يرى الشاب عصام أن يعتبر الزواج المبكر وفي ظل انعدام فرصة العمل بأنه جريمة لا يقبلها.. فقد قال "الزواج في حالة البطالة كارثة في حق الزوجة أولاً وفي حقي ثانياً ففي حق الزوجة لأنها ستتجرع الويلات مع شاب عاطل، وفي حق نفسي لأني سأتحمل وزر امرأة لم استطع إعالتها كما ينبغي". متى نتزوج وكذلك يرى عصام من خلال الوقت الراهن "أن المشاهد للوضع الراهن يدرك يقيناً أنه من العبث التفكير في الزواج اتكالاً على الغيب، ورغم أن في الزواج سعادة لكنه مشكلة حين تكون في سن لا يسمح لك به وتكون صغيراً، والمشكلة تكون في واقع جديد لا يقدر عليه الشاب. يجب أن تكون هناك أسس وقواعد لإقامة أسرة وتحمل المسئوليات.. فالزواج لم يعد كزيجات آبائنا والأجيال السابقة. أقول أن الزيجة التي ستقود إلى فشل أو في أحسن الأحوال العيش تحت خط الفاقة فالعزوبية خير منها". حين يكون الشاب قادراً على التفكير أما الأخ/ منصور قال: عن رأيه في تأسيس أسس زوجية وأسرية سليمة "بناء الأسرة المستقرة أظن أن لها أسسها وقوامها، إنه من البديهي أن يكون الزواج السريع الهادف فقط إلى جمع عروسين زواجا هشا.. فيجب أن يكون الزواج في سن يكون فيها الشاب قادراً على التفكير بمستوى عالٍ من المسئولية، هذا من نصاب الأمور التي ينبني عليها أمر الزواج وليس هذا رأياً خالصاً.. وفي اعتقادي لن يفكر بالزواج على الأقل بشكل جدي". زواج المال وأضاف أيضاً "أي عاطل عن العمل يواجه مشاكل كثيرة في ظل أزمة حقيقية في المجتمع اليمني، فنحن بحاجة إلى استقرار مادي أولاً وبعد ذلك يجب أن نفكر بالزواج.. فالمخاطرة ليست سليمة ومن يملكون الفلوس فهم يزوجون أولادهم ليس لغاية بناء أسرة بل لغاية التمتع فقط، وتجدهم يزوجونهم بفتيات أصغر منهم سناً، وهذه المشكلة نجم عنها زواج الصغيرات. عندما تبتسم الحياة أما عن فكرته بالزواج في مرحلة مبكرة قال: "تختلف الطبيعة الإنسانية بحسب العديد من العوامل، وهي البيئة والحياة المادية ومستوى التعليم. أما أنا فلا أجد أن الزواج هو متعة فقط أتمتع فيها، فالزواج يجب أن يكون حياة مستقرة، ويجب أن أبني نفسي أولاً، فأنا إنسان بطبيعتي رحيم، إنسان يحب الجد في كل شيء فلا أريد الزواج بأنثى تعاني معي ما أعاني من عدم استقرار، والزواج سوف يأتي حينما أشعر أن الحياة ابتسمت.. هناك سوف أجد السعادة في أن أبني أسرة سعيدة". سجن مليء بالهموم من جانب آخر يرى حمزة "أن الزواج غير المستقر هو عبارة عن سجن مليء بالهموم والمتاعب، فهو في الأصل لا يسمى زواج.. لأن من أساسيات الزواج الاستقرار والشعور بالسعادة والراحة مهما كان.. فيجب أن تستقر، ويجب أن يجد الفرد دخلاً يكسبه بيده بدلاً من الاعتماد على الأسرة.. فالأسرة لن تستمر معك بشكل دائم وكما تحب. وأضاف حمزة مؤكدا "من الضروري جداً أن يكون لدى الفرد قبل أن يفكر في الزواج دخل ذاتي يعتمد عليه في تحقيق السعادة المرجوة من الزواج وإلا فإن الزواج ربما يفشل، ولابد كذلك من أن يكون لدى الشخص بيت بجميع تجهيزاته وليس غرفة كما هو معتمد بين الشباب اليمني؛ يفكر بعضهم بطريقة الزواج السريع والفاشل.. ويحدث هذا بقصد المتعة فقط". أنثى جاهز ومن جانب آخر يرى طاهر "أن تفكير أكثر الشباب منصب على التفكير البسيط (الجانب الغريزي من الزواج) مع عدم التركيز أن الزواج مسئولية كبرى إذ إنك من قبل كنت مسئولاً عن نفسك ومتطلباتها لكن بعد الزواج تصبح مسئولاً عن نفس أخرى وما تحتاجه من جميع الجوانب، والبعض يستسهل الأمر أو يفكر أن غيره سيدعمه من الأهل.. وهذا تفكير خاطئ، فالمرأة حين تتزوج تريد أن تشعر بالأمان معك كرجل (والأمان المالي تحديداً) لا أن تكون أنت وهي عالة على الأب. وأضاف طاهر "حيث أنه يوجد قلة من الشباب يدركون مسئولية الزواج الحقيقية سواء بجمالها وحلاوتها، وبالتزاماتها كذلك فالزواج تأسيس بيت وأسرة أخرى ولابد لتأسيسها من شروط ومتطلبات، والبعض من الشباب من لا علاقة لهم بالزواج، يجدون أنثى تصل لهم جاهزة دون أي جهد.. يعني زواج مطبوخ من قبل الأسرة، والزوجة بحسب معايير الأم والأب.. فالزواج في مثل هذه الحال لن يستمر حين يستعيد الشاب رشده فيجد أن هذا الزواج لم يحدث حبا بين الزوجين أو ربما أن الزوجة لا تناسبه عمراً ولا ثقافة فربما يفكر في أن يمارس الحب أو أن يجد بيئة جديدة يسعد بها فيحب.. وبعد الحب بالفعل يستبدل القديم بالجديد". الشاب يكون غير واعٍ وكذلك يرى الصديق صادق "أن الزواج المبكر له العديد من المخاطر والأضرار، ويستوي في ذلك الشاب أو الفتاة، ففي مثل هذه الحالات يكون الشاب أو الشابة غير مكتمل النمو سواء من الناحية الفسيولوجية أو من الناحية النفسية، وكذلك عدم الاستطاعة على تحمل المسئولية الزوجية كونه غير واعٍ تمام الوعي بتلك المسئولية وبالتالي فإن كل تلك الزيجات أو معظمها تنتهي بالفشل. البطالة تحرم الارتباط أضاف صادق إلى ذلك "تفشي البطالة تحرم الارتباط في مجتمع كمجتمعنا اليمني، فهذا يزيد الطين بلة ويضاعف من عبء رب الأسرة الأكبر أي والد الزوج، وهذا منتشر بصورة كبيرة في أرياف اليمن، ومن النتائج المترتبة على ذلك زيادة المشاكل الأسرية داخل الأسرة الواحدة نتيجة تراكم الأفراد فيها كون الصغير العاطل غير قادر على تحمل مسئولية إنشاء أسرة مستقلة، وهذه المشاكل غالباً ما تنعكس سلباً على حياة الشاب وبالتالي تؤثر عليه نفسياً حتى وإن تم استقلاله عن أسرته إلا أن تداعيات تلك المشاكل تؤثر على نفسيته وبالتالي تؤثر على مستقبله العملي والأسري".