قال مصدر حكومي, أمس الثلاثاء, إن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، جون ماكين، ناقش خلال لقائه مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، الترتيبات اللازمة لاستعادة المعتقلين اليمنيين ال90 في غوانتانامو. وأشار المصدر إلى أن اللقاء تناول "الترتيبات المناسبة لإعادة المعتقلين، ومنها تأكيد الحكومة بناء مركز تأهيل نفسي للعائدين من السجن". ووصل ماكين، المرشح الرئاسي السابق لرئاسة أمريكا، إلى اليمن، أمس، يرافقه وفد أمريكي، في زيارة يلتقي خلالها بعدد من المسؤولين اليمنيين، وغير محدد موعد نهاية الزيارة. وكان السيناتور الأمريكي التقى عقب وصوله الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي عبر خلال اللقاء عن ترحيبه بقرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الخاص برفع الحظر عن المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، مؤكدا أنه سيتم العمل على إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع، وبذل كل الجهود من أجل ذلك، وبتعاون مشترك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ". وكان الرئيس الأمريكي أعلن، الخميس الماضي، أنه حان الوقت لإغلاق معتقل غوانتانامو، مؤكدا عزم بلاده رفع تجميد نقل المعتقلين اليمنيين من معتقل غوانتانامو إلى بلادهم. ويتواجد 90 معتقلاً يمنياً في سجن غوانتانامو منذ 11 عاماً، حصل 58 منهم على البراءة من قبل لجنة إدارية عسكرية، عامي 2006 و2008، لكن لم يتم إطلاق سراحهم حتى أمس الثلاثاء. ويبدو أن زيارة ماكين، وهو من قيادات الحزب الجمهوري المتشدد في قضايا الحرب على القاعدة؛ تأتي في سياق تقييم القرار الذي اتخذه أوباما بشأن إعادة المعتقلين اليمنيين إلى بلادهم، حيث إن ماكين سبق أن أعلن معارضته لقرار أوباما هذا. وقال جون ماكين، عقب قرار أوباما، في مؤتمر صحافي: "لا نزال نجد أنفسنا في نزاع طويل وصعب مع القاعدة"، معتبرا أن ما أعلنه أوباما يعكس "درجة لا تصدق من انعدام الواقعية". وأضاف ماكين أن "القاعدة تنمو في كل مكان، في الشرق الأوسط ومالي واليمن"، منتقدا قسما من تصريح أوباما اعتبر فيه الأخير أن خطر الإرهاب يتراجع في الولاياتالمتحدة. ومن شأن هذه الزيارة أن يعود منها ماكين بحصيلة قد يبني عليها تصعيدا في خطاب الجمهوريين ضد الحزب الديمقراطي الحاكم في أمريكا برئاسة أوباما، في ما يخص "التفريط بأمن الولاياتالمتحدة" عبر القرارات الجديدة المتصلة بالحرب على الإرهاب، وبينها قرار إغلاق غوانتانامو. الرئيس عبد ربه منصور هادي كان دعا في وقت سابق الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إعادة المعتقلين اليمنيين إلى اليمن، وهو موقف لم يتخذه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وواجهت إدارة أوباما حملة حقوقية دولية تدين معتقل غوانتانامو، غير أن الإدارة عجزت عن إغلاقه لعجزها عن إيجاد مكان تطلق سراح المعتقلين إليه، وحافظت اليمن على موقف رسمي طوال السنوات الماضية، يرفض استقبال هؤلاء لأسباب أمنية. وعلى الأرجح، فإن موافقة هادي على استقبال المعتقلين تأتي في سياق مساعدة إدارة أوباما على التخفف من مشكلة غوانتانامو، وذلك نظير الدعم الكبير الذي يبديه أوباما لهادي منذ توليه الرئاسة. وزار ماكين أمس ، صنعاء القديمة وجامع الصالح برفقة مستشار الرئيس عبدالكريم الأرياني وأمين العاصمة عبدالقادر هلال. - صحيفة الاولى