مرت ثمانية أسابيع من ذهاب البطولة العشرين لدوري الدرجة الأولى لكرة القدم وفي كل جولة منها يتبوأ عرش الصدارة فريق ويتنازل عنه لآخر في الجولة التالية، وهكذا دواليك.. فلا المتصدرون يحافظون على رئاسة أندية النخبة لفترة تتجاوز الأسبوعين ولا تتكرر لهم العودة ثانية إلى كرسي المركز الأول.. ولا الذين يحرزون المفاجآت يواصلون مسلسل الانتصارات المصنفة في خانة الطفرات التي تصبغ المنافسات بنكهة الندية والروعة، وتعطي بعض الإثارة للدوري الفاتر فنياً..لأن الفرق مازالت تتثاءب بعد سباتها الطويل ،واللاعبون يمرون بمرحلة انتقالية من إجازتهم الطويلة المدى إلى طور التهيئة والاستعداد لخوض بطولة الدوري الأطول في العالم العربي لينفرد بذلك في موعد انطلاقه الموافق 29 ديسمبر 2011م وغير المعلوم زمن نهايته. اتحاد لحقة!! اتحاد القدم يمارس هوايته في ملاحقة السنة كل موسم كروي .. وقبل أفول العام الميلادي بأسبوع يستيقظ الاتحاديون من سباتهم فتراهم يدعون إلى اجتماع طارئ لأندية الدرجة الأولى ويسابقون السنة الميلادية،فهم بجدارة ( اتحاد اللحقة) ..وحتى لا تفوتهم ساعاتها الأخيرة دون إعلان موعد الدوري يجرون القرعة التي تتم بصورة الوجبة السريعة ،ومناقشة اللائحة بالخطوة السريعة (وإجراء لفة سريعة على بنودها) والتصويت على إقرارها مع إقامة مراسم القرعة بالتزامن مع تمرير كشف بدل السفر المخصص للمندوبين الحاضرين عن الأندية والاتحادات وبقية الفعاليات المندرجة ضمن الجمعية العمومية للأندية والاتحادات الكروية.. ولذلك يمشي كل شيء قانونياً ويحصل الاتحاديون على مرادهم ،فلا معارضة ولاخلاف على بند من اللائحة ..فكل قرارات اتحاد القدم وتعديلاته وصلاحياته محفوظة.. وكلمته هي الأولى والعليا فلاصوت يعلو فوق صوت اتحاد القدم ،وسياسته الممنهجة تسري على كل صاحب أكبر شنب في الإدارات ..ولا يوجد من يصرخ من الألم لأن اتحاد القدم قد صرف له البنادول المهدئ للأوجاع مقدماً والكاتم للأفواه..لهذا فلا عجب أن تخرس الألسن وتعمى الأبصار وتلجأ الأندية إلى الأنين المكظوم فقديماً قالت الحكمة اليمانية (يستاهل البرد من ضيع دفاه)!! ابتزاز.. وإدانة باستثناء صقر تعز الذي كان رئيسه شوقي أحمد هائل جريئاً وشجاعاً في انتقاد السلوك الملتوي لاتحاد القدم واختراق اللائحة المنظمة لمسابقة كرة القدم الموسم الفائت ،وتمكن من حشر الاتحاديين في زاوية المساءلة وكشف زور ادعاءاتهم بأنهم إنما ينفذون القانون عندما يوقفون الدوري بعشوائية ويستأنفونه بعشوائية.. ولأن في اتحاد القدم شخصيات تحمل في ذاكرتها مواقف للصقر وإدارته من مواسم خلت فقد واتتهم الفرصة للإجهاز على الإدارة الصقراوية التي يقودها الإداري الناجح ورجل الأعمال شوقي أحمد هائل لإخراس الصوت الذي شجع الأندية على التخلي عن الصمت عندما يمس اتحاد القدم مصالح الرياضة ،وكاد ينجح لولا أن تلك الإدارات خضعت للابتزاز السياسي ،وعملت على تقويض جهود إدارة الصقر في تصويب خطوات اتحاد القدم في الموسم الفائت، فتحملت إدارة الصقر قرار تهبيطها حفاظاً على المبادئ وإدانة للاتحاديين المتهمين بخروقاتهم المتنوعة للائحة والقانون المسير للمسابقة الكروية الأولى في اليمن. الغريم أو ابن عمه!! لم تتوقف ماكينة اتحاد القدم عن الكيد لرئيس إدارة الصقر بعد تهبيط فريقه الذي حمل لقب البطولة مرتين وكاد يحتفظ به للمرة الثالثة لولا (حكولة) الاتحاد بالتعاون مع بعض إدارات الأندية المسيسة الموسم