أنشأت اللجنة الأولمبية اليمنية برنامجا أسمته "برنامج الواعدين" يختص بإعداد الرياضيين الناشئين والشباب ليصبحوا أبطالاً في المستقبل وعلى الرغم من أن عمر هذا البرنامج يمتد لأكثر من 13 عاماً إلا أننا لم نلمس منه أي نتيجة أو فائدة تذكر!!. قولوا لنا كم بطل تخرج من هذا البرنامج وكم ميدالية أولمبية أو عربية أو دولية أحرزها اليمن.. طبعاً الإجابة معروفة سلفاً لا شيء، وهذا يعود إلى أمرين الأول أن البرنامج تم الإعلان عنه بطريقة عشوائية بحيث أن من تم تسجيلهم في البرنامج يتقاضى الواحد منهم مبلغا زهيدا من المال ربما لا يتجاوز العشرة آلاف ريال وهذا أمر مخزٍ جداً.. وثانياً يفترض ببرنامج الواعدين أن يتبنى اللاعب الشاب ويوفر له المدربين والإمكانيات المطلوبة لتأهيله وإعداده ليكون بطلاً على غرار برامج الواعدين ومراكز وأكاديميات الرياضة المنتشرة في بلدان العالم وليست أكاديمية اسباير القطرية ببعيد. كيف نريد أن نصنع بطلا أولمبيا بمبلغ عشرة آلاف ريال للشاب في الشهر وبدون إمكانيات متكاملة بدءا من المدرب مروراً بالأخصائيين والأطباء والمختصين وملاعب التدريب وكل ما يتطلبه إعداد البطل الأولمبي. إذاً الأمر يحتاج إلى إعادة نظر أولاً في دور اللجنة الأولمبية ومهامها وعلاقتها بوزارة الشباب والرياضة من جهة وعلاقتها بالاتحادات والأندية الرياضية من جهة أخرى، ودورها في الحياة الرياضية بشكل عام، ولابد من تطوير اللوائح التي تعمل بموجبها لتتواكب مع التطورات الهائلة التي تشهدها الرياضة العالمية فلجنتنا الأولمبية لا نسمع عنها إلا نادراً وفي أيام الانتخابات، وتعمل وفق لوائح قديمة عفا عليها الزمن. ثانياً: إعادة النظر في دور برنامج الواعدين ومراكز إعداد المبدعين وتوفير كافة متطلبات إعداد الأبطال، فاليمن تمتلك من الكوادر والطاقات البشرية ما لا تمتلكه بلدان أخرى بل إنهم يحسدوننا عليها ونحن لا نتهم بهم بل نساهم في ضياعهم. لابد من وقفة لتشخيص الوضع الراهن للجنة الأولمبية ووضع المعالجات للارتقاء بعملها وتطوير مهامها بالاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال وليس عيباً أن نستقدم خبراء من اللجنة الأولمبية الدولية ليساعدونا في هذا الجانب لانتشال الرياضة اليمنية من واقعها المرير. وفي اعتقادي أن إصلاح وضع اللجنة الأولمبية ورسم دورها بدقة سيسهم في تطوير الرياضة اليمنية لأنها رأس الهرم الرياضي فهل نعي هذا الموضوع ونعمل جميعاً من أجل الارتقاء بالرياضة اليمنية.