مظاهر تخوف إخوان اليمن من انضمام الرئيس هادي إلى الحلف المناهض للإسلام السياسي ثمه تخوف –يستشف- تعيشه حركة "الإخوان" في اليمن من أية مساعي أو توجهات تذهب نحو تضييق الخناق عليها، وتصنيفها كحركة إرهابية على غرار الموقف السعودي، الإماراتي، البحريني، المصري،..الخ جانباً من ذلك التخوف كشفت عنه صراحة "أخبار اليوم" في عددها الصادر أمس وقد بنت ذلك التخوف على جملة من الحيثيات والمعطيات، وجانباً آخر لم تتحدث عنه الصحيفة، وإنما يستشف سواءً من بعض توجهات خطابها، أو من واقع المعطيات الراهنة على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ويمكن تناول كل ذلك في الآتي: أولاًً: أبرزت "أخبار اليوم" في مانشيتها العريض نسباً إلى مراقبين لم تسمهم التساؤل:"هادي والجماعات المسلحة.. هل يكونوا أدوات لمواجهة الإسلام السياسي"؟ واعتبرت أن ذلك يأتي وسط ما أسمته "مخاوف من حدوث منعطف خطير في مسار العملية السياسية وانتقال السلطة في اليمن". وتتمثل المعطيات التي تم على ضوئها بناء تلك المخاوف -والتي تم نسبها إلى مراقبين لم يتم تسميتهم-في الآتي: • إبداء المراقبين تخوفهم من ما اسمي "منعطف خطير قد يتعرض له مسار العملية السياسية والانتقالية في اليمن، والانتقال إلى الديمقراطية، والذي من شأنه إعاقة إتمام المبادرة الخليجية وأن ما وصف ب"المنعطف" قد يجر إلى حلقات تندرج ضمن الحلقة الأوسع في معارك القوى المحلية والاقليمية والدولية التي تخوض صراعاً مع ما تسميه "الإسلام السياسي" وتوجيه الاتهام لها بتسخير كل إمكاناتها لمواجهة ما تعتبره "خطر الإسلام السياسي على عروش حكامها وكراسي ملكها –حد ما جاء. • الربط بين ما اسمي استمرار المعطيات الراهنة على المستوى المحلي والإقليمي وبين حدوث متغير في الخارطة السياسية اليمنية، وأن ذلك المتغير لن يمر بصورة سلسة في طبيعة التحالفات السياسية الموجودة حالياً على الساحة اليمنية سيما المشاركة منها في السلطة. • اعتبار أن فوز الحركة الإسلامية التركية الذي وصف ب"الساحق" –أمس - قد يدفع القوى الإقليمية والدولية إلى تعويض ما تعتبره خسارة فادحة وفشلاً لمشروعها في تركيا (في اليمن). • ما اسمي واقع الزيارات اليمنية المكثفة إلى دولة "الإمارات العربية المتحدة" التي بدأها وزير الدفاع مطلع مارس المنصرم قبل أن يتوجه إلى أمريكا، وما تلاها من زيارة الرئيس هادي لها، ودعوة المبعوث الاممي جمال بن عمر لزيارة الإمارات والتي لباها مؤخراً وعقد خلالها جلسة مباحثات رفيعة المستوى مع مسئولين إماراتيين، ودبلوماسيين غربيين، بالإضافة إلى الزيارة المتوقعة لوزير الدفاع اليمني إليها أبان عودته من أمريكا. • القول بأن الزيارة المتوقعة لوزير الدفاع إلى أمريكا –لم يكشف حتى اللحظة عن طبيعتها والهدف منها- واعتبار انها تزيد من صحة ما اسمي مخاوف المراقبين الذين لم يستبعدوا أن لا يتوقف دعم دول أجندة مواجهة "الإسلام السياسي" على الدعم المادي فحسب من هذه الدول لليمن والرئيس هادي شخصياً. • ما اسمي "المفاوضات والمباحثات مع عدد من القيادات الجنوبية المقيمة في الإمارات، السعودية وفي مقدمتهم العطاس، حيث نسب إلى المراقبين توقعهم ان يستعين الرئيس هادي بتلك الدول الإقليمية والدولية لعودة تلك الشخصيات ومشاركتهم في الحياة السياسية كي يتمكن من تغيير أدواته في التعامل مع الإسلام السياسي. ما لا يمكن إغفاله هو أن توقيت إطلاق تلك المخاوف يتزامن وبعض المعطيات الأخرى التي أغفلتها المطبوعة سواءً بقصد أو غير قصد وقد تكون باعثاً لحركة الإخوان من ذلك التخوف والمتمثلة بالآتي: 1) اتجاهات ما تحدث به الرئيس عبدربه منصور هادي في حواره الصحفي مع "الحياة اللندنية" والذي برز جانباً منه في الآتي: - قوله: "لا بد أن نفهم ان ما يدور من قتال في بعض المناطق هو صراع سياسي بامتياز، وليس صراعاً دينياً أو مذهبياً على رغم محاولات بعضهم تصويره كذلك –في إشارة إلى الصراع القائم بين الإسلاميين والحوثيين- - قوله: "لأشقائنا في المملكة العربية السعودية تقدير ما يرونه مناسباً لأمنهم واستقرارهم ونحن على تنسيق كامل معهم في الجوانب الأمنية، فأمن المملكة هو أمن اليمن، وأمن اليمن هو أمن المملكة. - إشادة الرئيس هادي بالدور السعودي وفي المقدمة الملك عبدالله تجاه اليمن من خلال مختلف المراحل بما في ذلك أبان الأزمة السياسية وعلى مستوى الاصعد –سياسياً، اقتصادياً، أمنياً ، عسكرياً، رابطاً بين نجاح التسوية السياسية في اليمن وذلك الدور. 