انتزع ريال مدريد لقب كأس ملك اسبانيا التاسع عشر في تاريخه، وذلك بعد أن تغلب على برشلونة بهدفين لهدف في ملعب المستايا ورغم غياب نجمه الأول كرستيانو رونالدو، فوز ما كان ليكون بهذه الطريقة الصعبة لولا التفوق الكبير من المدرب كارلو أنشيلوتي على نظيره تاتا مارتينو والذي يمكن تلخيصه في سبعة أمور. مباراة اليوم لم تكن سهلة على الريال رغم فوزه، فهو لقاء أعصاب احتاج تفوقاً تكتيكيا معقداً لمنع كبرياء برشلونة من إنقاذ موسمه، وكذلك من عودة الحياة له بعد أن سجل هدف التعادل، وهو انتصار له أسباب عديدة من ناحية المدربين يستعرضها موقع في هذا التقرير. أول أوجه هذا التفوق كانت بتعلم كارلو أنشيلوتي من خسائره ومن أسلوب أتلتيكو مدريد ضد برشلونة، فهو غير خطته إلى 4-4-2 وإن بدأ بالأسماء التي تلعب 4-3-3 عادة معه وهي الخطة التي لعب فيها الموسم الماضي مع سان جيرمان ونجح بفرض التعادل معها مرتين على البرسا، هذا التغيير منع برشلونة من السيطرة في مناطق حاسمة قرب منطقة جزاء ريال مدريد، ومنعه من ربط الخطوط مع صعود ظهيريه، كما أنه تعلم من أسلوب أتلتيكو مدريد بأسلوب التمركز أمام مفاتيح اللعب الذي يجبرهم على اللجوء إلى العرضيات الكثيرة ومن دون فائدة لعدم وجود من يتقن اللعب بالهواء لدى الفريق الكتالوني، وهو الأمر الذي كان جلياً في الشوط الأول مع قيام الفيس لوحده بتسع عرضيات من دون أي خطورة. الأمر الثاني الذي ساهم في نجاح أنشيلوتي أنه لعب بشجاعة وواقعية في آن واحد، فبدأ بخطة رآها البعض انتحارية حيث انتقدوه إعلامياً وتحدثوا عن ضرورة بالبدء بايارامندي، كارلو لعب بخطة تضم مفاتيح لعبه المبدعة كلها لكن بأدوار تكتيكية متقدمة، في حين لعب تاتا مارتينو كي لا يتلقى هدفاً في الشوط الأول ولم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية طوال دقائق المباراة فغلبت واقعيته على شجاعته، مارتينو لجأ إلى أسلوب البنتاجون ليحافظ على الكرة ويضمن عدم تلقيه هجمات عديدة فكانت المكافأة في الشوط الأول للشجاع، وفي الشوط الثاني كانت تبديلات تاتا عادية متوقعة وقائمة على نفس المشكلة باستبدال لاعب بلاعب من دون أي مغامرة هجومية حتى تم إجباره على الشجاعة مع هدف جاريث بيل الخاطف. ولا يمكن إغفال الجاهزية الذهنية الواضحة للاعبي ريال مدريد ومعرفة المطلوب منهم اليوم كي يحققوا الانتصار، فكان الأداء جماعياً منضبطاً قائماً على نهج تكتيكي واضح، كما أنهم تجنبوا المخاشنات والأخطاء التي اشتهر فيها بعضهم أمثال بيبي وراموس، في حين كان برشلونة غير منظم وإن مرر لاعبوه كثيرا فيما بينهم، فلم يكن هناك فكر واضح لطريقة هزيمة دفاع ريال مدريد، وظهر لاعبوه مركزين أكثر من اللازم في البدايات على التحكيم والمطالبة بالأخطاء، وإن كان هناك شيء يؤكد تفوق الريال الذهني فهو استطاعته حفظ توازنه والعودة للفوز بعد خطف مارك بارترا لهدف التعادل من ركلة ركنية وهو أمر لم يكن من عادات الملكي في الماضي!