عاود اتحاد القدم ممارسته إدمان القرارات العشوائية غير المحسوبة العواقب, وكأنه داء مزمن أصاب الذهنية الاتحادية فلم تتمكن من مداواته منذ تسلم أعضاؤه مهامهم حتى الموسم الجاري 2011/2012م. فهم يمارسون التوقيف للدوري دون رؤية واضحة أو روية في اتخاذ مثل خطوة كهذه يترتب عنها خسائر جهود وأموال وأوقات لإدارات الأندية التي يضعها اتحاد القدم دائماً تحت”المقصلة” ولاتستطيع أن ترفض, لأن الاتحاديين يرون أنهم يمتلكون الصلاحيات الواسعة فهم لايسألون عما يفعلون, فقضية إيقاف الدوري أو استئنافه, وترحيل بعض مبارياته أو نقلها, ومعاقبة جمهور مشاغب لهذا النادي وغض الطرف عن جمهور مشاغب آخر لذاك النادي هو من حقهم حسب المزاج القانوني الذي يحكم به ويتحكم به الاتحاديون!!. برود اتحادي!! شيء مخيف أن تكون العقلية الاتحادية تفكر بهذا النهج وتتبع أساليب لاتتصل باحترام وتقدير الوقت أو تضع له قيمة, وهي شخصيات تدعي امتلاكها لحسن الإدارة وقوة الشخصية, وشفافية القرار, والصدق في اتخاذ الخطوات التي تتناسب مع كل القضايا المتعلقة بالدوري والبطولات المحلية الأخرى, وكذا المشاركات الخارجية والمنتخبات بفئاتها المتعددة«البراعم- الناشئين- الشباب- الأولمبي- الأول». فالمتتبع للسلوكيات الإدارية لاتحاد القدم يصاب بالصدمة لقراراته غير المتفقة مع الصواب, ولا الواقعية.. فهي قرارات تخالف مايحدث في الحقيقة التي يلوونها كي يبرروا إيقاف الدوري تارةً أو استئنافه تارةً أخرى دونما علم أو قاصدين إيذاء الفرق الكروية التي تكون قد رتبت أمورها على أن الدوري لن يتوقف, لانعدام المبرر الحقيقي لخطوة إيقافه أو تأجيله لأسبوع أو لأسبوعين وقد تمتد أكثر, لأن الخبرة في اتحاد القدم يتعاملون مع هذه المسألة بأريحية وطول بال, وبرود يستفز الجمهور الكروي, ويستحثهم على نبذ كل قرارات اتحاد القدم, كونه يميل إلى«التسيب» والغموض واعتماد الهوشلية التي باتت مرضاً مزمناً يعانيه اتحاد القدم موسماً أثر آخر!! داء مزمن..!! يتساءل الجميع..أندية وجماهير ومهتمين وصحافة ومراقبين ومتابعين عن أسباب تأجيل انطلاق الجولة الثامنة من الدوري أندية الدرجة الأولى؟!.. فيأتيهم الجواب: إن اليمن على أبواب انتخابات رئاسية مبكرة في يوم 21 فبراير الجاري..ولما نعمل العقل للربط بين الحدث الكبير وتوقيته وبين موعد الجولة الثامنة من منافسات بطولة المحترفين يحدث تنافر وتباين بين المبرر الذي اعتمد عليه اتحاد القدم وبين تأجيل الدوري.. إذ أن يوم 21 فبراير يوافق منتصف الأسبوع«يوم الثلاثاء» الذي تسبقه ثلاثة أيام تالية لمباريات الجولة الثامنة ويلحقه ثلاثة أيام حتى يوم الجمعة موعد الأسبوع التاسع من ذهاب دوري الدرجة الأولى..وعليه فلا يوجد مايبرر هذه الخطوة الاتحادية غير المدروسة بل إنها تدخل ضمن أعراض الداء المزمن للاتحاديين.. فهم يريدون كل موسم كروي أن يتضمن الدوري ترحيلات وتأجيلات وإيقافات طويلة المدى, وآخرى متوسطة وقصيرة المدى بأساليب متعددة وأعذار وذرائع لاتتفق مع الواقع, ولاتبرر إصدار قرارات بالتأجيل العجيب الغريب والمريب أيضاً!! التطور صفر.. والتحسن تحت الصفر وإذا أحصينا المواسم السابقة التي أدارها اتحاد القدم الحالي فسنجدها مزدحمة بالتأجيلات والترحيلات والخروقات للوائح والنظم المعمول بها في العالم النامي والمتخلف ناهيك عن العالم المتقدم في كرة القدم.. ولهذا لاعجب أننا نتقدم«ريوس» فالتطور صفر, والتحسن تحت الصفر, والاحتراف أي كلام, ونتشدق بأننا ضمن الدول التي تقيم دورياً للمحترفين..