تفاوتت ردود الفعل العالمية على نبأ وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. ففي واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن دعم بلاده للشعب الفنزويلي، ودعا إلى إقامة "علاقة بنّاءة مع الحكومة الفنزويلية المقبلة". واعتبر أوباما، في بيان أصدره البيت الأبيض، أن وفاة تشافيز تشكل تحديا جديدا بالنسبة لفنزويلا. وأضاف "في وقت تبدأ فيه فنزويلا فصلا جديدا في تاريخها.. لا تزال الولاياتالمتحدة ملتزمة بالسياسات التي تعزز المبادئ الديمقراطية وحكم القانون واحترام حقوق الانسان". وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ، في بيان أصدرته الوزارة "إنه حزين لوفاة الرئيس تشافيز الذي ترك أثرا دائماعلى شعبه كرئيس لفنزويلا لمدة 14 عاما". كما قدم وزير الخارجية البريطاني تعازيه إلى عائلة تشافيز وإلى الشعب الفنزويلي. وأعلنت الأرجنتين والإكوادور وكوبا الحداد الوطني لعدة أيام على وفاة تشافيز. وأعلن الرئيس البوليفي، ايفو موراليس، أنه سيتوجه على الفور إلى فنزويلا. وفي موسكو، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس الفنزويلي الراحل بوصفه رجلا قويا طالما وضع نصب عينيه أصعب الأهداف. ومن جهته، وصف الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، تشافيز بالشهيد وأثنى على تفانيه في خدمة الناس. حزن وقلق في فنزويلا وفي فنزويلا، استقبل الفنزويليون وفاة رئيسهم بمزيج من الحزن والخوف. نائب الرئيس نيكولاس مادورو أعلن الخبر من على شاشة التلفزيون الفنزويلي، وبدا باكيا ودموعه تسيل على خديه، قائلا إن تشافيز توفي في الساعة الرابعة و25 دقيقة حسب التوقيت الفنزويلي (السادسة إلا خمس دقائق حسب توقيت غرينتش) بعد أن صارع المرض بقوة لمدة عامين. وكان مادورو قد ألقى كلمة حماسية قبل ساعات من هذا الإعلان قال فيها إن أعداء فنزويلا يحاولون إضعاف الديمقراطية الفنزويلية. ودعا مودورو الفنزويليين إلى أن يحملوا "إرث هذا الرجل العملاق (تشافيز) بعز وكرامة". وأضاف "يجب ألا يكون هناك ضعف، ولا عنف ولا حقد. في قلوبنا هناك شعور واحد وهو الحب والحب والسلام والانضباط". وقد بدأت المحال التجارية والمطاعم بإغلاق أبوابها مع مسارعة الفنزويليين إلى منازلهم، بعضهم كان يسرع مهرولا. كما أظهر كثيرون علامات الحزن وعدم التصديق. وقالت ياميلينا باريوس، الموظفة في وزارة الصناعة البالغة من العمر 39 عاما، وقد غطت وجهها الدموع: "إنني أشعر بحزن كبير إلى درجة أنني لا استطيع الكلام. لقد كان أفضل شخص عرفه هذا البلد. إنني أحبه بقوة". وأضافت باريوس "آمل أن البلد سيهدأ ويستمر في العمل الذي خلفه لنا ويواصل وحدته وتقدمه". ومن بين القلقين بسبب وفاة الرئيس تشافيز، كانت ربة البيت، ماريا ألينا لوفيرا، البالغة من العمر 45 عاما. فقد قالت لوفيرا "إنني أريد الذهاب إلى بيتي. الناس أصيبت بالجنون ونحن منزعجون إلى أقصى حد". الفنزويليون يتلقون نبأة وفاة الرئيس بين الحزن والقلق وفي ما يدل على أول حادثة عنف سياسي في البلاد، هاجم مجموعة من الرجال الملثمين والمرتدين للقبعات، وبعضهم يحمل مسدسات، من على دراجاتهم الهوائية، حوالي 40 طالبا كانوا يحتجون لمدة أسبوع أمام المحكمة العليا مطالبين الحكومة بالإفصاح عن مزيد من المعلومات حول صحة تشافيز. وقام المهاجمون، الذي لا تدل ملابسهم على انتمائهم إلى جهة سياسية محددة، بحرق خيم الطلاب وبعثرة أمتعتهم بعد دقائق من الإعلان عن وفاة تشافيز. وقالت غابي أريلانو، أحد قادة الطلاب: "لقد أحرقوا كل ما لدينا". وأضافت أريلانو أن المهاجمين لم يطلقوا النار لكنها رأت أربعة مسدسات. دعوة لاحترام "الألم" ودعا مادورو الفنزوليين إلى التجمع في ساحة بوليفار التي سميت على اسم أحد أبطال الاستقلال، سيمون بوليفار، الذي يعتبره تشافيز أحد ملهميه. كما دعا نائب الرئيس، مادورو، المعارضة إلى "احترام ألم الناس" قائلا "على أولئك الذين لم يؤيدون القائد تشافيز أن يحترموا "ألم الناس بوفاته. إنها لحظات للتفكير بالعائلة وبالبلد".
تمتع شافيز بشعبية واسعة بين الفقراء ويترك تشافيز وراءه حركة سياسية اشتراكية تهيمن على الدولة بالكامل، لكنها ليست على يقين حول كيفية تشكيل القيادة الجديدة. يذكر أن مرض تشافيز قد منعه من أداء القسم الدستوري بعد إعادة انتخابه لولاية رابعة في السابع من أوكتوبر/تشرين الثاني عام 2012. وسوف يتولى رئيس البرلمان، ديوسدادو كابيلو، رئاسة الدولة حتى إجراء انتخابات جديدة. إلا أن أحدا لم ير كابيلو حتى الآن، فلم يكن موجودا أثتاء إعلان مادورو وفاة تشافيز. وينص الدستور على أن تجرى الانتخابات خلال 30 يوما. وكان تشافيز قد أوصى أنصاره بتأييد نائبه مادورو كخليفة له. ومن المتوقع أن يمثل المعارضة، هنريك كابريليز، حاكم ولاية ميراندا، والمرشح الرئاسي الشاب الذي هزمه شافيز في الانتخابات الماضية.