أنهى روبن فان بيرسي موسم 2012-2013 بطريقة رائعة مسجلاً هدفه السادس والعشرين والأخير في الدوري الإنجليزي الممتاز في مرمى وست بروميتش ألبيون ضمن فريقه الفائز باللقب. ومن خلال تحقيقه هذا الإنجاز، أنهى الدولي الهولندي الدوري المحلي في صدارة ترتيب الهدافين للموسم الثاني على التوالي في فريقين مختلفين بعد انتقاله إلى ملعب أولد ترافورد مطلع الموسم الحالي قادماً من آرسنال. وما حققه فان بيرسي يذكر بإنجاز مماثل في العصر الحديث لهداف رائع آخر هو آلان شيرر الذي حققه عام 1997 في صفوف نيوكاسل الذي انتقل إليه من بلاكبيرن في العام السابق. والواقع بأن تصريح فان بيرسي لدى انتقاله إلى مانشستر يونايتد بقوله بأن "الولد الصغير داخله" نصحه بالإنضمام إلى فريق الشياطين الحمر، مماثل لتصريح شيرر لدى انتقاله إلى نيوكاسل عام 1996 عندما قال بأن "تحدي العودة إلى البيت" هو الذي دفعه إلى الإنتقال إلى ملعب سانت جيمس بارك. في تلك الفترة، كان شيرر رفض الإنتقال إلى مانشستر يونايتد وبالتالي أهدر فرصة احراز اللقب للمرة الثانية في مسيرته بعد أن توج بالدوري الإنجليزي الممتاز في صفوف بلاكبيرن روفرز عام 1995. يلقي موقع FIFA.com نظرة على الإنجازات التهديفية لفان بيرسي وشيرر وكيفية تأقلمهما مع الأجواء الجديدة. آلان شيرر، بلاكبيرن روفرز موسم 1995-1996 في الدوري الإنجليزي الممتاز (31 هدفاً في 35 مباراة) بعد أن أحرز جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في صفوف بلاكبيرن الفائز باللقب المحلي موسم 1994-1995، بدأ شيرر الموسم التالي بقوة بتسجيله سبعة أهداف في أول سبع مباريات بينها ثلاثية في مرمى كوفنتري سيتي. وسجل شيرر خمس ثلاثيات في ذلك الموسم وهو رقم قياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز. سجل شيرر 31 هدفاً طوال الموسم وهو رقم قياسي في دوري يتضمن 38 مباراة وقد عادل رقمه البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفوف مانشستر يونايتد عام 2008. بيد أن عدوى نجاحات شيرر لم تنتقل إلى فريقه، فبعد إحرازه اللقب في الموسم الماضي، تراجع مستواه إثر استقالة المدرب كيني دالجليش من منصبه واحتل المركز السابع، وهي أدنى مرتبة يحتلها فريق توّج بطلاً في الموسم السابق. بعد إحرازه لقب الهداف للموسم الثاني على التوالي وعلى الرغم من رداءة عروض بلاكبيرن في دوري أبطال أوروبا UEFA وعلى الصعيد المحلي، توج شيرر هدافاً لكأس الأمم الأوروبية UEFA عام 1996 ليفرض نفسه كأحد أفضل الهدافين في عالم كرة القدم. كان شيرر مرشحاً للإنتقال إلى صفوف مانشستر يونايتد لكن شيرر قاوم إغراء السير أليكس فيرجسون وعاد إلى "مسقط رأسه" في شمال شرق إنجلترا وتحديداً إلى نيوكاسل مقابل رقم قياسي آنذاك بلغ 15 مليون جنيه استرليني. آلان شيرر، نيوكاسل يونايتد 1996-1997 في الدوري الإنجليزي الممتاز (25 هدفاً في 31 مباراة) عندما كان شيرر في الثانية عشرة من عمره، وقف في صفوف طويلة على مدى خمس ساعات للحصول على بطاقة دخول الملعب لمشاهدة المباراة الرسمية الأولى لكيفن كيجان في سانت جيمس بارك عام 1982 حيث سجل كيجان هدف الفوز. وكانت الطلبات مماثلة عندما خاض شيرر أولى مبارياته مع نيوكاسل ضد ويمبلدون. بطبيعية الحال، سجل شيرر هدفاً رائعاً من ركلة حرة مباشرة وسط فرحة هستيرية من قبل مدربه كيفن كيجان، وكان الهدف خطوته الأولى نحو التتويج بلقب الهداف للمرة الثالثة على التوالي. شكل شيرر ثنائياً متفاهماً مع زميله في خط الهجوم ليس فرديناند الذي تخلى عن القميص رقم 9 لشيرر لدى انضمام الأخير إلى صفوف الفريق، وقد نجح الثنائي في تسجيل أكثر من 40 هدفاً في الدوري المحلي. لكن عودة شيرر