صدر أمس الأول، بيان شديد اللهجة ضد جماعة الحوثي، وقع من قبل رئيسي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح بمأرب. كان البيان بمثابة إعلان تحالف بين المؤتمر والإصلاح في هذه المحافظة، التي يجري التحشيد فيها لخوض حرب عنيفة بين مسلحين قبليين موالين لتجمع الإصلاح. بشكل واضح، أعلن حزب المؤتمر في مأرب وقوفه مع المسلحين التابعين لتجمع الإصلاح ضد مسلحي الحوثي. و حمل البيان لغة تصعيدية وشديدة اللهجة ضد جماعة الحوثي، وهذه هي المرة الأولى التي يصد فيها موقف بهذه الحدية من حزب المؤتمر ضد الحوثيين، منذ ما بعد عام 2011، وما بعد سيطرة مسلحي الجماعة على مدينة عمران والعاصمة صنعاء، قبل أشهر. و وقع البيان بشكل مشترك، من قبل الشيخ عبد الواحد علي القبلي نمران، رئيس المؤتمر الشعبي العام بمأرب، والشيخ مبخوت بن عبود الشريف، رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح بالمحافظة. حيث وقع الأول عن حزب المؤتمر وحلفائه؛ فيما وقع الثاني عن أحزاب اللقاء المشترك وشركائهم. و أكد البيان أنه في الوقت الذي يرحب فيه بقرار رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة لحل المشاكل وتنفيذ وثيقة السلم والشراكة، و الحرص على أمن واستقرار محافظة مأرب وتجنيبها عبث المليشيات الفوضوية والانزلاق نحو المجهول؛ يطل ممثل الحوثيين، صالح الصماد، بكيل الشتائم والاتهامات لقبائل المحافظة.. و أكد البيان ادانته و استنكاره لاتهامات صالح الصماد لقبائل مأرب. و أضاف: ليس هو الأول: فقد سبقه سيده الذي اعتبر قبائل مأرب مجرمين وقتلة. و كان لسان حالهم يقول: رمتني بدائها وانسلت. و طالب البيان الصماد و سيده بالاعتذار لقبائل مأرب الأبية. و وصف البيان المجلس السياسي لجماعة الحوثي ب"عش الدبابير" معتبرا أنهم يسعون لجر المحافظة لتصبح مثل مثيلاتها من المحافظات التي كانت تنعم بالأمن و الاستقرار، و الذي اتهم ما سماها المليشيات الحوثية بجرها إلى الاحتراب المناطقي والطائفي، ما جعلها مسرحاً للفوضى والدمار. و أكد البيان وقوف القوى والأحزاب السياسية في محافظة مأرب إلى جانب قبائل المحافظة في نخلا والسحيل وفي بني جبر ومراد. و نوه البيان إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بدخول أي مليشيات تعبث بأمن واستقرار محافظة مأرب. و نقلت صحيفة "الشارع" عن الشيخ مبخوت بن عبود الشريف، رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح في مأرب، أنه تم التوقيع، أمس الأول، على هذا البيان المشترك، في لقاء موسع ضم ممثلين لأحزاب اللقاء المشترك، وممثلين للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، في المحافظة. وأكد مبخوت أن الشيخ عبد الواحد قبلي نمران، وقع على البيان، بصفته رئيساً لحزب المؤتمر وحلفائه. و قال الشيخ الشريف: اتفقنا نحن، ممثلين من كل الأحزاب السياسية في مأرب، وأصدرنا البيان، لأننا ننتمي في الأخير إلى هذه المحافظة، و يهمنا جميعاً مصلحة محافظتنا وتجنيبها الصراعات". مؤكدا أن مصلحة مأرب فوق مصالح الأحزاب. و أوضح الشيخ الشريف أن هذا التحالف بين حزبه والمؤتمر تم على محافظة مأرب، دون أن تكون هناك أي علاقة للقيادة المركزية للحزبين. و أفاد أن: الوضع الميداني هادئ في مأرب، خاصة مناطق التحشيد بين مسلحي حزبه ومسلحي جماعة الحوثي. و حسب "الشارع" فبدخول حزب المؤتمر على خط الأزمة، سيأخذ الصراع في مأرب بعد آخر سيعكس نفسه على الحرب المرتقبة هناك، والتحشيد القائم لها. و هذا هو أول تصعيد رسمي من المؤتمر ضد جماعة الحوثي، التي ظلت تتحرك، طوال الفترة الماضية، في عمران والمناطق المحيطة بالعاصمة، ضمن تحالف غير معلن بينها وبين المؤتمر، والرئيس السابق علي عبد الله صالح. و يبدو هذا الموقف المؤتمري كما لو أنه على تحالف غير معلن بين جماعة الحوثي ورئيس الجمهورية، عبد ربه منصور هادي؛ سيما بعد معلومات نشرتها، الأسبوع الماضي، وكالة تابعة للرئيس السابق، بشأن توصل الحوثي والرئيس هادي إلى اتفاق غير معلن في العاصمة العمانية مسقط، تضمن طبقاً للوكالة، تصعيد جماعة الحوثي ضد الرئيس السابق وحزبه وأسرته، مقابل توجيه الرئيس هادي ضربات جديدة للقضاء على تجمع الإصلاح وحلفائه. و كانت جماعة الحوثي وجهت، السبت الماضي، رسالة شديدة اللهجة أعلنت فيها التصعيد، وأطلقت تحذيراً عد بمثابة إنذار أخير منها قبل بدء الحرب مقاتليها ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح في مأرب. وفي تلك الرسالة، جددت جماعة الحوثي التأكيد على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفته ب"تمكين" عناصر تنظيم القاعدة من السيطرة على محافظة مأرب. جاء التحذير الحوثي بمثابة رسالة وجهها صالح الصماد، مستشار رئيس الجمهورية ورئيس المجلي السياسي لجماعة الحوثي، إلى الرئيس هادي، ورئيس الحكومة ورؤساء مجلس النواب والشورى وأمناء عموم الأحزاب السياسية، ومن أسماهم "الشرفاء في مأرب". ودعت الرسالة الحوثية" جميع القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية في الضغط على الجهات الرسمية والأطراف الموقعة على اتفاق السلم والشراكة بتنفيذ البند (5) في الملحق الأمني، المتعلق بترتيب الوضع الإداري والأمني والعسكري في مأرب، وفي مقدمتها رفع تلك التجمعات وإنهاء التحشيد وحماية الأنابيب وأبراج الكهرباء لما فيه مصلحة البلد". وأضاف: "في حال تنصلت الجهات الرسمية عن القيام بمسؤوليتها ولم تدرك القوى السياسية خطورة التباهؤ والتثاقل في تنفيذ أتفاق السلم والشراكة وملحقة الأمني، وعلى وجه الخصوص المتعلق بمأرب، فإن شعبنا اليمني لن يقف مكتوف الأيدي أمام تمكين هذه العناصر من السيطرة على المحافظة والتي سيتضرر منها كل أبناء شعبنا، وسيقف جنبا إلى جنب مع أبناء مأرب الشرفاء، وسيتخذ كل الخيارات المتاحة". واعتبرت تلك الرسالة الحوثية بمثابة إنذار أخير بالتحرك العسكري لاجتياح محافظة مأرب. و نقلت صحيفة "الشارع" عن مصدر عسكري رفيع أن جماعة الحوثي دفعت، منذ السبت الماضي، بالالاف من مسلحيها إلى محافظة مأرب، مشيراً إلى أن مسلحي الجماعة يفرضون، مذاك، حصاراً غير معلن على مأرب، و يواصلون استعدادهم لخوض حرب واسعة وعنيفة مع مسلحي تجمع الإصلاح، الذين يتمركزون في منطقتي "نخلا" و"السحيل"، على طريق مأرب- صنعاء . و حسب الصحيفة، دفعت جماعة الحوثي بألآلاف من مقاتليها إلى مأرب، فيما قامت بعملية استقطاب واسعة لعدد كبير من مشايخ المحافظة بهدف عزل مسلحي الإصلاح، بما يسهل عليها حسم الحرب معهم بشكل سريع؛ إلا أن دخول حزب المؤتمر على خط الأزمة يصعب المهمة على الحوثي، ويضعها أمام تحد جديد وكبير. على صعيد متصل، وصلت، ظهر أمس، إلى مدينة مأرب، اللجنة الرئاسية المكلفة بحل قضية محافظتي مأرب والجوف، برئاسة وزير الدفاع، اللواء الركن محمود