أخلت القوات العسكرية المتمركزة في "جبل ضين" الاستراتيجي بعمران، مواقعها، أمس، وغادرت متجهة إلى صنعاء، فيما حلت مكانها وحدات من اللواء التاسع المرابط في صعدة، بعد استقدامها إلى عمران، واستلام مقر اللواء 310 من مسلحي الحوثيين. وأفادت "الأولى" مصادر محلية أن القوات العسكرية التابعة للاحتياط والفرقة الأولى مدرع المنحلة، والتي كانت متمركزة في "جبل ضين" ومناطق في عمران، وأخرى في الجايف والجربان التابعتين لمديرية همدان بمحافظة صنعاء، غادرت مواقعها، وتوجهت إلى صنعاء، حيث كانت أرسلت كتعزيزات عسكرية خلال المعارك التي شهدتها محافظة عمران، لمساندة قوات اللواء 310 ومسلحي الإصلاح، ضد مسلحي الحوثيين. وأوضحت المصادر أن عملية الانسحاب من "جبل ضين" بعمران ومنطقة الجايف بهمدان، جاءت بعد يومين من توجيهات قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن محمد الحاوري، بسحب تلك القوات. وكانت قوات من اللواء التاسع المرابط في صعدة، تسلمت مقر اللواء 310 من الحوثيين، بعد اقتحامه، الأسبوع الماضي، والسيطرة على مدينة عمران، خلال اشتباكات عنيفة وقعت وسط المدينة بين الطرفين. في السياق، أفادت معلومات متطابقة عن وصول القوات العسكرية التي انسحبت من "جبل ضين" ومنطقة الجايف، إلى مقر الفرقة الأولى مدرع في الستين، بصنعاء، حيث دخلت دبابات ومدرعات وآليات عسكرية، المقر. من جهة أخرى، قالت ل"الأولى" مصادر محلية إن قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن محمد الحاوري، والعقيد علي الذفيف، قائد اللواء التاسع، وصلا، أمس، إلى همدان، في إطار مساعي حل الصراع هناك، حيث تمكنا من وضع صلح بين طرفي الصراع، ووقف التوتر في المنطقة، وسحب المسلحين من المواقع التي كانوا يتمركزون فيها. وأضافت المصادر أن اللواء الحاوري أشرف على عملية انسحاب طرفي الصراع من المواقع المسلحة، حيث انسحب الحوثيون من جبل الظاهري والحطاب ومنطقة ضروان التي سيطروا عليها أمس، إثر اشتباكات بين الحوثيين والإصلاحيين، انتهت بسيطرتهم على المنطقة، وتفجير منزل أحد القيادات التابعة للإصلاح في ضروان. فيما انسحبت القوات العسكرية التابعة للاحتياط والفرقة الأولى مدع المنحلة، ومسلحي الإصلاح، من منطقة الجايف وأجزاء من ضروان، وغادرت المنطقة. وأشارت المصادر إلى أنه تم إحلال وحدات من اللواء التاسع في المواقع التي كان يتمركز فيها المسلحون، والتي سُلمت، أمس، لقائد المنطقة العسكرية السادسة، بحضور عدد من مشائخ وممثلي الأطراف. مصدر قبلي قال ل"الأولى" إن اشتباكات اندلعت، أمس الأول، في منطقة الجايف، بين الحوثيين والإصلاحيين، تساندها قوات عسكرية، حيث شن مسلحو الإصلاح زحفاً على مواقع الحوثيين، واستمرت نصف ساعة، فيما شن مسلحو الحوثي، عصر أمس، هجوماً على مواقع الإصلاحيين في ضروان، وسيطروا على المنطقة، قبل أن يتم التزام الطرفين بتنفيذ الصلح. وأضاف المصدر أنه بعد سيطرة الحوثيين على ضروان، قاموا بتفجير منزل أحد الإصلاحيين بتهمة استخدامه في قصف مناطقهم، وممارسة الاعتداء عليهم، إلا أن اللواء الحاوري تمكن من احتواء المواقف، وتم تحيكم مالك المنزل ب10 بنادق، والتزام الحوثيين ببنائه من جديد، حسب قوله. من جهته، قال مصدر قبلي موالٍ للحوثيين، إنهم سلموا جميع المواقع التي كانوا يتمركزون فيها في ضروان والجايف والحطاب وجبال وادعة بهمدان، للواء الحاوري، بعد اتفاق بسحب القوات العسكرية ومسلحي الإصلاح من المواقع التي يتمركزون فيها. وأضاف المصدر أن اللواء محمد الحاوري تواصل بممثلين من "أنصار الله"، وطلب منهم إخلاء المواقع المسلحة، ووافقوا مقابل سحب القوات العسكرية ومسلحي الإصلاح، والتزام قائد المنطقة العسكرية السادسة بالإشراف وحماية المنطقة من أي تواجد مسلح، وتكليف وحدات من الجيش بالتمركز فيها. من جهة أخرى، طالب مجلس الوزراء، في اجتماعه الدوري أمس، الحوثيين بسرعة الانسحاب من محافظة عمران والمناطق المحيطة بها، وتسليم كافة الأسلحة والمعدات التي استولوا عليها. وقالت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" إن المجلس "أبدى استياءه البالغ لعدم انسحاب المسلحين التابعين لجماعة الحوثي من محافظة عمران حتى مساء اليوم (أمس)، ومماطلتها في تنفيذ النقاط التي حددها رئيس الجمهورية"، داعيا الحوثيين إلى "إطلاق كافة المعتقلين من مدنيين وعسكريين، وإفساح المجال أمام الجهود الحكومية لتطبيع الأوضاع في المحافظة"، مشددا على "ضرورة التزام الجميع بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وتنفيذها على أرض الواقع، من أجل بناء الدولة الحديثة التي تلبي تطلعات الشعب اليمني في الاستقرار والحكم الرشيد والرخاء والازدهار". وأكد المجلس "أن اللجوء إلى استخدام العنف والسلاح هو رهان خاسر، ويعمق جروح الوطن، ويؤثر سلباً على نسيجه الاجتماعي، كما أنه لن يحقق أغراض أي جماعة أو حزب أو جهة أو قبيلة في فرض منطقها ونفوذها"، مشيرا إلى أن "الإجماع الوطني الذي تحقق من خلال التوافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وحده الكفيل ببناء الدولة اليمنية".