بانهيار الدولة الحميرية عام 525 م فقد اليمن السيادة الحقيقية على كامل اراضيه الى يومنا هذا مع بعض استثناءات لاتكاد تذكر هذا الواقع اخضع قوى الداخل المهيمنة على حكم اليمن للقبول دائما بالتزاوج مع قوى الهيمنة الاقليمية التي كان يمتد نفوذها وسيطرتها الى اليمن . تعددت القوى من الداخل والخارج التي تنازعت ورقة الهيمنة هذه طيلة قرون الى ان انحصرت بيد الاتراك بعد ان سيطروا على صنعاء عام 1547 م حتى انهارت امبراطوريتهم عام 1917 م بعدها بسنين تسلمت المملكة العربية السعودية هذا الدور الذي بدأت ايران تزاحمها فيه مؤخرا بينما انحصرت الهيمنة من الداخل بيد ائمة وحكام جميعهم ينتمي الى المنطقة المعروفة بشمال الشمال وهي الحصرية التي بدأت بالتزامن مع سيطرة الاتراك على اليمن . فقدان السيادة وصناعة القرار كان الثمن الطبيعي الذي ظل ومازال اليمن يدفعه نتيجة قبول هيمنة الداخل بالتزاوج مع هيمنة الخارج طيلة هذه القرون على حساب السيادة بدلا من رفض الهيمنة ومقاومتها وهو الامر الذي اغرق الجسد اليمني في مستنقع الصراعات العنصرية متعددت الاشكال ليتجسد يومنا هذا بجسدا هزيلا ضعيفا ينهش بعضه بعض . واليوم ربما اذنت السماء لليمن ان يستعيد سيادته ليمضي بعدها للامام بلدا سيدا حرا كباقي بلدان العالم قد يكون هذا الخلاص هو النتيجة التي سينتهي بها الصراع القائم اليوم و الذي اصتدمت فيه قوى الهيمنة ببعضها المشهد الذي بدأت احداثه بإنقلاب 21 يناير 2015 م الذي قامت به قوى هيمنة الداخل لتسلم بذلك ورقة الهيمنة الى ايران الامر الذي رفضته المملكة بشدة واجبرها للمسارعة بتكوين تحالف قادة من خلاله عملية عسكرية سمية بعاصفة الحزم اصتدمت بها مع قوات الانقلاب .