سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لم تعد هناك أهداف يتم ضربها في اليمن .. فلماذا هذا القصف الدموي لطيران التحالف السعودي .. و مالفرق بين صواريخ الطائرات السعودية وبراميل النظام السوري المتفجرة..؟
النغمة السائدة في وسائل الإعلام، خاصة تلك التابعة للامبراطورية الاعلامية السعودية الجبارة، هي تلك التي تتحدث بإسهاب عن البراميل المتفجرة للنظام السوري التي تقذف فوق رؤوس الابرياء وتقتل المئات منهم، وهي احاديث مهمة لا جدال فيها، ولكنها تنسى، او تتناسى، ان طائرات التحالف السعودية تقوم بالشيء نفسه، وربما اكثر منه ليل نهار، عندما تلقي بحممها فوق رؤوس اليمنيين العزل، وتقتل الآلاف منهم في تعز وصنعاء وصعدة والحديدة وعمران والقائمة طويلة. وكالة انباء رويترز اكدت اليوم في برقية لها ان حوالي 43 مدنيا قتلوا بصواريخ طائرات “عاصفة الحزم” السعودية، بينما اكد مسؤول اممي كبير امام جلسة لمجلس الامن الدولي ناقشت الاوضاع في اليمن، ان هذه الهجمات التي تشنها الطائرات السعودية “تنتهك بوضوح القانون الانساني الدولي”. حتى واشنطن الداعم الاكبر للمملكة العربية السعودية وحربها في اليمن لم تستطع الاستمرار في الصمت تجاه هذه الغارات، واصدر الناطق الرسمي باسم مجلس الامن القومي الامريكي مساء الخميس بيانا عبر فيه “عن القلق الشديد ازاء الغارات الاخيرة للتحالف السعودي على مدينة الحديدة في اليمن”، مؤكدا “على اهمية هذا المرفأ الحيوي له باعتباره نقطة الوصول الرئيسية للمساعدات الانسانية المتوجهه الى الشعب اليمني”. التقارير التي نقلتها وكالات انباء محايدة، ومنها وكالة الصحافة الفرنسية، اكدت ان الغارات الجوية للطائرات السعودية دمرت البنى التحتية للميناء تماما، وتسببت في قتل العديد من عمال المرفأ، وبات الميناء معطل تماما. لا بواكي لليمن، وشعبه الفقير المعدم الطيب الشهم لسبب بسيط، لان الذي يقصفه ويدمر بناه التحتية البائسة والمتهالكة، ويقتل اطفاله ورجاله ونساءه، هي الطائرات السعودية. ستة اشهر تقريبا، وهذه الطائرات تقتل وتدمر وسط صمت عربي شعبي ورسمي، خوفا من الغضب السعودي وتداعياته المالية، تحت ذريعة مواجهة التغلغل الايراني في اليمن من خلال البوابة الحوثية، فهل البنى التحتية لميناء الحديدة هي للحوثيين، ام انها للشعب اليمني وموجودة قبل الثورة الايرانية عام 1979، ناهيك عن تاريخ ظهور الحوثيين على سطح الاحداث. احصاءات الاممالمتحدة تقول ان عدد ضحايا هذه الغارات السعودية اكثر من 15 الف يمني بين قتيل وجريح، النسبة العظمى منهم من المدنيين، علاوة على اكثر من مليون مهجر ونازح ومشرد، والرقم في تصاعد. الاحصاءات هذه نفسها تؤكد ان اكثر من ثمانين في المئة من اليمنيين في حاجة الى مساعدات انسانية عاجلة جدا، ولكن وصول هذه المساعدات بات صعبا في ظل الحصار البحري والبري والجوي، وتدمير الموانيء، وانعدام الوقود والادوية والغذاء. هذا القصف يجب ان يتوقف فورا خاصة انه لم تعد هناك اهداف يمكن قصفها، ولا يوجد لدى الطرف الآخر اي وسائل دفاعية، فالسماء مفتوحة كليا امام الطائرات السعودية بسبب ذلك، والضحايا من اليمنيين الفقراء المعدمين المسحوقين. الصمت على القصف والتدمير تواطؤ وتشجيع على استمرار قتل الابرياء، وتدمير بلد عربي اصيل، بل اصل العرب. افتتاحية رأي اليوم