يقول المحيطون بالعماد ميشال عون ان الأميركيين أبلغوا السعوديين كلاما واضحا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مفاده التحذير من الذهاب في الملف اللبناني الى حيث يتكرر السيناريو اليمني أو السوري، «فتخسرون نفوذكم.. ولبنان»! يأتي هذا الموقف الأميركي على خلفية اجهاض تسوية الترقيات العسكرية التي باركها الأميركيون ولكنهم لم يتمكنوا من تمريرها بسبب ما جرى من «توزيع أدوار» بين عدد من «صقور 14 آذار» والرئيس ميشال سليمان والنائب سامي الجميل. ومن كان قريبا من اجتماعات نيويورك يشير الى أن السعوديين استمعوا جيدا الى النصائح الأميركية لبنانيا، ولذلك، هم مقتنعون بأن انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن «يمكن أن يوفر على لبنان مطبات كثيرة». غير أن أبواب الرئاسة في بيروت مقفلة ولا أحد في الخارج على استعداد لتقديم عروض ومقايضات، وثمة من نقل عن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل أن انتخاب رئيس لبناني أسهل من التفاهم على قانون انتخابي في ظل هذا التباعد في المواقف ازاء الصيغ المطروحة للتقسيمات الانتخابية، ناهيك عن عدم استعداد الحزبين اللبنانيين الأساسيين للانتخابات وهما «حزب الله» بسبب انخراطه المتزايد في الأزمة السورية، و «تيار المستقبل» بسبب أزمته المالية وغياب قيادته والتحديات التي يواجهها السعوديون في معظم ملفات المنطقة. في هذا السياق، تأتي زيارة النائب وليد جنبلاط الأولى من نوعها الى الرياض لاجراء محادثات سياسية وليس القيام بواجبات اجتماعية. هذه الزيارة استوجبت انتظارا طويلا ومقدمات سياسية واعتماد لغة الصمت في المقاربة الجنبلاطية لملفات كثيرة أبرزها الملف اليمني برغم قناعة الزعيم الدرزي بأن الخيار العسكري سيصل الى حائط مسدود. ويدرك جنبلاط في هذه اللحظة السياسية المفصلية في لبنان والمنطقة أن أية «دعسة ناقصة» يمكن أن تهدد الاستقرار الأمني، ولذلك، كان حاسما عندما رفض تحول الرئيس فؤاد السنيورة الى «مدقق حسابات وصياغات سياسية» (على طريقة ابن حنبل) على هامش طاولة الحوار، وقال له «أنا أوقع على العمياني على سلة التسوية لأنها تسوية سياسية وليست دستورية». هي آخر المحاولات قبل أن تقرع ساعة تقاعد شامل روكز منتصف هذه الليلة، برغم قول ميشال عون أن المكتوب يُقرأ من عنوانه، ولذلك، طلب من روكز أن يودع رفاقه، وذكّره بأنه كان في طليعة من زكوا ترشيح العماد جان قهوجي قائدا للجيش في الرابية في العام 2008 غداة اتفاق الدوحة! (السفير)