انفجرت ثلاث سيارات ملغومة قرب وزارة الداخلية ومبان أمنية في العاصمة الليبية طرابلس الأحد مما أدى إلى قتل شخصين في تلك الهجمات التي انحت السلطات باللائمة فيها على انتصار الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وصرح مسؤولو امن ليبيون بأنهم اعتقلوا 32 عضوا في شبكة منظمة من أنصار القذافي لها صلة بهذه الهجمات التي وقعت عشية الذكرى السنوية لسقوط طرابلس في يد مقاتلي المعارضة. وهرعت سيارات الإسعاف ورجال الإطفاء إلى مواقع الانفجارات وطوقت أعداد كبيرة من الشرطة المواقع قبل ان تبدأ في ازالة المركبات المتفحمة وغير ذلك من الركام. وكانت تلك أول تفجيرات من نوعها تسفر عن سقوط قتلى منذ ثورة أدت الى إسقاط القذافي وموته العام الماضي بعد ان قضى 42 عاما في السلطة. وقالت المصادر الأمنية لرويترز إن السيارة الملغومة الأولى انفجرت قرب مبان إدارية تابعة لوزارة الداخلية في طرابلس ولكن لم تسقط ضحايا. وعند الوصول إلى مكان الانفجار عثرت الشرطة على سيارة ملغومة ثانية لم تنفجر. وأضافت المصادر أن بعد دقائق انفجرت سيارتان ملغومتان قرب مقر سابق لأكاديمية الشرطة النسائية والذي تستخدمه وزارة الدفاع في التحقيقات والاعتقالات. وأسفر هذان الانفجاران عن سقوط قتيلين وإصابة ثلاثة. وقال مصدر امني "(الضحايا) شابان في العشرينات. مرا بالسيارة أمام أكاديمية الشرطة لحظة وقوع الانفجار." وقعت الانفجارات التي أحدثت إضرارا طفيفة بالمبنيين وحطمت نوافذ السيارات والمباني القريبة في ساعات الصباح الأولى بينما كان المصلون يستعدون لأداء صلاة عيد الفطر. وتم اعتقال هؤلاء الأشخاص بعد ان داهمت قوات الأمن العديد من المواقع في طرابلس ومناطق حولها بناء على ما وصفه مسؤول امني خيوطا من "كاميرات دوائر مغلقة في شوارع ومعلومات مخابرات." وقال المسؤول وهو من اللجنة الأمنية العليا التي تتولى الإشراف على الأمور الأمنية منذ الإطاحة بالقذافي لرويترز انه تم التأكد من وجود صلات بين هذه المجموعة والهجمات . وستختبر هذه الهجمات عزيمة المؤتمر الوطني الذي جعل من تحسين الامن احد اولوياته عندما تسلم السلطة في وقت سابق من الشهر الجاري من المجلس الوطني الانتقالي الذي اطاح بالقذافي. وستكون مهمة المؤتمر الوطني الأساسية فرض سلطته على الجماعات المسلحة العديدة واغلبها ميليشيات شاركت في الانتفاضة وترفض إلقاء أسلحتها. ولا يزال نزع أسلحة هذه الميليشيات يمثل تحديا. وسيعين المؤتمر الوطني المؤلف من 200 عضو رئيسا جديدا للوزراء سيختار الحكومة ويقر القوانين ويقود ليبيا الى انتخابات برلمانية كاملة بعد صياغة دستور جديد العام المقبل. ويؤثر استمرار العنف على علاقات ليبيا مع الدول الاخرى والمنظمات الدولية التي تحتاج طرابلس لمساعدتها في مسعاها من اجل الاستقرار والأمن وإعادة الأعمار الاقتصادي. وعلقت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أنشطتها في بنغازي ثاني كبرى المدن الليبية ومصراتة بعد تعرض احد مقاراتها في مصراتة لهجمات بقنابل وصواريخ. ولا يزال مصير سبعة عمال اغاثة ايرانيين كانوا ضيوفا لدى الهلال الاحمر الليبي غير معروف بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من خطفهم من جانب مسلحين في قلب بنغازي.