كشفت صحيفة "المنتصف" الأسبوعية المستقلة في عددها الصادر يوم الاثنين 24/سبتمبر2012م واحداً من أخطر الملفات المتعلقة بالأزمة اليمنية والصراع السياسي وأحداث العامين 2011،2012م. وتضمنت الحلقة الأولى من التحقيق الذي تفتحه الصحيفة في سلسلة حلقات متواصلة وعنونته ب"مؤامرة القرن"معلومات خطيرة وتفاصيل تنشر للمرة الأولى، استنادا إلى وثائق رسمية حصلت عليها الصحيفة مخطط خطير لإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة عليها من قبل قيادات التمرد العسكري ومليشيات قبلية وحزبية ودينية . وتفردت صحيفة "المنتصف" بكشف ونشر التفاصيل الكاملة لخطة أسمتها الأطراف المشار إليها "إسقاط العاصمة صنعاء" كما رسمتها غرفة عمليات خاصة بالتزامن مع موجة الاضطرابات والفوضى التي عمت المدن والمحافظات الفترة الماضية. وتشمل الخطة سلسلة الهيكل العسكري للقوات المكلفة بمهمة إسقاط دوائر ومناطق ومربعات شمال شرق العاصمة وما فيها من مواقع وأجهزة ومؤسسات حكومية وأمنية وقطع طرق الإمداد والاتصال والمواصلات من سائلة صنعاء القديمة مرورا بمجمع وزارة الدفاع وباب اليمن وشعوب ومقار جهاز الأمن القومي وقصر السلاح وصولا إلى شارع خولان وشارع تعز وانتهاء ب"نقم" والمناطق الواقعة إلى الجوار من فندق موفمبيك ومبنى الكنترول.بهدف السيطرة على المنفذ الوحيد والمتبقي الذي يربط النظام ومعسكر الشرعية الدستورية بمطار صنعاء الدولي والمناطق الشمالية من العاصمة. كما تضمنت الخطة"الهيكل العسكري المخصص لتنفيذ العملية، وسلة الأهداف، ومسرح العمليات من الفضاء، وخطة الرصد والاستطلاع، وشبكة الاتصالات والمواصلات. ووفقا لما نشرته الصحيفة فقد تكون القوام البشري المعد لتنفيذ العملية من 85 مجموعة قتالية و27فصيلا و 5كتائب توزعت الدوائر(1-4-5-6-7-)من العاصمة مسلحة بمدافع وصواريخ( لو) وكاتيوشا وقذائف (اربيجي) ومعدلات رشاشة. ويأتي كشف خطة إسقاط العاصمة التي نشرتها صحيفة المنتصف ليؤكد ما كانت كشفت عنه مصادر إعلامية يمنية في وقت سابق من العام الجاري عن تسلم الرئيس عبدربه منصور هادي من جهاز الأمن القومي في اليمن خطة تقضي بإسقاط العاصمة صنعاء في حال لم يوقع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية. فقد نقلت صحيفة "الوسط الأسبوعية" في نهاية شهر مايو الماضي عن مصادر مطلعة إن الخطة لم يكن يتبقى عليها سوى إعلان ساعة الصفر وأعاق تنفيذها توقيع الرئيس السابق علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية . وقالت الصحيفة :إن الخطة تمثلت في تسكين مجاميع مسلحة في كل حي من أحياء العاصمة وان هؤلاء تم رصدهم بنوع أسلحتهم وأماكنهم بالإضافة إلى نوع فصيلة دم كل فرد حتى تسهل عملية إسعافه فيما إذا كان محتاجا إلى نقل دم إليه. القيادي المؤتمري ياسر العواضي هو الأخر كشف في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة اليمن اليوم منتصف سبتمبر الجاري أن اللواء المنشق علي محسن الأحمر كان يتحدث خلال حضوره اجتماعات لجنة إدارة الأزمة العام الماضي بصورة دائمة عن أفكار وخطط عسكرية للسيطرة على العاصمة صنعاء ومنع مسلحين ينتمون لتنظيمات وأطرف من التسلل للعاصمة "متحدثا عن معلومات متوفرة لديه بهذا الخصوص" ، وأنه كان دائما يطالب بإمكانيات عسكرية وتعزيزات من مواقع تابعة له خارج العاصمة . وأوضح العواضي في لقائه التلفزيوني عن طلب تقدم به الرئيس علي صالح في أحد الاجتماعات من اللواء علي محسن _ قائد الفرقة الأولى "مدرع" لتولي حماية المتظاهرين في شارع الدائري "أمام جامعة صنعاء" وأن الأخير طالب بنقل عدد من أفراده في مواقع له خارج صنعاء لمعسكره في شمال العاصمة واستبدالهم بأفراد من الحرس الجمهوري أو تكليف الفرقة وقوات الأمن المركزي بالقيام بمهمة حماية المتظاهرين ، مضيفا : إن الرئيس صالح أصر على تولي الفرقة مهام حماية المتظاهرين بعد جمعة 18 مارس وأن اجتماع اللجنة استمر حتى الساعة الواحدة ليلا بحضور علي محسن . وقال العواضي : إن لجنة إدارة الأزمة انعقدت بعد حادثة جمعة 18 مارس وان الرئيس صالح كرر طلبه لعلي محسن الأحمر بتولي مهمة حماية المتظاهرين ، فرد عليه الأحمر بعدم وجود قوة كافية لذلك ومطالبته بتزويده بمجموعة من العربات العسكرية من نوع "بي ام بي" وهو ما وافق عليه الرئيس صالح رغم اعتراضات عدد من أعضاء اللجنة ، حيث قال العواضي انه وجه خطابه للأحمر (أنت بتحمي الشباب وإلا بتقاتلهم؟!) ، وعند هذه النقطة "يقول العواضي" : بدأ الشك يراودني حول وجود موقف أخر لعلي محسن . ويرى مراقبون ومحللون أن الكشف عن الخطة بتفاصيلها الدقيقة يوضح كيف مارس الإخوان المسلمين في اليمن(حزب الإصلاح) على وجه التحديد ما ظلوا يدعون انه نضالاً سلمياً في خطاباتهم السياسية خصوصا داخل ساحات الاعتصام في الوقت الذي كانوا يطبخون فيه وراء الكواليس بإحكام السيطرة على السلطة عبر عمل عسكري منظم وممنهج كان سيؤدي إلى إغراق العاصمة في حمام من الدماء وإدخال البلاد في أتون حرب دموية .