاهبهم وانتماءاتهم وطوائفهم، وإذا أراد الحوثيون الحفاظ على الأمن والاستقرار في تعز فيجب أن يكونوا ملتزمين بضوابط إدارة الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ويبلغون أجهزة الأمن بما لديهم من معلومات عن المتورطين في زعزعة استقرار تعز، لنقوم بدورنا في التحري والرصد والضبط، وإذا أقصرنا في هذا الأمر سنحاسب وفق النظام والقانون. * بم يوحي انسحابهم من اجتماع المكونات السياسية والمجتمعة في المركز الثقافي بتعز..؟ "أنصار الله" هم مكون من مكونات تعز، يجب أن يلتزموا بضوابط الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة، وفي "أنصار الله" قيادات على قدر عال من المسؤولية مثل الأخ بليغ الشامي وسليم مغلس، وأنا متأكد من إدراكهم لواجباتهم نحو تعز واستقراها. *4800 مطلوب أمنياً في تعز .. ما الآلية التي اتخذوها لضبطهم ؟ هذه أرقام منذ عام 2002م، البعض منهم قد فارق الحياة، والبعض قتل، والبعض ضبط، وآخرون منهم قد حلت قضاياهم بطرق عرفية وقبلية، أما الآن فإن لأجهزة الأمن في تعز هم 50-60 شخصاً في القضايا الجنائية، لماذا "أنصار الله" يتجاهلون المطالبة بقتلة المقدم أحمد حنش ويطالبون بقتلة أصحابهم؟ هل لأنه من ردفان؟ إذا هم العنصريون وليس نحن الذين لا نفرق بين أحمد حنش و البروي والغرباني، فنحن شعب واحد، وأنا لا أنام عندما يقتل أي مواطن في تعز، إذا كان هناك من هو أكفا مني في ضبط الأمن وتحقيق الاستقرار فأنا سأقدم استقالتي حتى لو كان البديل الأكفأ من "أنصار الله" فليس لدي خصومة مع أحد، وانتمائي للوطن، وملتزم بالنظام والقانون، ومستعد للمساءلة من أي تقصير وفق النظام والقانون. كما أعلنت على "أنصار الله" تجاهل قضية حريق البقالة جوار إدارة البريد بمركز المحافظة الذي أقدم على إحراقها أشخاص من بيت العقاب، ونحن ضبطنا اثنين من المتهمين، والمتهم الرئيسي في حريق البقالة الذي أودى بحياة صاحبها محتمي ب" أنصار الله" الذين يتسترون عليه. *مضى عام على تعيينك مديراً لأمن تعز.. ما أبز إنجازاتك؟ الإنجازات يحكم عليها أبناء تعز، ولكن إنجازاتي ليست راضياً عنها؛ لأن عملية التصحيح التي قمت بها كانت داخل جهاز الأمن في تعز أكثر مما كان خارجة، ومع ذلك أنا قدمت واجباً قد يكون إيجابياً لدى المواطن وقد يكون سلبياً، وطموحي كبير جداً، و الآن عدد من المطلوبين أمنياً موجودين عند شخصيات اجتماعية نافذة أحتفظ بأسمائها، وأطلب منهم تسليم المتهمين قبل أن نضطر لنشر أسمائهم في وسائل الإعلام كمتسترين على مجرمين وقتلة. *هذه الشخصيات النافذة محسوبة على أي جهة؟ على كل الجهات، والمكونات منهم في " المشترك " ومنهم في " المؤتمر" ومنه في "أنصارا لله" ومنهم من هو غير محسوب على أي تيار سياسي أو مكون ولكنه شخصية نافذة التجأ إليه قاتل أو مجرم وقام بحمايته. *هناك جنود متهمون بارتكاب جرائم جنائية ومطلوبة أمنياً .. ما الإجراءات التي اتخذتموها بحقهم؟ من هو موجود وتم إيصاله إلينا فقد تم إحالته إلي النيابة, والبقية تم توقيف رواتبهم والبحث عنهن لايزال مستمراً. *كم عدد هؤلاء الجنود؟ يتجاوز العشرة منذ تعييني مديراً لأمن تعز، ولكن هنالك جنود من فترات زمنية سابقة لا يزالون فارين من وجه العدالة، ولا يوجد جندي متهم بارتكاب جريمة ويستلم راتبه، فجميع المتهمين رواتبهم موقفة. *ماذا عن عملية التغيير لمدراء أمن المديريات وأقسام الشرطة الذين ثبت فشلهم؟ تم التغيير والبعض يستاء من عملية التغيير ويذهب إلى طرف آخر، والبعض يستاء ويلازم منزله، والبعض يتحول إلى مخرب، والبعض يحترم وظيفته وواجبه ويؤمن بعملية التدوير الوظيفي، ويوجد لدينا في محافظة تعز سبعمائة ضابط أمن، وكلهم يريدون تعينهم مدراء أمن مديريات ومدراء أقسام شرطة، و المديريات وأقسام الشرطة في تعز لا تتجاوز الستين، ونحن نبحث عن الأفضل، وأنا لدي قناعة أن الوطن يساهم في إفساد رجل الأمن في تعز البالغ عددهم أربعة ألاف وتسعمائة جندي وصف وسبعمائة ضابط يؤدون واجبهم بكل إخلاص وتفان ومسؤولية لأحدثنا ثورة تغيير شاملة للأفضل ونقلة نوعية في العمل الأمني. • هل التجنيد في جهاز الأمن بتعز تم على أسس وطنية؟ الفساد في الالتحاق بالأمن في تعز منذ العام 2011م وكل من أتى إلى المحافظة منذ ذلك التاريخ للعمل في جهات الأمن جاء وهدفه تحقيق أكبر قدر ممكن من الهبر والمكاسب المادية، ولا يهمه أمن واستقرا تعز، أما بخصوص التجنيد بطريقة مخالفة فالجميع مشارك "المؤتمر" و" المشترك" ويفترض أن أي مجند لا بد وأن يخضع لفترة تدريب في مركز خاص بالتأهيل وتعزيز الولاء الوطني والإلمام بالمهام والواجبات. *مسؤولون ونافذون يجوبون شوارع عاصمة المحافظة بمواكبهم المسلحة.. لماذا لا تختفي هذه الظاهرة؟ هناك لائحة وعلى كافة المسؤولين الالتزام بها، ونحن نعمل كل ما لدينا لتنفيذها؛ فعضو البرلمان بنص اللائحة حمايته خمسة أفراد، وكيل المحافظة 3-4 أفراد، وأنا هنا أطلب من كل وكلاء المحافظة سواء من هم طرف في قضايا جنائية أو غيرهم الالتزام بالنظام والقانون وأن يكونوا القدوة. *هناك أنباء عن تسلسل عناصر من تنظيم القاعدة إلى شرعت ومديريات الساحل .. ما صحة ذلك؟ وكيف تعاملتم مع هذه المعلومات؟ توجد في تعز خلايا لتنظيم القاعدة في الأحياء التي ذكرتها سابقاً، ويتجولون داخل المدينة، و عندما نرصدهم في حوض الأشراف وتتحرك حملة أمنية لضبطهم يلوذون بالفرار بتواطؤ وتسهيلات من سكان الحي، رغم معرفة البعض منهم أن هذه العناصر تحمل أحزمة وعبوات ناسفة، ونحن مقصرون في ضبط الأربعة الأشخاص المتهمين في جرائم الاغتيالات؛ بسبب الصعوبات التي نواجهها، وعلى كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية أن تنسق جهودها لضبط هؤلاء الأشخاص. * يشكو السكان في أحياء الروضة وعصيفرة ووادي جديد من غياب الأمن.. كما أن خطوط نقل المياه في منطقة الحيمة تتعرض للاعتداء أين دوركم؟ اسأل مدير مؤسسة المياه فهو يعرف كم عدد المعتدين الذين تم ضبطهم، أما أحياء الروضة ووادي جديد فقبل يومين نفذنا حملات أمنية شاملة. *الحملة الأمنية التي تشهدها تعز مؤخراً ماذا كشفت لكم؟ كشفت عن ضبط شخص يدعى حمدي، خرج من السجن المركزي بتعز، ومتهم في قضية قتل، وأنا سأبحث قضيته مع مدير السجن؛ حيث قام هذا الشخص بإطلاق النار على إدارة الأمن في مديرية القاهرة، كما كشفت لنا الحملة الأمنية الشاملة أغلب المسلحين الذين تم ضبطهم يتبعون شخصيات نافذة ومسؤولين في المحافظة وقيادات ا/نية وعسكرية، حتى أصبح المرافقون الذين يحملون السلاح في تعز أكثر من منتسبي القوات المسلحة والأمن في المحافظة، وإعادة النظر في تراخيص حمل السلاح في تعز بدأت من يوم الثلاثاء الفائت، وهذه الإجراءات لا تستهدف مكوناً بعينه بل الجميع في مستوى واحد، وعلى "أنصار الله" ألا يستاؤا من هذه الإجراءات، وقد عملنا تصاريح لكل قيادات "أنصار الله" في تعز لحماية أنفسهم. * ما مدى التنسيق بين المن العام مع بقية الأجهزة الأمنية والاستخباراتية؟ يتفاعلون معنا، وهناك تنسيق ممتاز، لكن أرجو منهم إدراك صعوبة الوضع الأمني في خاصة الأمن المركزي والنجدة والشرطة العسكرية، فهي اليد الطولى والقوة التي تملك السلاح. • ما خصم الموازن المالية السنوية للأمن في تعز من السلطة المحلية والمركز؟ الموازن التشغيلية الشهرية للأمن في تعز عشرة ملايين وثمانمائة ألف ريال، بشفافية أقولها ولأول مرة ثلاثمائة ألف ريال تذهب ضرائب لتبقى عشرة ملايين وخمسمائة ألف ريال توزع للأمن المركزي والنجدة وأمن المديريات والدفاع المدني والأحوال المدنية والبحث الجنائي وأقسام الشرطة وبقية الإدارات الأمنية، أما عن السلطة المحلية يومياً لكل فرد في الحملة الأمنية ألفي ريال، وهذا دعم كبير جداً بالإضافة إلى مبالغ مالية تصرف يوميا لأربعين ضابطاً وجندياً في مديرية صبر الموادم، ولا ننكر الدعم الكبير من السلطة المحلية للأمن في تعز. • في حال أقدم الحوثيون على نشر لجانهم المسلحة في تعز.. كيف سيكون موقفكم؟ وما هي خياراتكم؟ أنا أنصحهم ألا يغامروا. • كيف ستجنبون تعز شبح الفوضى والعنف؟ سنعمل كل ما بوسعنا للحفاظ على الأمن والاستقرار، وعلى أبناء تعز الطيبين مساندة جهودنا. • ما أبرز المعوقات والتحديات للأمن في تعز؟ • هماك المعوقات والتحديات، ومن ضمنها عدم التعاون في الإدلاء بالشهادة على المتورطين بارتكاب الجرائم. • كلمة أخيرة؟ العبث بأمن واستقرار تعز سيواجه بحزم، وعلى الأجهزة الأمنية والعسكرية العمل بكل إخلاص وأمانة، وأدعو القوى السياسية و"أنصار الله" الإسهام في الحفاظ على التعايش والأمن في تعز، ونحن معهم بدون تفرقة أو تمييز و"أنصار الله " يدركون ذلك ويتفاعلون مع جهود الأمن بإيجابية ومواقفهم رائعة وممتازة، ومحاولات العبث بأمن تعز تأتي من قبل "أنصار الله" وليس من "أنصار الله". وخلاصة الحديث: تعز محصنة بكل الشرفاء من أبنائها..