مع أن الحقيقة التي يراها كل الجمهور الرياضي اليمني أن دوري بلادنا صار أضعف مستوى فنياً وبدنياً من الدوري الموزمبيقي والبوتاني والتايلاندي والسنغافوري والإندونيسي والفيتنامي التي كانت بلدانهم متخلفة كروياً وهاهي اليوم تدوس علينا في سلم الترتيب السنوي الذي يصدره(الفيفا) كتقييم لمدى التقدم والتطور, إضافة إلى أن تلك الدوريات أفرزت منتخبات وطنية قوية, شاركت آسيوياً وكادت تصل إلى كأس العالم عبر الناشئين والشباب والأولمبي والأول, ونحن لم نستطع أن نحافظ في وجود العشوائية الاتحادية على الطفرة العالمية لمنتخب الأمل 2002م المتأهل إلى نهائيات العالم, الذي قدم في هلسنكي الفنلندية أجمل العروض الكروية الفنية والبدنية والتكتيكية والمهارية والجماعية مايعد في التقييم العالمي أفضل منتخب يمني على الإطلاق, فجاء اتحاد القدم الحالي بأسوأ اللجان الفنية والرقابية وغيرها, فعملت على إرساء مبادئ الارتجالية والانتقائية ورسخت أسلوب«شيلني أشيلك» «وراعني أراعيك».. بمثل مافعل أعضاء اتحاد القدم مع الأندية فاتخذوا النهج القائم على«صوّت لي أو انتخبني أقربك مني» ولهذا فقد رأينا أعضاء اتحاديين لاقدرة لهم على العطاء, وإذا بهم يتصدرون مقاعد القرار الاتحادي..والنتيجة العامة رسوب في إدارة بطولة كأس الجمهورية وكأس الوحدة في الموسم الكروي الفائت..وبدرجة ضعيف نجح اتحاد القدم في تسيير بطولة دوري القدم بالنسخ والحذف واللصق والترقيع لكي لايحاسب آسيوياً على عدم إكماله الدوري..فكان التأجيل خمس مرات واستئنافه خمس مرات حسب أمزجة وأهواء الدكتور حميد شيباني وموافقة الكومبارس في اتحاد القدم بدواعي تطبيع الحياة وتلطيف الأجواء المشحونة رغم أن توقيف الدوري من اتحاد القدم جاء عبر رسائل قصيرة(S.M.S) إلى الهواتف النقالة لإدارات الأندية ولم ينضبط الاتحاديون بزمن..فأجلوا الدوري والحالة الأمنية متوافرة,وفرضوه بالقوة عندما كانت الحالة الأمنية غير مطمئنة والأجواء مشحونة, وظروف الأندية متقلبة, وجميع الأندية قد تخلت عن لاعبيها المحترفين الأجانب, إلا فريقي العروبة والصقر..فكانت قرارات التوقيف ثم الاستئناف فجائية تدين الاتحاديين بأنهم يعملون بالمزاج والارتجال, ولايقيمون وزناً للنظام والانضباط..وهاهم يفعلونها مجدداً تحت مبرر الانتخابات الرئاسية المبكرة..فيما الحقيقة أنهم أصيبوا بداء الكهرباء«طفي لصي».. فالكهرباء يومياً واتحاد القدم موسمياً!!.. الاتحاد..الأخير في كل شيء تعالوا نناقش التزامن للدوري مع موعد الانتخابات الرئاسية هل هناك موانع؟!..نحن ومعنا كل المراقبين نؤكد أنه لاتعارض..فلا يوجد دواعٍ أمنية تجبر اتحاد القدم على اتخاذ خطوة التأجيل..ولو أنهم صبروا حتى انتهاء الجولة الثامنة, وانتظروا ماستؤول إليه الأوضاع عقب 21 فبراير الجاري لكنا قلنا لهم: عندكم حق..وصمتنا موافق على خطوتهم..إنما يتخذون قراراً مستعجلاً وكأن الأمور ستكون بأسوأ حالاتها إن استمرت منافسات الدوري دون توقف..ولأننا نؤمن يقيناً أن الهوشلية هي التي ينتهجها الاتحاديون فإننا لم نكن مبالغين ولا«ضاربي ودع» أو متنبئين عندما تناولنا هذا السلوك الاتحادي منذ انطلاق هذا الموسم قبل انتهاء العام الميلادي بثلاثة أيام..وأوضحنا حينها أن اتحاد القدم هو آخر اتحاد في العالم يسيّر البطولة الكروية, وهو أيضاً آخر اتحاد ينهي استحقاقات الموسم الكروي, فهو متفرد بهذا..وهو الأخير في كل شيء, حتى في التقييم العام للفيفا, ولاندري لماذا لايمتلك الاتحاديون غيرةً على كرة القدم في بلادنا, وعلى تاريخهم إن كان لهم سجل نظيف يريدون المحافظة عليه لدى الذاكرة الجماهيرية الرياضية؟!