كشف تقرير أميركي أن سفارة واشنطن في صنعاء، تمارس ضغوطاً على الأحزاب السياسية "المهيمنة" في البلاد لتجنب الخطاب الطائفي وتشجيع احترام تاريخ البلاد الطويل المتصف بالتسامح. وقال تقرير "الحرية الدينية في العالم 2012" الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أن مسئولو السفارة الأميركية بصنعاء، يلتقون بشكل دوري مع ممثلي المسيحية واليهودية، الزيدية، الشافعية، والطوائف الإسلامية لمناقشة همومهم وبناء شراكات بين الأديان، مشيراً إلى أن السفارة نظمت ورشة عمل حول الحرية الدينية وعملت على توفير منح دراسية لمشايخ الدين لتعلم اللغة الإنجليزية. وأوضح التقرير أن السفارة الأميركية تشارك في الجهود المبذولة لزيادة الحرية الدينية من خلال تصميم برامج لتعزيز التسامح الديني وبناء حوار مثمر بين الجماعات الدينية، لمواجهة الانجراف نحو الطائفية الملحوظة في الشمال وعلى نحو متزايد في صنعاء، خاصة بين السلفيين والحوثيين. ونوه التقرير إلى أن "وجود السلفيين (السنة) في المناطق الخاضعة لنفوذ "الحوثيين" الشيعة، أسفرت عن أعمال عنف بين الطائفتين الزيدية والسنية "ما يتناقض مع تاريخ اليمن الطويل من الاعتدال الديني والعلاقة الودية التاريخية بين الزيدية (الشيعة) والمجتمعات الشافعية (السنة)، اللذين يعتبران من المذاهب الإسلامية السائدة في البلاد. "ويبدو أن أكثر دوافع العنف "سياسية منه دينية ويستند إلى مزيد من آثار التوترات السياسية والدينية القائمة"، بحسب التقرير. وأكد التقرير أن "التوترات المستمرة في محافظة صعده وزيادة العداء بين الحوثيين والإصلاحيين سيؤدي إلى تأجيج الانقسامات السياسية والقبلية والدينية". وأشار التقرير إلى أنه "وفقاً لتقديرات الحكومة الأميركية فإن 35% من سكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة، ينتمون إلى المذهب الشيعي (الزيدي)، في حين ينتمي 65% إلى المذهب "السني". وأوضح التقرير أن هناك مؤشرات تتحدث عن زيادة المواطنين الذين يتبعون المذهب السلفي "السني"، "لكن الإحصاءات غير متوفرة لتأكيد هذه المؤشرات". ولفت التقرير إلى وجود بعضة آلاف من أتباع الطائفة الإسماعيلية يتمركزون في منطقة حراز تعود إلى أيام الدولة الصليحية والملكة أروى بنت أحمد، وعدد غير معروف من الشيعة (الاثنى عشرية) يقيمون بصورة رئيسية في الشمال، وعدد كبير لكن غير محدد من الصوفيين. وكشف التقرير عن وجود ما نسبته 05% من اليهود والبهائيين والهندوس والمسيحيين، "كثير منهم إما لاجئون أو أجانب مقيمون بشكل مؤقت"، موضحاً أن التجمعات المسيحية تشمل "الكاثوليك والإنجيليين"، في حين يعيش اليهود المتبقين في اليمن بعد عقود من الهجرة إلى إسرائيل في المدينة السياحية بصنعاء ومنطقة ريدة بمحافظة عمران.