تعزو مصادر مطلعة خلفية الاستهداف الحاد للرئيس السابق علي عبدالله صالح ونجله أحمد.. بأنها تأتي على إثر خلافات وتباينات في الرؤى بين الزعيم ومنظومة آل سعود، بدأت منذ منتصف العام الماضي لرفض الأول عرض سعودي (صفقة) يقوم على انشاء تحالف بين حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح "الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن" والرئيس "هادي" آنذاك،.. تكون مهمته الأساسية اجتثاث جماعة أنصار الله الحوثيين عسكرياً وبتمويل وتسليح سعودي كامل، والذي تحفظ عليه صالح، وبالمقابل تقدم بمقترح لمشروع مصالحة واصطفاف وطني بين جميع الفصائل اليمنية لا يستثنى منه أحد، يقوم على نبذ خلافات الماضي وتعزيز التلاحم والاصطفاف الوطني في البلاد. فيما يبدو أن المقترح لم يرق حكام المملكة فتحفظت عليه في حينه، لتستمر في ذات الوقت محاولات جر صالح إلى التصادم مع حركة الحوثيين والدخول معهم في معركة. إلا أن الموقف الثابت والمعلن للمؤتمر الشعبي العام وحلفائه كان الحياد والوقوف على مسافه واحدة بين الجميع وعدم التحالف مع طرف ضد آخر، وهو مالم يقدره الأشقاء في المملكة الذين تحركوا عبر أدواتهم (الإخوان) والرئيس هادي في الداخل وعبر حلفائهم الغربيين (بريطانيا- الولاياتالمتحدةالامريكية) لضرب المؤتمر وحلفائه ورموزه وكوادره وجاء أول رد فعل بعد أيام معدودة في حفر النفق تحت منزل الزعيم صالح ثم استصدار قرار العقوبات ضده، وما تلاه من توجهات لتقسيم المؤتمر وحلفائه بين شمال وجنوب. وما نلمسه اليوم من استهداف حاد وعنيف على الرئيس السابق وحزبه وحلفائه وعلى الجيش الوطني ليس إلا امتداد لانسداد أفق التفاهمات حول الحوثيين، وردة فعل غير موفقة وغير حصيفة، ومغامرة غير مدروسة بمنح أنفسهم الحق في اعلان العدوان السافر على مؤسسة الجيش والبنية التحتية وتغليف ذلك بالمبررات الواهية ومظلة الأطراف سالفة الذكر (هادي والإخوان) لتدمير اليمن واسكات كل الأصوات الشريفة، وتسليم البلاد لأدواتهم الهجينة التي تشاركها اليوم في عاصفة تدمير مقدرات ومكتسبات البلاد ومضاعفة مكاسبهم الشخصية. وعلى نفس المنوال جاءت الحملات الممنهجة ضد العميد/ أحمد علي عبدالله صالح على الخلفية ذاتها، في محاولة رخيصة للنيل منه ومن شخص والده واحناء قاماتهم الشامخة.. لكن نتائجها ستكون عكسية على المدى القريب.. في خدمة هؤلاء الرجال وفي مضاعفة التأييد الجماهيري لهم، مع ما يترتب على ذلك من تفكك وانهيار لمنظومة مستهدفيهم الهشة في الداخل وتصاعد موجة الكراهية التي لن تنتهي إلا بتغيير الخارطة السياسية والجغرافية في الجزيرة العربية. بات من الوشيك سقوط السعودية التي تقود الحرب بالوكالة عن الجماعات التكفيرية في اليمن، بالتزامن مع سقوط تلك الجماعات واندثارها من منطقة الربيع العربي... فقد نكأ هذا العدوان الرجعي الغاشم على اليمن الجراح الغائرة التي لم تشفى منذ "6" عقود مضت، وولَّدت قناعات تامة لدى غالبية الشعب اليمني بأن استقرار اليمن مرتهن بسقوط نظام آل سعود إلى الأبد