قال ممثل الحوثيين في لجنة الحوار الوطني في اليمن محمد البخيتي، إن السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فاير ستاين، ليس صديقاً لليمنيين لتسببه في مقتل المئات منهم في غارات تنفذها طائرات أميركية من دون طيّار، مشيراً إلى أن عداء جماعته موجّه إلى السياسات الأميركية وليس إلى الشعب الأميركي. وقال البخيتي "ليونايتد برس إنترناشونال" نحن لا نعتبر السفير الأميركي صديقاً للشعب اليمني، و إنما عدو، إلا إذا كان يعتبر أن قتل المئات من اليمنيين الأبرياء والتسبّب في قتل مئات الآلاف المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين، عمل إنساني". وفي تعليقه على تصريحات فايرستاين التي قال فيها إن" الحوثيين ليسوا أصدقاءنا، ونفضّل ألا يكونوا أعداءنا"، قال البخيتي "نحن لا نعتبر أنفسنا أعداء للشعب الأميركي، ولكننا بكل تأكيد أعداء للسياسة الأميركية اللاأخلاقية التي تجيز تدمير شعوب بكاملها لإشباع الرغبات التسلطية لدى صناع القرار الأميركي". وكان السفير الأميركي في صنعاء قال في مؤتمر صحفي السبت الماضي، رداً على رفع "أنصار الله" "التسمية الجديدة للحوثيين" شعارات معادية للولايات المتحدة، إن "الحوثيين ليسوا أصدقاءنا، ونفضّل ألا يكونوا أعداءنا"، مضيفاً أن "القضية الأهم هي أنه يجب ضمّهم إلى المنظومة السياسية اليمنية". وأبدى فايرستاين قلقه مما قال إنها "أنشطة يقوم بها الحوثيون تجعلهم وسيلة لإيران لتنفذ تدخلاتها السلبية في العملية السياسية والمرحلة الإنتقالية في اليمن". إلى ذلك، وصف البخيتي الموقف الأميركي من اليمن وباقي دول العالم، قائلاً إن "السياسية الأميركية قائمة على تحقيق مصالح فئات صغيرة داخل المجتمع الأميركي مثل لوبي صناعة الأسلحة، والنفط، واللوبي الصهيوني". ووصف "صُنّاع السياسية الإستراتيجية الأميركية" بأنهم "لا يكترثون لحياة الآخرين، ولا حتى لمواطنيهم لأنهم يتخذون قراراتهم ألا أخلاقية في أماكن آمنة ومكيّفة". وحول شعار "الموت لأميركا والموت لإسرائيل" الذي ترفعه جماعته، قال البخيتي إن هذا "الشعار ليس دعوة لقتل الموطنين الأميركيين، و إنما هو تعبير عن رفضنا للسياسة الأميركية، و بالعكس فشعارنا يدعوا للحياة لأنه يعني الموت للسياسة الشيطانية التي قتلت ملايين البشر، وتسعى لقتل المزيد" . وتساءل "كم ستكلف الحرب التي تسعى أميركا لشنها على إيران بمساعدة بعض حلفائها العرب؟"، وأجاب "لاشك أن عدد الضحايا سيصل إلى الملايين وستغرق المنطقة في فتنة يصعب التحكّم بها". وكانت مواجهات مذهبية محدودة قد وقعت نهاية العام الماضي بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعده شمال اليمن، قتل خلالها العشرات من الجانبين وتم حلّها بوساطة قبيلة. وأشار إلى أن الحوثيين هم من بادر بالدعوة إلى الحوار و"لمسنا حماساً مماثلاً من قبل الإخوة في اللقاء المشترك، كما لمسنا ارتياحاً شعبياً لهذه الخطوة". وحول أسباب الخلاف داخل اللجنة التحضيرية بخصوص حضور السفير الأميركي لجلسات مؤتمر الحوار الوطني، قال البخيتي إن "موقفنا الرافض لحضور السفير الأميركي لجلسات الحوار الوطني كمراقب، ليس موجّه ضد أي طرف، وإنما هو تعبير عن موقف مبدئي حيث يعرف الجميع أننا نمتنع عن الالتقاء بالمسئولين الأميركيين سواء أكانت اجتماعات مغلقة أو عامة". وأضاف "وبالتالي ليس من المنطقي إعطاء السفير الأميركي الحق لحضور جلسات الحوار العامة من دون إذن مسبق لأن هذا سيعطّل أعمال المؤتمر". ورفض السفير الأميركي في صنعاء التعليق حول معلومات حول رفض ممثلي الحوثيين في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني حضوره شخصياً إلى جلسات مؤتمر الحوار كمراقب، إلى جانب سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، لكن فايرستاين قال إن "مجموعة السفراء العشرة يشاركون في دعم المبادرة الخليجية كمجموعة". يشار إلى أن جماعة الحوثيين في اليمن أسّسها زعيم الجماعة حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في 10 أيلول/سبتمبر 2004 في منطقة مران بمحافظة صعده، واتهمت الجماعة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بإعطاء الأوامر لقتله. وخاضت الجماعة 6 حروب مع الجيش اليمني التي كان يرأسها اللواء المنشق على محسن الأحمر، انتهت بوساطة قطرية في شباط/فبراير 2010، بعد أن خلّفت الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين.