في مقال بصحيفة ' نيويورك تايمز' عن القاعدة في اليمن قال الكاتب توماس فريدمان ان رئيس الوزراء اليمني السابق عبدالكريم الارياني الذي دعاه على عشاء كان محقا عندما قال له إن 'عبدالمطلب' أي الشاب النيجيري هو الذي دفعه لزيارة اليمن، لان ذلك الشاب تدرب في'اليمن من قبل افراد القاعدة لتنفيذ هجوم لم ينجح في امريكا. واعترف انه كان يتوقع أن يلقاه على سلم طائرة طيران قطر أسامة بن لادن نفسه زعيم القاعدة، في إشارة إلى التقارير التي وضعت اليمن في قائمة الجبهات الجديدة من نشاط القاعدة. ويعلق انه من حسن الحظ ان صنعاء التي وجدها ليست كابول، العاصمة الافغانية، واليمن ليس كأفغانستان. فجولته في داخل أسوار العاصمة اليمنية القديمة التي تعتبر تراثا إنسانيا أدخلته لعالم مدينة بمقاهيها الحية وسكانها العاديين. ويتحدث فريدمان ان ما رآه في العاصمة اليمنية كان على خلاف توقعاته، فمنظمات المجتمع المدني اليمنية يديرها يمنيون وليس أمريكيون او أجانب كما يحدث في أفغانستان. ويقول إن كل صاحب محل تحدث اليه في صنعاء 'بصق' على تنظيم القاعدة الذي لاموه بقتل الحياة السياحية في اليمن. ومع أن اليمن لا يشبه أفغانستان الا انه ليس كالدنمارك أيضا. ولان القاعدة تشبه الفيروس فانها عندما تظهر في بلد تعني أن شيئا ما أصاب جهاز المناعة في البلد وان خطأ ما حدث في اليمن. وهذا الخطأ ينبع من ضعف الحكومة المركزية التي تحكم تجمعات قبلية معتمدة، أي حكومة صنعاء، على نظام ريعي وحماية ورشوة وشراء الدعم. فهناك مساحات واسعة من البلاد لا تزال خارج سيطرة الحكومة المركزية، مشيرا بالتحديد الى الجنوب الذي وجد فيه ما بين 300 -500 مقاتل من القاعدة أرضا خصبة. ومع أن 'الأسلوب اليمني' استطاع السيطرة على الحركات الانفصالية في الشمال والجنوب إلا أن هذا الأسلوب لم يعد مفيدا وناجحا لعدد من الأسباب منها أن معدل النمو السكاني في اليمن وصل إلى 3.5 بالمئة وهو الأعلى في العالم مع 50 بالمئة من سكان البلاد ال 23 مليون نسمة تحت عمر الخامسة عشرة و75 بالمئة تحت عمر 29 سنة. كل هذا مقارنة مع نسبة البطالة التي تتراوح ما بين 35 40 بالمئة والسبب أن دول الخليج والسعودية طردت ملايين اليمنيين كعقوبة للنظام اليمني لوقوفه مع نظام صدام حسين أثناء حرب الخليج. ويضاف لهذا الوضع فان زيادة النمو السكاني وسوء التخطيط ترشحان اليمن لان يكون بدون ماء في غضون ال10 -15 سنة القادمة. ويقول إن اليمنيين يعانون الآن من مشاكل انقطاع في خدمات المياه والكهرباء وفي الريف تضطر النساء للمشي إلى أربع ساعات من اجل العثور على بئر ماء صحي. وحتى مستويات المياه انخفضت لدرجة أن العثور عليها تحتاج إلى أدوات حفر النفط ، وتشتد أزمة نقص المياه حدة بسبب استخدام المزارعين اليمنيين نسبة 40 في المئة من احتياط الماء لري مزارع القات. وعندما يتعلق الأمر بالتعليم فان نسبة 65 بالمئة من المدرسين حاصلون على الشهادة الثانوية، اضافة الى 70 بالمئة من الاميين و 15 بالمئة من الاطفال من الذين يذهبون للمدارس. ويعيش اليمني الواحد على دولارين في اليوم. وتعتمد ميزانية الدولة على دخل النفط المتراجعة نسب انتاجه- 70 بالمئة-. على الرغم من الفجوة بين الفقراء والاغنياء حيث يشير الى ان سيارات رولس رايس بدأت تظهر في شوارع صنعاء الا ان اليمن يظل استثنائيا مقارنة مع الدول العربية الاخرى، وهذا من ناحية الصحافيين وعمال الخدمة الاجتماعية وخدمات تعزيز ودعم المرأة اليمنية. وبناء على شهادات صحافيين من اليمن وناشطين في مجال الخدمة المدنية والمنظمات غير المدنية يقول فريدمان ان اليمن لديه كل المصادر لانقاذ نفسه ولكن ما يحتاجه حكومة تستطيع تحشيد هذه الطاقات واستخدامها بشكل جيد. وبدون حدوث هذا فان فيروس القاعدة وان لا يزال تحت السيطرة سيخرج عن الطوق وينتشر.