دأب اتحاد القدم على ارتجال القرارات, واتخاذ خطوات مفاجئة تربك الأندية المنضوية تحت مسئوليته بكل درجاتها.. ولايسأم المتنفذون في الاتحاد من تكرار الأخطاء, والنأي بأنفسهم عن النقد الذي يطالهم, لتفريطهم في تنفيذ ماعليهم من مهام وواجبات بقانونية ونظام وانتظام.. نحن لانقدح في الشخصيات, ولانجرّح بأحد, غير أننا- ومعنا العديد من المتابعين والمراقبين- نرى أن الالتزام بالقوانين واللوائح والنظم المتبعة في كل بلاد الله غير معمول بها في اتحاد القدم, من حيث البرمجة والتزمين المحدد والمعلوم مسبقاً لكل الأندية التي تخضع لأنظمة الاتحاد.. والحصيلة أن يسود الاضطراب, ويعم الخلل في تكوينات المنتخبات الوطنية, المؤسسة بغير نظام معين, ولايتم تطوير أدائها بأسلوب حديث, يعتمد على احترام العامل الزمني, الذي تخلو منه سلوكيات الاتحاديين, وحين تنفيذهم للمهمات, وحتى في اجتماعاتهم.. فالمسابقة الكروية الأولى في بلادنا لاتوقيت محدد لانطلاقها, ولامبررات قانونية لتوقفها, وإن توقفت فلا يعلم أحد متى ستستأنف, لأن ذلك محكوم بما تتفتق به أمزجة الاتحاديين, وتحدده أفكارهم, ولعلهم يتخذون القرارات في الساعة السليمانية, وتعلنها في الصحف أو تبلغ الأندية عبر«SMS» للهواتف النقالة لرؤساء الأندية والأمناء ومعهم رؤساء فروع اتحاد القدم بالمحافظات.. ومثل ذلك يمكن القول: إن المنتخبات الوطنية تخضع لعامل”روقان” الاتحاديين وهدوئهم, وتوقيتهم الذي يبتدعونه.. فمتى شاءوا أعلنوا على الصحف أسماء اللاعبين المختارين لضمهم إلى المنتخبات مع المدربين.. ومتى لايريدون, يظل الشارع الرياضي ينتظر(فرمان اتحادي) حول ذلك!!. هذا الموسم للدرجة الأولى- كسابقيه وكعادة اتحاد القدم- لم يعلن زمنه متى سينطلق, وقد يتعرض بعضه للتأجيل والترحيل, لأسباب تبتكرها أفهام ورؤوس اتحاديين دأبوا على ذلك, وأدمنوا التوقف المؤقت الطويل الأمد أو المتوسط الأمد ليأخذوا أنفاسهم ويستردوها, وكأنهم يمارسون ألعاب القوى على مسافات طويلة في ماراثونات!!..إنه شيء غريب أن لاتنضبط أية لجنة من لجان اتحاد الكرة بالعامل الزمني, ولاتحترمه إلا متى كان ذلك يتوافق مع أهوائهم وأمزجتهم لكي يشعروا بأنهم أصحاب القرار.. هم من يقررون وعلى الجميع الالتزام والتنفيذ بصورة تجسد الديكتاتورية المقيتة.. فالدرجة الثانية الموسم الجاري غير معلومة الزمن, ولاتزال الأندية تتسول معرفتها من أي مصدر اتحادي يمكنه أن يبلغها, لتعمل على الاستعداد الأمثل وتبرمج خططها بصورة جيدة حتى لاتؤتى من حيث أتى الاتحاديون أندية الدرجة الأولى ففاجأوها بإعلان انطلاق الدوري قبل نهاية العام 2011م بثلاثة أيام، أما أندية الدرجة الثالثة فهي خارج نطاق الاهتمام الاتحادي, ولاوزن لها في أجندة أنشطته, مثلهم مثل بطولات الفئات العمرية المهمشة والمهشمة معاً.. فبالأمس القريب وقبل يومين فقط يصل التعميم الاتحادي إلى فروع اتحادات القدم بالمحافظات لإقامة دوري المحافظات, وخلال اليوم الأول يتم فيه إبلاغ الأندية بضرورة الاجتماع السفري لممثلي الأندية وإجراء القرعة, وفي اليوم التالي تنطلق التصفيات التمهيدية بدوري المجموعتين المضغوط, مما يدل على الهوشلية التي لاتوجد حتى في دوري الثالثة بدولة بوتان الآسيوية وموزمبيق الأفريقية وموريشيوس ولابوغوتا الأمريكية الجنوبية!! فبالله عليكم كيف يمكن للكرة اليمنية أن تتقدم خطوة بينما تسيّرها أفكار هوشلية, وأمزجة لاتحتكم إلى اللوائح, ولاتقيم وزناً للانضباط, ولاتحترم العامل الزمني الذي هو رأسمال الرياضة في كوكبنا الأرضي, وعليه الرهان في ترسيخ مبادىء الانضباط والتطوير التدريجي الممنهج والمحدد.. ثم من أين يمكن للاعب يتابع مزاجية الاتحاد أن ينضبط في أداء مهامه بالمنتخب, أو في النادي.. إنها متوالية هندسية فالانضباط يقود للنجاح والانفلات يوصل للفشل. "الجمهورية"