رأى كبير اقتصاديي «وكالة الطاقة الدولية» فاتح بيرول الثلاثاء، أن تنظيم «داعش» أصبح تحدياً كبيراً للاستثمارات اللازمة للحؤول دون نقص معروض النفط في العقود المقبلة. وفي حين أطلقت «وكالة الطاقة» تحذيرات من أن إنتاج الشرق الأوسط من الخام يجب أن يزيد في العقد المقبل لتلبية الطلب المتوقع قال بيرول: «ما زالت هناك وجهات نظر قاصرة في شأن الحاجة إلى الاستثمار في وقت تضطر شركات الطاقة إلى تقليص أعمال الحفر الجديدة بسبب انخفاض أسعار النفط». ولن يكون إنتاج النفط الأميركي الصخري، الذي تُتوقع زيادته في المدى القصير حتى مع تقليص أعمال الحفر والاستثمار، كافياً لتلبية الطلب. وأوضح بيرول أن على منتجي الشرق الأوسط التقليديين أن يلبوا الزيادة المتوقعة في الاستهلاك ويُرتقب أن يساهم العراق بنحو 50 في المئة من كميات النفط الإضافية المطلوبة. وقال بيرول «المشاكل الأمنية الناجمة عن داعش وآخرين تخلق تحدياً كبيراً للاستثمارات الجديدة في الشرق الأوسط، وإذا غابت تلك الاستثمارات اليوم فلن نحصل على نمو الإنتاج الذي تشتد الحاجة إليه خلال العقد المقبل». وأضاف «الشهية للاستثمار في الشرق الأوسط شبه منعدمة بسبب الضبابية في المنطقة». وأكد أن أحدث تحليل للوكالة يشير إلى أن استثمارات النفط والغاز العالمية في قطاع التنقيب والاستخراج ستتراجع بنسبة قياسية قدرها 17 في المئة هذه السنة إلى نحو 580 بليون دولار. إلى ذلك، أفاد ناطق بأن «ايني» الإيطالية تواصل إنتاج النفط والغاز كالمعتاد في ليبيا بعد أن قلصت عدد العاملين الأجانب هناك. وأشار في تعليق إلى أن «وجود الموظفين الأجانب لدى إيني في ليبيا تقلص وأصبح يقتصر على منشآت بحرية معينة». من ناحية أخرى، انخفضت أرباح التشغيل السنوية لمجموعة الطاقة «دراغون أويل» 16 في المئة مع زيادة كلفة بيع النفط الخام فضلاً عن تخصيص 24 مليون دولار رسوماً لانخفاض قيمة آبار تنقيب ضمن أصولها في الفيليبين. وكانت الشركة قلّصت الإنفاق الرأسمالي في موازنة العام الحالي الشهر الماضي بنسبة 25 في المئة، ورفعت توزيعات العام كاملاً ثلاثة في المئة إلى 36 سنتاً للسهم. ونزلت أرباح التشغيل إلى 578.6 مليون دولار من 687.7 مليون قبل سنة. وارتفعت الإيرادات أربعة في المئة إلى 1.09 بليون دولار بفضل زيادة 17 في المئة في حجم مبيعات الخام. في الأسواق، واصل مزيج «برنت» الصعود متخطياً 62 دولاراً للبرميل بعد تحذيرات «وكالة الطاقة» من أخطار في شأن الإمدادات على رغم أن بعض المحللين يعتقد أن الأسعار ارتفعت كثيراً من أقل مستوى في ست سنوات. وجرى تداول عقود «برنت» تسليم نيسان (أبريل) مرتفعة 69 سنتاً عند 62.09 دولار للبرميل، وزادت عقود الخام الأميركي 48 سنتاً إلى 53.26 دولار للبرميل. لكنّ محللين يقولون إنه ربما تكون هناك مبالغة في الزيادات الأخيرة لأسعار النفط. وجاء في مذكرة لمصرف «ايه ان» «السوق لديها شكوك متزايدة في هذا الاتجاه الصعودي». وأفاد مصرف «مورغان ستانلي» بأن «ثمة إجماعاً في التوقعات لزيادات كبيرة في المخزون وأن أسواق النفط ستواجه ضغوطاً هذه السنة».