لم تتكلل بالنجاح على صعيد ناديه لأن عودته المنتظرة لم تسفر عن نجاحه في قيادة فريقه إلى اللقب المحلي الذي يلهث وراءه منذ عام 1927. استقال كيجان من منصبه في يناير/كانون الثاني عام 1997 عندما كان نيوكاسل رابعاً قبل أن يتولى مدرب بلاكبيرن السابق كيني دالجليش تدريب الفريق. بفضل شيرر نجح نيوكاسل في احتلال المركز الثانتي متفوقاً على آرسنال وليفربول بفارق الأهداف. روبن فان بيرسي، آرسنال، موسم 2011-2012 في الدوري الإنجليزي (30 هدفاً في 38 مباراة) انضم فان بيرسي إلى صفوف آرسنال عام 2004، لكنه نجح في تخطي حاجز العشرة أهداف في الدوري المحلي ثلاث مرات فقط في سبعة مواسم حتى مشواره الأخير واللافت في صفوف المدفعجية. لم تكن مساهمات الهولندي ظاهرة للعيان في ظل تألق الفرنسي تييري هنري وهو خاض أكثر من 20 مباراة في موسم واحد، مرتين فقط في ثمانية مواسم قضاها في صفوف آرسنال. غادر هنري آرسنال عام 2007، لكن فان بيرسي بدأ يفرض نفسه هدافاً في موسم 2010-2011 عندما سجل 18 هدفاً، لكنه حقق أعلى نسبة له من الأهداف حتى الآن موسم 2011-2012. سمي فان بيرسي قائداً للفريق في مطلع الموسم التالي إثر مغادرة سيسك فابريجاس إلى برشلونة. وعلى غرار البداية السيئة لفريقه، إكتفى فان بيرسي بتسجيل هدف واحد في مبارياته الخمس الأولى وكان في المباراة التي مني فريقه بخسارة تاريخية على يد مانشستر يونايتد 2-8. ثم ضرب فان بيرسي بقوة بعد ذلك مسجلاً 9 أهداف في مبارياته الخمس التالية في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول حيث ساهمت هذه الأهداف في ارتقاء فريقه من المركز السابع عشر إلى المركز السابع في الترتيب. كان ذلك بداية تألق كبير للهولندي حيث كانت أكبر فترة له من دون أن يسجل أي هدف على مدى أربع مباريات من أكتوبر/تشرين الأول حتى نهاية العام. كان المهاجم قاب قوسين أو أدنى من معادلة رقم شيرر القياسي من الأهداف (36 هدفاً) على مدار عام بالكامل، لكنه اكتفى بتسجيل 35 هدفاً في نهاية عام 2011. أنهى آرسنال الموسم ثالثاً، في حين نال فان بيرسي العديد من الألقاب الشخصية وسط تقارير صحافية تشير إلى رغبة مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد في الحصول على خدماته. روبن فان بيرسي، مانشستر يونايتد، موسم 2012-2013 في الدوري الإنجليزي الممتاز (26 هدفاً في 38 مباراة) انتقل فان بيرسي الى مانشستر يونايتد قبل أيام قليلة من بداية الموسم الجديد بعد أن نجح السير أليكس فيرجسون هذه المرة في التعاقد مع هداف الدوري من فريق منافس. خسر الهولندي الدولي مباراته الأولى الرسمية مدافعاً عن ألوان مانشستر يونايتد، لكنه كسب عطف جمهور ملعب أولد ترافورد بعد أن سجل هدفاً بعد مرور 10 دقائق على أول مباراة له على ملعب النادي. وفي مباراته الثالثة سجل فان بيرسي ثلاثية وبقيت شهيته التهديفية مفتوحة حتى نهاية يناير/كانون الثاني، حيث لم يسجل بعدها سوى هدفاً واحداً في ثمانية مباريات. استعاد فان بيرسي وصله مع الشباك عندما كان فريقه يسير بثبات نحو اللقب وقد حسم هو نفسه الأمور بتسجيله ثلاثية في مرمى أستون فيلا بينها تسديدة رائعة على الطاير ليقود فريقه الى اللقب الثالث عشر في الدوري الإنجليزي الممتاز والعشرين في تاريخه. يكمن سر الشهية التهديفية لفان بيرسي أنه تخطى الإصابات التي لاحقته في المواسم السابقة. ويعتبر فان بيرسي ثاني لاعب يتوّج هدافاً في الدوري على مدى موسميين متتاليين ويخوض جميع مبارياته فريقه موسم 2011-2012 وقد كرر الإنجاز موسم 2012-2013. وحده عامل الوقت سيؤكد ما إذا كان فان بيرسي قادراً على معادلة إنجاز شيرر بالتتويج هدافاً للدوري للموسم الثالث على التوالي.
