أكد وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي أن الخلافات السياسية بين أطراف الصراع السياسي هي التي فتحت شهية التدخل الأجنبي في بلاده بسبب عدم استطاعة هذه الأطراف معالجة مشكلات البلاد منذ ما بعد انتخابات 2006 الرئاسية التي فاز فيها الرئيس السابق علي عبدالله صالح أمام منافسه المهندس فيصل بن شملان . وأشار القربي خلال محاضرة ألقاها في منتدى غالب القرشي حول مدى حضور المجتمع الدولي في مؤتمر الحوار الوطني، إلى أن التدخل الأجنبي يمثل في الوقت الحاضر عامل ضبط لإيقاع الحراك السياسي في اليمن، خاصة في ظل التطورات التي شهدها اليمن والمنطقة عموماً، وأن ذلك منع دخول البلاد في حروب وأزمات لا تحمد عقباها . وفصّل القربي خارطة التدخل الخارجي ومستويات تأثيرها في اليمن في شتى المجالات، معتبراً أن هناك دول الجوار، ودول المصالح، ودول التأثير، والدول الهامشية، و"لكلٍ منها دور يحركنا أو نحركه"، وأشار إلى أن دول الجوار تدرك أن تدهور الوضع في اليمن سينعكس سلباً عليها ولا يمكن احتواؤه بالأسوار والحواجز، وهذه الدول تسعى لاستقرار الوضع في اليمن، يحركها في ذلك عامل المصلحة . أما دول المصالح، أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي واليابان والصين، فقال القربي إنها تنظر لثروة اليمن، ويهمها بدرجة كبيرة الاستقرار الاقتصادي والأمني للبلاد، لأن عدم الاستقرار سينعكس سلباً على مصالحها، مشيراً إلى أنه من الصعب أن تستأثر هذه الدول بمصالحها من دون النظر إلى مصلحة الداخل، فالتفريط في مصلحة أي طرف ينعكس على الجميع .