كشف د/ احمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة الشرعية في عدن عن صعوبة الاستمرار في دفع رواتب الموظفين والعاملين في القطاعين المدني والعسكري في ظل شحة الإيرادات العامة، محذرا من خطورة طباعة المزيد من العملة المحلية. وقال بن دغر في مقال صحفي نشرته وسائل الإعلام المحسوبة على حكومة الرئيس هادي" لا يمكن أن نضمن جميعا استمرار صرف المرتبات دون التزام صارم بتوحيد جميع الإيرادات في محفظة واحدة هي محفظة البنك المركزي ومركزه عدن اليوم، كما كانت صنعاء مركزه بالأمس، وكانت جميع الإيرادات تذهب إليه". وأضاف" وخطر على المجتمع الطباعة ثم الطباعة، فهذا إجراء مدمر لمالية البلاد واقتصادها". وتطالب الحكومة الشرعية برئاسة بن دغر جماعة الحوثي وحليفها صالح المسيطرة على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات بتوريد عائدات المصالح الحكومية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها إلى البنك المركزي بعدن من أجل ضمان الاستمرار في دفع الرواتب، غير أن الأخيرة لا تبدي اكتراثا بتلك المطالبات. واعتبر متابعون أن حديث بن دغر يحمل في ثناياه تخوفا واضحا من أزمة قادمة في النقد قد تجبر حكومته على إعلان عجزها عن دفع الرواتب. ولجأت حكومة بن دغر إلى طبع 400 مليار ريال يمني لدى من دون غطاء من العملات الصعبة، وذلك للإيفاء بالتزاماتها الداخلية، إلا أن تلك المبالغ لا يمكن أن تمثل حلا دائما للعجز المالي الذي تعانيه البلاد في ظل استمرار الحرب وانحسار الموارد وتشتتها بين الأطراف المتصارعة. وعملت الحكومة المعترف بها دوليا على حل أزمة الرواتب المتأخرة لمنتسبي القطاعين المدني والعسكري في عدد من المحافظات، غير أن الكثير من الموظفين والعمال وجنودا في الجيش والأمن مازالوا دون رواتب منذ أغسطس 2017 ، بالإضافة إلى معاناة موازية يعيشها متقاعدو القطاع العسكري المتعثرة رواتبهم لعدة أشهر.