الصبيحي، وبدأت أولى مهامها لاحتواء الأزمة المتصاعدة في مأرب بين مسلحي جماعة الحوثي، ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح، بهدف نزع التحشيد الحاصل من قبل الجانبين لتفجير حرب بين الجانبين هناك. و نقلت "الشارع" عن مصدر عسكري في مأرب إن اللجنة وصلت إلى مطار مأرب بصورة مفاجئة، على متن طائرتين مروحيتين عسكريتين، مشيراً إلى أن اللجنة تتضمن عضوية كل من وزير الداخلية، اللواء الركن جلال الرويشان، ووزير الإدارة المحلية، عبد الرقيب سيف فتح، وقائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء محمد يحيى الحاوري، ومدير دائرة الدفاع والأمن بمكتب رئاسة الجمهورية، عايش عواس. و طبقا للصحيفة، كان في استقبال اللجنة محافظ محافظة مأرب، الشيخ سلطان العرادة، وقائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء أحمد سيف اليافعي، اللذين رافقا اللجنة من المطار إلى مقر قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، حيث عقد اجتماع هناك برئاسة وزير الدفاع وحضور قادة الوحدات العسكرية والأمنية في مأرب. و ذكرت الصحيفة، أنه تم، في الاجتماع، مناقشة الجانب الأمني في مأرب، وما آلت إليه الأوضاع الأمنية من تدهور. و قال مصدر الصحيفة، إن وزير الدفاع "حث القادة الأمنية والعسكريين في مأرب على التحلي باليقظة والجاهزية والاستعداد لأي طارئ قد يحدث". و حسب مصدر الصحيفة، حث وزير الدفاع الجميع على تنفيذ البند الخاص بمأرب والجوف في الملحق الأمني التابع لاتفاق السلم والشراكة الوطنية. و قال الوزير الصبيحي إنه سوف يستعيد الأسلحة التي نهبها المسلحون القبليون، مؤخراً، من قوة عسكرية تابعة لقوات الاحتياط، بين منطقتي نخلا والسحيل. حيث قال الوزير إنه سيستعيد هذه الأسلحة من هؤلاء المسلحين بدون قيد أو شرط، أو تلكؤا أو تسويف". وأوضح المصدر أن اللجنة الرئاسية انتقلت، بعد انتهاء هذا الاجتماع إلى القصر الجمهوري في مأرب، حيث استراح أعضاء اللجنة وتناولوا وجبة الغداء هناك، وعقدوا، بعد مغرب أمس، اجتماعاً مع عدد كبير من مشايخ وأعيان مأرب. و نقلت الصحيفة عن الشيخ الشريف، إنه لم يحضر أي لقاء عقدته اللجنة الرئاسية، أمس، في مأرب، متوقعاً أن تعقد اللجنة اجتماعها معهم، اليوم الأربعاء. وقالت وكالة "سبأ" الحكومية إن اللجنة الرئاسية اجتمعت، فور وصولها، أمس، إلى مأرب، باللجنة الأمنية بالمحافظة، "ووقفت على طبيعة الأوضاع الأمنية والانتشار العملياتي للوحدات العسكرية والأمنية والإجراءات المتخذة لتثبيت دائم الأمن والاستقرار في المحافظة، وأوجه العلاقة القائمة بين الوحدات العسكرية والأمنية ومشايخ وأعيان المنطقة والمكونات السياسية والحزبية والمجتمعية وعامة المواطنين". وأفادت الوكالة أن اللجنة "استعرضت حيثيات وملابسات الموقف حول كتيبة الاحتياط، وما تعرضت له من اعتداء بمنطقة نخلا والسحيل، والتدابير العسكرية والأمنية المتخذة حينها، ودوافع وأبعاد وخلفيات الاعتداء وتأثيرها على أمن واستقرار المحافظة". وطبقاً للوكالة، فقد "جددت اللجنة التأكيد على استعادة الأسلحة والمعدات المنهوبة فوراً ودون تلكؤا أو تسويف، وبما يجنب المنطقة إجراءات عسكرية رادعة، الكل يحرص على عدم اللجوء إليها، حفاظاً على أمن واستمرار المحافظة وتجنبها المزيد من التدهور للحالة الأمنية المؤثرة سلباً على عوامل الاستقرار والبناء والتنمية".