إستمعت لشهادة الدكتورة زهى السعدي في شريط فيديو سجلته ونشرته بعد أن رأت خطورة الأمر وأنه لابد من مخاطبة المواطن بنفسها وهي الطبيبة المقيمة في مركز الأمل والذي يعتبر المركز الأول في استقبال حالات الإصابة ب الفايروس القاتل كوفيد 19 كورونا .. وقد أدت ما عليها وهي هنا تنادي بصفتها الإنسانية والأخوة والمحبة كل ابناء عدن بعيدا عن السياسات القذرة و الحسابات الضيقة التي لا تهتم بأمر المواطن ومعاناته بل بالسلطه والحكم والثروات..
والله إن الأمر جد خطير وبالفعل الشعب مستهتر حد الثمالة ولأن دور السلطة غائب و فوضوي جعل الناس تعيش حياة طبيعية غير مدركين عواقب ذلكم الإستهتار !!! فالشعب هنا غير مصدق ما يحصل له وما عواقب هذا التمادي ، الذي لم يأتي فقط من قلة وعيه بل السبب الحقيقي والمحفز الذي ولد لديهم تلك النظرة في التعامل مع هذا الوباء هي نتيجة عدم اهتمام الدولة وتراخيها وبعدها عن أمن وسلامة المواطن وحتى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يجب أن يقوم بدوره هنا في عدن كونه المسؤول عن سلامة مواطنيه لم يقم بدوره لما لقيه حتما من مضايقات وعثرات نتيجة لتلك السياسات الوقحة التي تقتات على أوجاع وآلام المواطن وبالرغم من ذلك كله يجب أن يقوم بواجبه فكيف نطلب من المواطن ان يعي ذلك وهو لم يستشعر مسؤولية من يحكمه!!! المسألة بحاجة لإعادة النظر لدى الجميع في إدراكهم و وعيهم وتحكيم عقولهم وضمائرهم في الكف عن هذا العبث واللامبالاة التي بدأت في التوسع لدى كثير من شرائح المجتمع في ظل صمت السلطات وعدم تفعيل دورها المناط بها فهي السبب الأول في السماح لهذا الوباء من التوغل والإنتشار بهذه الصورة المخيفة والمقلقة ويحصد العشرات كل يوم وسيزداد اكثر كلما ازداد جهلنا وعنادنا واستهتارنا واعتمادنا على أطلال دولة عاجزة وعلى إحسان جار لا يهمه امرنا .. إذن الحل بعد أن علمنا يقيناََ أن الدولة لم ولن تقدم الحلول أو تساعد في إنقاذ ما يمكن إنقاذه بل إنها هي البلاء و الوباء .. علينا ان نساعد أنفسنا بأنفسنا وذلك بالتزامنا بالجلوس في البيوت وتجنب الإختلاط وعدم الخروج للأسواق او ممارسة اي أعمال في ظل هذا الإنتشار الرهيب للفايروس .. هذا هو السبيل قبل أن نندم ونفقد الكثير والكثير من اعزائنا وقبل أن تكون انت واستهتارك سببا في مقتلهم .. ارجوكم افيقوا من غفلتكم وبإذن الله سيأتي الفرج من الله تمنياتي لكم ان يجنبكم ويجنبنا جميعا كل سوء و مكروه فلا تهلكوا أنفسكم بأيديكم بل اعملوا حسنا وقدموا كل جميل وكل مفيد لكم ولأهلكم ومجتمعكم والله سبحانه يقول : "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" صدق الله العظيم
