رأت قوى غربية عدة، أمس، أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، والمبادرة التي أطلقها لحل الأزمة يعبران عن "انفصال عن الواقع"، ودعته مجدداً إلى التنحي، فيما رفض تياران رئيسيان من المعارضة الداخلية مبادرة الحل التي طرحها، واشترطا للتفاوض وقف العنف وإطلاق المعتقلين، في وقت شهدت مناطق في ريف دمشق وحلب قصفاً أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وتواصلت العمليات والاشتباكات في أكثر من منطقة . وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن الحل السياسي الذي طرحه الأسد "منفصل عن الواقع"، وإنه "محاولة جديدة يقوم بها النظام للتمسك بالسلطة" . وأضافت "لقد فقد أي شرعية وعليه أن يستقيل" . ودان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "إنكاراً للواقع" في الخطاب، ودعا مجدداً إلى تنحي الأسد عن الحكم . وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه "خطاب مثير للشفقة" لرئيس سوري "أصم وأعمى" . وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي إن بلاده سترحب بأي حل يكون مقبولاً من كل الأطراف في سوريا، بهدف إنهاء العنف، وأعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي عن تأييد بلاده للخطة التي اقترحها الأسد . ودعا الرئيس المصري محمد مرسي، إلى وقف نزيف الدم السوري، ودعم عودة اللاجئين إلى وطنهم، وقال "إن هذه أولويات مصر حالياً" . وأعلن أنه يدعم دعوة الشعب السوري "لمحاكمة الرئيس بشار الأسد على جرائم حرب" . ورفض معارضون سوريون في الداخل المشاركة في مؤتمر الحوار الذي طرحه الأسد، وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبدالعظيم في مؤتمر صحافي في دمشق "لن نشارك في أي مؤتمر للحوار قبل وقف العنف أولاً، وإطلاق سراح المعتقلين، وتأمين الإغاثة للمناطق المنكوبة، وبيان مصير المفقودين" . وأوضح أن "أي تفاوض وليس حواراً يجب أن يكون بإشراف مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة"، مؤكداً "ليس هناك من حوار أو تفاوض بيننا وبين النظام مباشرة" . واعتبرت هيئة التنسيق أن مبادرة الأسد جاءت "لقطع الطريق على ما حمله الإبراهيمي، وعلى مساعيه لتأمين توافق دولي لضمان نجاح الحل"، وأنها "غير واقعية وغير عملية، فهي تطلب من خصومه إلقاء أسلحتهم والتعامل معه كمنتصر، في وقت تبدو الأمور على غير ما هي" . وقال تيار بناء الدولة السورية المعارض في بيان إن "الصورة التي عرضها الأسد لا تعبر عن كامل حقيقة مجريات الصراع الدائر"، وأضاف أن "خطوات الحل التي قدمها غير كافية لتكون خارطة طريق أو برنامجاً لحل سياسي"، وأكد أن على السلطات السورية "حتى تثبت مصداقيتها، أن تبدأ فوراً إطلاق سراح المعتقلين السلميين، والكف عن ملاحقة الناشطين وإطلاق الحريات" . على الأرض، واصلت القوات النظامية السورية قصف مناطق في ريف دمشق، ما تسبب بمقتل خمسة أشخاص بينهم أربعة من عائلة واحدة في بلدة كفربطنا، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متتالية إن "مدينتي دوما وداريا في ريف دمشق تعرضتا للقصف، وشوهدت تعزيزات عسكرية مؤلفة من عدد من الآليات العسكرية وناقلات الجند متوجهة إلى داريا" . وقال المرصد السوري إن 12 شخصاً أحدهم طفل قتلوا وسقط عدد من الجرحى جراء القصف الذي تعرض له حي المشهد في مدينة حلب (شمال)، من القوات النظامية . وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن القصف الصاروخي "استهدف أحد الأبنية"، وتسبب في "تهدم طابقين بالكامل" . وقتل حسب المرصد، شخصان آخران في قصف على حي الجزماتي، فيما أشار ناشطون إلى اشتباكات وعمليات قصف مدفعي استهدفت أحياء أخرى . وأفاد المرصد أن نحو 60 سورياً سقطوا في أنحاء متفرقة من سوريا، بينهم 55 مدنياً، وثلاثة من القوات النظامية . الخليج ، وكالات