2) اتجاهات ما تحدث به السفير الأمريكي الجديد –المتوقع- لليمن "ماثيو تويلر" إذ أبرزت "أخبار اليوم" في مانشيتها العريض نسباً إليه قوله: "سنواجه القاعدة ونشارك في الإصلاحات- في كلمة له أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، لتتمثل أبرز توجهاته كما تحدث عنها أمام المجلس في حال المصادقة على ترشيحه كسفير لليمن- بحد ما نشرت المطبوعة في الآتي: - تعزيز السياسة الخارجية الجوهرية، ومصالح الأمن القومي الأمريكي في وجود يمن مستقر وآمن وديمقراطي. - اعتباره أن النجاح النهائي للعملية الانتقالية في اليمن لن يؤثر فقط على مصالح أمريكا في المنطقة بل أيضاً على أمنها الداخلي، معتبراً أن الحكومة اليمنية تطور قدرتها على المواجهة المباشرة للتهديد الأكبر الذي تمثله القاعدة في شبة الجزيرة العربية، واجتثاث الأسباب الكامنة وراء التطرف والعنف من خلال القدرة المعززة لتبليه الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية والسياسية للمواطنين اليمنيين. - تعميق التزام أمريكاواليمن على تكثيف التنسيق في المعركة المشتركة ضد الإرهاب ودعم برامج مواجهة التطرف العنيف في اليمن. - نوه أن أمريكا ستواصل توظيف مجموعة كاملة من وسائل مكافحة الإرهاب من أجل دعم المعركة ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن. - تشجيع الحكومة اليمنية على مواصلة التقدم في هيكلة الأجهزة العسكرية والأمنية –كخطوة اتخذها الرئيس هادي-والتي من شأنها تعزيز قدرات البلاد ضد التهديدات وتعزيز الأمن الإقليمي. - إنشاء برنامج موثوق ومستدام لتأهيل المتطرفين. - مواصلة الجهود لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحاً في اليمن من خلال المساعدات والشراكة مع المجتمع الدولي. - أكد أنه سيدعم بثبات أجندة الرئيس أوباما ووزير الخارجية كيري في تعزيز التكامل والإصلاح الاقتصادي الإقليمي. - أوضح أن برامج المساعدة الأمريكية لليمن تسعى إلى تطوير قدرات قوات الأمن اليمنية للقيام بعملية مكافحة الإرهاب وتأمين حدودها البحرية والبرية ومياهها الإقليمية. - دعم برامج مواجهة التطرف في اليمن بما في ذلك التركيز على الدور الذي يمكن ان يقوم به المجتمع المدني من خلال الجهر بالحديث ضد العنف. - الشيء الملفت للانتباه هو عدم حديثة عن التهديد الإيراني للمنطقة أو خوضه في ذلك الموضوع. 3) على سياق متصل تبرز اتجاهات الخطاب السياسي للإصلاح في الآتي: - محاولة كسب الموقفين السعودي والدول المحسوبة والمنحازة لتحالف "الإخوان".. ففي الوقت الذي بعث فيه رئيس الهيئة العليا للإصلاح –اليدومي- رسالة تهنئة إلى رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية بتركيا بمناسبة فوز الحزب في الانتخابات، وأبرز خطابه الإعلامي أن وزير التخطيط يبحث في الدوحة التمويل القطري لاعمار المناطق المتضررة في صعدة وأبين.. فإن رئيس الحزب –اليدومي- بعث برسالة تهنئة مماثلة إلى الأمير مقرن بن عبدالعزيز بمناسبة اختياره ولياً لولي العهد، رغم أنها جاءت متأخرة –بعد أربعة أيام- من تهنئة الرئيس السابق صالح والرئيس الحالي هادي. يأتي ذلك بعد اعتذار المملكة العربية السعودية عن استضافة اجتماع مؤتمر المانحين وأصدقاء اليمن الذي كان مقرر له ان ينعقد نهاية الشهر الجاري في الرياض، ونقل مكان الاجتماع إلى لندن بشكل مفاجأ بسبب قانون مكافحة الجماعات الإرهابية الذي صدر مؤخراً. وبحسب ما تناقلته المصادر فان القائمة التي رفعت للسعودية عن اليمن كمشاركين، ضمت عناصر متهمه بأنها أخوانيه،وهذا ما يعني ان ذلك يخالف القرارات الملكية الأخيرة التي تحضر التعامل أو دعم كل من يتصل دعمه بالإخوان المسلمين، وان القائمة التي قدمت للجانب السعودي تضم منتمين ومواليين للإخوان في اليمن وهم، رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة ، سكرتارية رئيس الوزراء اغلبهم من حزب الإصلاح ، وزير التخطيط –السعدي- عن حزب الإصلاح إخوان اليمن ، وزير المالية صخر الوجيه موالي للإخوان وآخرين ... مما جعل بعض المراقبين يصفون تهنئة حزب الإصلاح للأمير مقرن بأنها محاولة لترميم العلاقة مع الجارة السعودية، واثبات عدم علاقته بالإخوان. والله من وراء القصد