صنعاء - طالب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في خطوة مفاجئة بنقل الحوار إلى العاصمة السعودية الرياض باعتبارها مقرا لمجلس التعاون الخليجي، وهو الموقف الذي اعتبره مراقبون تأكيدا من الرئيس هادي على أولوية العلاقة بين اليمن ودول الخليج والتمسك بالمبادرة الخليجية كأساس لأي حوار قادم. وبحسب صحيفة "العرب" اللندنية فقد اعتبر متابعون للشأن اليمني أن هادي يبحث عن حل سياسي للأزمة اليمنية من بوابة السعودية على شاكلة اتفاق الطائف (1989) الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية. وتأتي تأكيدات هادي بالتزامن مع زيارة وفد حوثي برئاسة مستشاره عن مكون الحوثيين صالح الصماد إلى طهران . وقال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي في تصريح نشرته ”العرب” إن “عقد الحوار في الرياض ستكون له فوائد عديدة منها أن جارا كبيرا ومهما مثل السعودية سيدير حوارا منصفا وسيفضي إلى نتائج مؤثرة أهمها أن المملكة ستكون على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية”. واستقبل هادي أمس السفير البريطاني الجديد أدموند فيتن بعد يوم من استقباله للسفير الأميركي ماثيو تولر، في مؤشر على اعتراف دولي أوسع بشرعية هادي على الرغم من عدم حذو لندنوواشنطن حذو الموقف الخليجي في إعادة فتح سفاراتها في عدن. وأعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية أمس أنها لا تنوي نقل سفاراتها إلى عدن، في خطوة تبقي الباب مواربا أمام الاعتراف بسيطرة الحوثيين على صنعاء. وفيما تشير الأحداث إلى عودة بريطانيا كلاعب أساسي في الساحة اليمنية وخصوصا جنوباليمن الذي ظل لفترة طويلة تحت الاحتلال البريطاني، يمكن تفسير الموقف الأميركي بأنه نوع من التعامل مع الرسائل الحوثية. وتشير العديد من المصادر إلى أن الحوثيين عرضوا التنسيق مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب والحفاظ على مصالحها، مستفيدين من التقارب الحاصل بين الأميركيين وإيران.