الفائت ،ولأنه لم يستطع التعامل مع الغريم الصقر فلقي ابن عمه الطليعة فهاهو اتحاد القدم ينظر إلى طليعة تعز العائد إلى الدرجة الأولى بعين السخط ،ويريد إسقاط الطاهش الحوباني إلى جوار الجوارح الصقراوية إمعاناً منه في إزاحة أي نادٍ يدعمه شوقي أحمد هائل.. والواضح أن الاتحاديين اتخذوا تكتيكاً مغايراً هذه المرة فهم لن يسقطوا الطليعة بذات السيناريو الذي أوقعوا به الصقراوية.. بل اتضحت مؤشرات السيناريو من خلال سلوكيات الحكام سواءً الذين هم في الساحة أم الذين هم حكام رايات مساعدين.. فدرءً للشبهات وعدم اتهام اتحاد القدم بأنه ينظر إلى طليعة تعز كغريم آخر من غرمائه، لأن رئيس مجلس إدارته ونائبه ينتميان إلى بيت آل هائل نسباً وجاء بهم شوقي أحمد هائل كغريم تقليدي لاتحاد أحمد العيسي وحميد شيباني فإن الوسائل تبدلت في إقصاء الطليعة لكنها توصل إلى تهبيطه عبر صافرات الحكام ورايات المساعدين، الذين هم يؤدون أدواراً مشبوهة وبخاصة في المباريات التي يخوضها الطلعاوية خارج قواعدهم .. فقد ضمن الحكام لأي فريق كان يلعب مع الطليعة بعيداً عن ملعب الشهداء أن لا يحصل على نقطة التعادل، ناهيك عن الفوز بثلاث نقاط كان يستحقها في عدة مباريات ابتداءً من مباراة شعب حضرموت في افتتاح البطولة هذا الموسم الذي يراد له أن يكون باتجاه مدينة ساحلية!! تصفية الحسابات إن مانخشاه أن تتحول مباريات الطلعاوية إلى تصفية حسابات بين اتحاد القدم من جهة وبين إدارة الطليعة التي يدعمها شوقي أحمد هائل من جهة أخرى.. ومن يتتبع تصرفات حكام المباريات خارج قواعد الطليعة يتحسر على حمل هؤلاء شارة التحكيم فيما هم يرضون بدور وكلاء الاتحاد لإنجاح ثأره وانتقامه من مواقف شوقي أحمد هائل لأن ابنه أحمد شوقي وابن أخته يترأسان طليعة تعز.. فتجد الحكام ينفذون ما يملى عليهم من الاتحاديين، وليس ما تملي عليهم أحداث المباريات وضمائرهم ..ونعني أن بعضهم سواءً كحكم مساعد أو كحكم ساحة، حيث هناك(فيتو) ضد الطليعة.. ويتعامل مع هذا الفريق وكأنه مسخ لا يستحق ضربة جزاء أمام الشعلة ولا طرد لبعض لاعبي الفرق المنافسة له التي تمارس العنف ضد الطلعاويةكشعب حضرموت وصنعاء.. كما أن أهداف الطلعاوية خارج القواعد هي مشكوك في صحتها ومحسوبة مسبقاً بأنها تسلل.. والسؤال المفروض إجابته من اتحاد القدم :هل اختزلتم وظيفة الاتحاد الكروي لتصفية الحسابات؟!. باب الصقر وريح الطاهش أما إذا كنتم برءاء من هذه الأمور المشينة وكان جمال الخوربي – رئيس لجنة الحكام في اتحاد القدم صادقاً عندما قال : إن الحكام يتعرضون للظلم .. فعليكم بإثبات أنكم تعملون من أجل الرياضة اليمنية بأنديتها التي هي بحجم الوطن وتغطي خارطة الجمهورية اليمنية، دون تحيز في اختيار الحكام المحددين ممن يجيدون فهم لغة الأوامر الاتحادية بأنها إلزامية التنفيذ ،وأن فوز الطليعة خارج ملعبه خط أحمر لا يمكن حدوثه.. وكأن على الحكام المناطة بهم إدارة مبارياته التنفيذ لإحباط محاولة الطلعاوية أن يكونوا رقماً صعباً كما كان الصقر عصياً على الاتحاديين ،فوجد الاتحاديون في تهبيطه متنفساً لهم وعلى طريقة (باب يجيك منه الريح سده واستريح) ووجدوا أن هذا الباب قد فتحه طاهش الحوبان وجاءت منه الريح لاتحاد القدم ويريدون سده مع اختلاف الوسيلة.. ومن أراد التثبت فليتابع مباريات الطليعة أمام الفرق التي يلعب معها على أرضها كيف يسهم الحكام في فوزها على الطلعاوية الذين يتحملون عبئاً لادخل لهم به؟!