في أول موقف صريح لها منذ بداية العدوان والحصار على اليمن ،نددت الأممالمتحدة وبشدة بالغارات الجوية التي نفذها طيران التحالف الذي تقوده السعودية وطالت أمس الاول الثلاثاء تدميرا لميناء الحديدة في اليمن بكونه استكمالا لحصار تجويع قاتل لملايين اليمنيين ، والمفروض منذ 5 اشهر ، حيث يعد الميناء المستهدف آخر ما بقي من منافذ بجرية للواردات التجارية والغذائية والنفطية والمساعدات الإنسانية لأكثر من 15 محافظة يمنية يقطنها قرابة 20 مليون شخص. وقال ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي مساء الامس الاربعاء غارات جوية للتحالف السعودي قصف ميناء الحديدة الاستراتيجي ملحقة بذلك أضرارا بالغة بأهم من بقي من منفذ حيوي لإيصال المواد الغذائية والأدوية والوقود. وأضاف أن "تضرر ميناء الحديدة قد يؤثر سلبيا على البلاد برمتها ويزيد الأزمة الإنسانية سوءا". وادان أوبراين بشدة تلك الهجمات المدمرة لميناء الحديدةاليمني مضيفا انها "غير مقبولة" وتمثل " انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني". وذكر المسؤول الأممي إن أكثر من ألف طفل قتلوا أو جرحوا جراء النزاع المسلح في اليمن وإن 80% من سكانه بحاجة إلى المساعدة. وأشار أوبراين في تقريره أمام مجلس الأمن الدولي حول زيارته إلى اليمن الأسبوع الماضي إلى أنه أصبح شاهدا على معاناة "لا تصدق" لأناس هناك، مؤكدا أنه كان مذهولا بما رأى هناك، "فالسكان يتحملون عبء هذا النزاع الثقيل، فمن بين كل 5 يمنيين هناك أربعة منهم محتاجون إلى المساعدات الإنسانية، ونحو 1.5 مليون إنسان أضحوا نازحين داخليين، وقتل أو جرح أكثر من ألف طفل، بالإضافة إلى أن أعداد الشباب الذين يشتركون في العمليات في إزدياد مستمر. وكانت رئيس برنامج الغذاء العالمي ارثارين كازين حذر في وقت سابق أمس الاربعاء من أن تطورات ما شهدته اليمن من تدمير لميناء الحديدة يفاقم ويضاعف من المجاعة في البلاد. وأضافت "إذا لم نستطع تزويد الأسواق بالمواد الغذائية مع التأكد من بقاء الموانئ مفتوحة... إذا لم تكن هناك زيادة في أموال المتبرعين، فسنواجه كارثة في اليمن". وتابعت "ليس في الأسواق المواد الغذائية الضرورية لمواجهة احتياجات عدد كبير من السكان... المجتمع الإنساني ليس لديه المال الكافي" لليمن. وكانت منظمة اطباء بلا حدود قالت مؤخرا أن الحصار الذي يفرضه قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن ، يحصد ضحايا مدنيين بأعداد موازية لضحايا الحرب والقصف الجوي على اليمن منذ مارس الماضي. وقالت رئيسة منظمة أطباء بلا حدود بعد زيارة إلى اليمن أن الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية "يقتل" المدنيين كما تفعل الحرب تماما. وبجانب جرائم العدوان السعودي التي حصدت أكثر من 23 ألف شخص من المدنيين منذ مارس الماضي، وتدمير شامل في انحاء البلاد شمل مدنا وكافة المنشآت الحيوية والبنية التحتية من مطارات وموانئ وطرق وجسور ومدارس ومستشفيات وغيره ،معززا انهيار أنظمة الرعاية الصحية، يمارس العدوان السعودي حصار اقتصادي بري وجوي وبحري مولدا لأزمة غذائية ومعيشية وصحية غير مسبوقة قادت وتقود لقتل الملايين من اليمنيين جوعا ومرضا. وبلغ جنون نظام آل سعود وعدوانه البربري الشامل على اليمن بنهج الابادة الجماعية والتدمير الكامل وحصار التجويع والتركيع المتم لشهره الخامس ، بلغ ذروته أمس الثلاثاء،18 أغسطس /آب بقصف ميناء الحديدة آخر ما بقي من منافذ بحرية للسلع الغذائية والدواء والوقود، مسجلا واحد من كبرى جرائم الابادة بحق ملايين اليمنيين المنهكين فقرا وجوعا وانهيارا شبه كامل للوضع الصحي، فمن لم تقتله الطائرات السعودية قتله الحصار جوعا أو مرضا ،وعلى مرأى ومسمع وتواطؤ العالم. وفقا للأمم المتحدة هناك أكثر من 20 مليون شخص في اليمن يعيشون الآن دون الحصول على ما يكفي من المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك 10 ملايين يعانون من خطر المجاعة.