شن ما يُسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) هجوماً شرساً على تنظيم "قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" والذي يطلق على نفسه محليا "أنصار الشريعة" على خلفية الإفراج المفاجئ عن الدبلوماسي السعودي المختطف لدى أنصار الشريعة منذ 3 سنوات. ودشن تنظيم داعش هاشتاق في جميع الصفحات المعروف بتبعيتها لداعش بعنوان (قاعدة-اليمن –تفرج-عن-الخالدي) بهدف نشر المعلومة على أوسع نطاق وذلك للسخرية من تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى سلسلة تغريدات، رصدتها "اليمن اليوم"، تخللها ردود من قبل أنصار الشريعة لتتحول الصفحات إلى معارك إلكترونية واتهامات بين الجماعتين الإرهابيتين. وقالت جماعة داعش إن قيام أنصار الشريعة بتسليم الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي يتضمن رسالة واضحة مفادها "نفتح صفحة جديدة، نحن شركاؤكم في قتال الدولة الإسلامية والإطاحة بمشروع الخلافة"، وأضافت: "تباكوا على مقتل ساجدة وهاهم اليوم يخذلون أخواتنا في بلاد الحرمين"، وذلك في إشارة إلى العراقية ساجدة الريشاوي، التي كان "داعش" قد طالب بإطلاق سراحها من سجون الأردن، قبل أن يتم إعدامها شنقاً مطلع فبراير المنصرم من قبل السلطات الأردنية رداً على قيام داعش بإعدام الطيار الأردني الكساسبة حرقاً حتى الموت. وكانت القاعدة في اليمن قد طالبت بالإفراج عن عدد من النساء (الجهاديات) التابعات لتنظيم القاعدة والسجينات لدى السلطات السعودية ومن بينهم الجهادية هيلة القصير مقابل تسليم الدبلوماسي الخالدي إلا أن المملكة رفضت وانتهى الأمر بالإفراج عن الخالدي مقابل فدية مالية عن نساء التنظيم في سجون السعودية. وقال أحد شيوخ القاعدة رداً على اتهامات داعش: "الإخوة باليمن طالبوا بهيلة القصير لمدة ثلاث سنوات وبكل الطرق ولا جدوى وجماعة الخلافة طالبوا بساجدة بعدما قتلوا الطيار وكانوا سببا بقتلها وللأسف" وأضاف: "الدواعش يطالبون الشيخ الوحيشي بفكاك الأسيرات في السجون السعودية.. أليست هذه مهمة الخليفة "أبو بكر البغدادي" ووجوب عليه إخراجهن كونهن تحت سلطان ولاية الجزيرة التي أعلنها". ونشر داعش تهنئة لما يسمى ب"أمير تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية" ناصر الوحيشي بمناسبة (بيع أعراض الأسيرات) وأضاف فيها: "هيلة ضحت بنفسها لدعم قاعدتكم واليوم تنكرون جميلها ببيعها بحفنة قذرة"، فكان الرد من أحد شيوخ القاعدة بالقول: "الحمدلله ما تسببنا بقتلها كما قتلتم ساجدة وما تركناه يخرج بلا ثمن"، وأضاف: "نبارك لأميرنا وشيخنا ناصر الوحيشي بما فتح الله عليه من غنيمة هائلة من سلاح.. واليوم نهنئه بما امتن الله عليه من فدية.. مال وسلاح فاللهم بارك". وأضاف: "أيام سوداء تنتظر مليشيات الحوثي فقد امتن الله علينا بالمال والسلاح فالخير ما ترون لا ما تسمعون". وفي تغريدة تزامنت مع هجوم القاعدة على مواقع لجماعة أنصار الله بمديرية رداع محافظة البيضاء مساء الاثنين، قال التنظيم: "هذه الأثناء أسود الوحيشي يقتحمون مواقع الحوثيين في رداع وفي نفس الوقت جنود الخلافة يطعنونهم في ظهورهم بتويتر". ورداً على استهجان "داعش" من عدم قتل الدبلوماسي السعودي، أكد أحد شيوخ التنظيم أن الخالدي "تم تسليمه بمقابل"، مضيفاً بالقول: "الخالدي تغير حاله وصار مؤمنا وكفر بالطاغوت وبين ضلال آل سلول فلماذا يقتل؟"، فيما قال آخر إن "تسليم القنصل الخالدي بشرى تليها بشائر فانتظروا". وكان الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي قد تم اختطافه في مارس 2012م من أمام منزله في المنصورة بمحافظة عدن وهو في طريقه إلى عمله. من جهة أخرى، كشف تنظيم القاعدة عن هوية أحد مقاتليه الذي تم الإفراج عنه من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين" في صفقة تبادل المختطفين أمس الأول. وتناقلت الصفحات المعروفة بتبعيتها لأنصار الشريعة "القاعدة" صوراً لشخص يدعى عبدالله بن عمر بن حجيل الصيعري، قائلة في تغريدات رصدها محرر "اليمن اليوم" إن الصيعري الذي يكنى ب"متوكل الشروري" تمت مبادلته بأحد الأسرى لدى التنظيم، موضحة بأنها كانت قد أعلنت "بالغلط" منتصف العام الماضي مقتل الصيعري في مواجهات مع الحوثيين بمحافظة صعدة. وأمس الأول قال القيادي السابق في جماعة أنصار الله علي البخيتي إن أنصار الشريعة أطلقوا سراح خاله عبدالسلام الضوراني، المختطف لدى تنظيم القاعدة، بعملية تبادل مع أنصار الله، مشيراً إلى أنه تم تسليم أحد المعتقلين من التنظيم للوسطاء وعلى ضوء ذلك تم استلام خاله عبدالسلام الضوراني.