أثار وصف حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين)، أمس، حروب صعدة الست بأنها عبثية واستفزازية، استياء واسعاً لدى أفراد اللواء 310 مدرع، فيما وجّه الإصلاح أمس نداءً عاجلاً لفك الحصار عن عمران، حد وصفه. وقال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع ل"اليمن اليوم" إن هذا التوصيف لحروب صعدة من قبل حزب الإصلاح انتشر بين أفراد اللواء كالنار وسط الهشيم وأنه شكل لهم صدمة وإحباطا شديدا، متسائلين؛ كيف أن الإصلاح يخوض بهم حرباً مع الحوثيين ويقدمهم قرباناً لا لأجل الوطن، وإنما حماية لأسرة وحزب، ويأتي ليصف الحروب السابقة ضد الحوثيين بالعبثية. وأضاف: إن ما كتبه المحرر السياسي لحزب الإصلاح الأربعاء، جاء متناقضاً كلياً مع المحاضرات التعبوية التي يتلقاها أفراد اللواء بشكل يومي من قبل خطباء حزب الإصلاح والذين يصورون الحوثيين بأنهم شر محض وأن قتالهم مقدم على أية واجبات دينية أخرى. واعتبر قيادي بارز استقال حديثاً من حزب الإصلاح، هذا التناقض يكشف مدى ممارسة هذا التنظيم للعهر السياسي وحجم استغفاله للناس. وأضاف الشيخ عبدالسلام البحري –عضو مجلس شورى حزب الإصلاح السابق- في اتصال أجرته معه "اليمن اليوم": شخصياً لا أستغرب أي شيء يصدر من حزب الإصلاح، لكوني لم أقدم استقالتي منه وقد كنت عضو مجلس الشورى فيه لفئة كبار الشخصيات إلا لحجم الكذب والزيف والتضليل الذي يمارسه، وانعدام الأخلاق كلياً في عمله السياسي. وتابع: اليوم وبما كتبه المحرر السياسي للإصلاح وأنا أعرفه حق المعرفة ولا داعي لذكر اسمه، هو تأكيد بأن هذا التنظيم لن يكف عن ممارسة العهر السياسي والدجل والتضليل، وإلا ما معنى أن يصف حروب صعدة الست ب(العبثية والاستفزازية) في وقت يقاتل الحوثيين بوحدات من الجيش وبالطيران الحربي، بل ويواصل ضغوطه على رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لشن حرب سابعة ضد الحوثيين، مشيراً إلى أن ما سبق وكتبه المحرر السياسي في الصحوة وكذا في صحيفة موالية لعلي محسن الأحمر خلال الأسابيع الماضية خير دليل على ممارستهم اللامحدودة للكذب، حيث إنهم استنكروا خلالها الحرب على القاعدة، معتبرين الحرب على الحوثيين أولى وأوجب، ثم يعودون ويصفون حروب صعدة بالعبثية، ولأنهم لا يخجلون من أنفسهم يصفون الحروب السابقة بالعبثية في وقت المواجهات جارية في عمران مستخدمين الجيش ضد الحوثيين. وقال البحري: إن حزب الإصلاح -وكنت لا أزال قيادياً فيه- مارس ضغوطاً كبيرة على الرئيس السابق آنذاك (علي عبدالله صالح) من خلال حلفاء التنظيم علي محسن الأحمر والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر لخوض الحروب تلك في صعدة. موضحاً بأن "الرئيس صالح خاض الحرب بدافع التمرد على مؤسسات الدولة وعدم دفع الزكاة، في حين كنا نحن في الإصلاح نخوضها لدوافع مذهبية بحتة". ولفت إلى أنه زار صعدة 3 مرات أثناء الحروب السابقة "وفي جميعها كنت ألتقي باللواء علي محسن الأحمر وضباط موالين لنا نحن الإصلاح، وللأمانة كانوا يبدون حرصاً شديداً على تعطيل أية اتفاقيات لوقف الحرب". إلى ذلك قال ذات المصدر العسكري في اللواء 310 مدرع إن حالة من الاستياء لدى أفراد اللواء جراء عدم صرف الخط الناري (الذخيرة) لهم منذ المواجهات الأخيرة، مشيراً إلى أنه تم توزيع صناديق الذخيرة ولكن مع إبقائها لدى قادة الكتائب وتوجيهات بعدم الصرف. وأوضح أن مبعث الاستياء لدى الجنود المرابطين في المواقع التابعة للواء هو الازدواجية في التعامل بينهم ومقاتلي حزب الإصلاح والذين يحظون بامتيازات عالية ويتم صرف الذخيرة لهم والسلاح المتوسط والخفيف دون حساب. وكانت "اليمن اليوم" قد كشفت عن عملية نهب كبيرة تعرضت لها مخازن اللواء 310 مدرع مطلع الشهر الجاري من قبل أولاد الأحمر وقيادة حزب الإصلاح في عمران، عندما أحكم الحوثيون سيطرتهم على كامل مداخل ومخارج المحافظة. وفي وقت متأخر من مساء أمس نشر موقع (الصحوة نت) الناطق بلسان الإصلاح ما أسماه نداءً عاجلاً لشعب اليمن لفك الحصار عن مدينة عمران، وهي المرة الأولى التي يعترف فيها الإصلاح بسيطرة الحوثيين على المدينة.