لم نسمع أو نقرأ أن تنظيم القاعدة يسيطر على مديريات أو مدن في شبوة أو أبين إلا عند بدء الجيش حربه ضد هذا التنظيم الإرهابي بداية الشهر الجاري، وما سمعناه وقرأناه عن هذا التنظيم هو أنه كان مشكلاً إمارتين في أبينوشبوة عرفتا بإمارتي وقار وعزان، وأن الجيش واللجان الشعبية قد أعلنوا الحرب على هاتين الإمارتين، وتم دحر عناصر التنظيم من هذه المدن، إلا أننا لم نسمع عن مصير أعضاء هذا التنظيم أو إلى أي جهة اتجهوا، وكل ما سمعناه هو انتصار الجيش وتحريره لهذه المدن، واليوم يتكرر المشهد بحرب جديدة يقوم بها الجيش ضد الإرهاب ونسمع عن انتصارات عظيمة يحققها الجيش، وسحق لهذه العناصر، وسيطرة على معاقل هذا التنظيم الإرهابي، ولكننا لم نسمع أو نعرف إلى أي جهة توجهت واستقرت هذه الجماعات، وكيف استطاعت أن تخرج من هذه المدن والحرب دائرة، وبالرغم من التواجد الأمني على الطرقات التي تربط كل محافظة بالأخرى وتشديد الإجراءات في النقاط الأمنية إلا أنها مع كل هذا انتقلت كما تقول بعض وسائل الإعلام إلى مأرب والبيضاء، وإذا كانت هذه الأخبار صحيحة فكيف استطاعت العناصر الإرهابية العبور من النقاط والخروج من المدن سالمة غانمة؟ وكيف لوزارة الدفاع أن تعلن خلو هذه المناطق والمدن من الجماعات الإرهابية والهجمات تشن على المعسكرات والنقاط بين وقت وآخر؟ ونخسر أرواحاً شريفة وبريئة من أبناء قواتنا المسلحة والأمن، فلو كانت الدولة فعلاً جادة في هذه الحرب لما استطاعت الجماعات الإرهابية مغادرة هذه المناطق، ولكان مصيرها إما القتل أو السجن، أما أن تضحك علينا وسائل الإعلام الرسمية بانتصارات وهمية وتعلن السيطرة على مدن هي في الأساس لم تكن تحت سيطرة القاعدة، فهذا تضليل وخيانة وطنية، وستنعكس هذه الممارسات والسياسات الخاطئة سلباً على الشعب اليمني وأمنه، وإيجاباً لهذا التنظيم ومموليه، فالحرب على القاعدة يفترض أن يكون جاداً وواضحاً وشاملاً لكل منطقة تتواجد فيها، فمن الغرائب أن تجد حرباً ضد هذا التنظيم في شبوةوأبين، ولا تجد هذه الحرب في مأرب أو إب أو أرحب وغيرها من المحافظات والمدن التي تنشط فيها هذه الخلايا الإرهابية، فالتحية والتقدير لكل قائد عسكري وجندي يعمل بإخلاص ووطنية ضد هذه الآفة الخطيرة، والخزي والعار لكل من يدعم ويسهل ويتستر على نشاط هذه الجماعات الإرهابية، فارحموا هذا الوطن، ونظفوه لأجل مستقبل الأجيال.