عندما قال هادي، إن أي نتائج عن حوار صنعاء لن تعتبر شرعية(..) طفح كيل بنعمر، الذي أخذ طائرته إلى الرياض. قبلها بليلة كان أخذ في سجال هاتفي مع هادي قريباً من مائدة حوار موفنبيك. وقبلها بأيام عاد من لقائه الثاني مع هادي بعدن بحمولة استياء لم يحاول حتى إخفاءها. ذهب إلى الرياض وبقي يوماً وليلة، وربما يوماً، أيضا، وغادرها للدوحة (كما قيل). وعلى الإثر استُدعي هادي إلى الرياض. عاد إلى عدن ولم يعد يتحدث عن نقل الحوار من صنعاء. ثم أعلن الزياني والعطية أن فكرة حوار الرياض ليست بديلاً عن حوار صنعاء برعاية الأممالمتحدة. عاد بنعمر إلى صنعاء واستأنف المتحاورون من حيث توقفوا: المجلس الرئاسي ومضوا فيه بخطوات حثيثة. هنا بدا وكأن حوار الرياض المزمع عاد لينعقد في صنعاء بالفعل متصلاً بسابقه. توافق الجميع على 4 خامسهم جنوبي بتوافق. ثم عاد الإصلاح تالي يوم إلى الاعتراض والتراجع كالعادة، قبل أن يدخل مع شركاء المشترك في سجال حاد موضوعه فض المشترك، هذا يحدث خلال جلسة حوار لحسم موضوع المجلس الرئاسي (..)، إنما كم سيتهرب هكذا.. ولا مفر؟؟ ،،، تتجمع خيوط كثيرة، وهمس جهير أحياناً هنا وهناك، على صلة بالقصة ذاتها؛ مساعٍ وتحركات استقرت إلى توافق في بطن تفاهم يسمح بمرور قاطرة تسوية مأمونة، وتجنب الجميع تبعات الدفع باليمن ليلحق بسوريا وليبيا. ،،، من ناحيته، هل كان صالح ليتحدث بتلك الثقة والنبرة العالية الواثقة، من أن الفرج قريب وأنها "ستفرج.. ستفرج"، لو لم يكن يعرف ما لديه وما يبني عليه (؟!) بعكس ما يعطيه الإعلام وخصوصاً الخارجي/ الخليجي/ السعودي بالخصوص، من تصورات ومعطيات تتحرى الاشتغال على (مشاغبة) صالح، وهي إنما تعمل على تخصيص حيز كبير من الواجهة له... ليبقى في الواجهة، فإن الرجل فاعل مهم بين جميع القنوات والجهات والمراكز بصدد احتواء المحاذير، وتأمين مسار سالك لتسوية مأمونة. (أليست مزحة ال60 مليار دولار تُعرف، وعن بعد، أنها مزحة من هذا الباب ليس أقل أو أكثر؟؟) ،،، ما يجعل الأمور في اليمن تحت السيطرة لأسابيع طويلة وممتدة في ظل غياب الدولة وفراغ السلطة، ليست الصدفة على الإطلاق(..) أطلق بحاح ووزراء ورفعت الإقامة عنهم يوم الاثنين، بهدوء... و"دون قيد أو شرط". بوسع الصدفة نفسها أن تصرح للصحفيين بأنها ليست السبب! وفي الصدد أيضاً، ليست صدفة أبداً أن يقذف للصحفيين زعيم الحوثيين وفي هذا التوقيت (الأحد) بإشارة إلى اتصالات مع السعوديين! ،،، تدبرت الرياض للإصلاح فرصة عمل يشعر من خلالها بأنه (مهم)، بالتزامن مع توصيات ملزمة هي نفسها التي سمعها هادي في الرياض منذ أيام بالكف عن اعتراض قاطرة اتفاق في حوار صنعاء، فكانت فعالية تكتل فندق سبأ نوعاً من التعويض الموضعي والمرحلي، وصدّرها إعلامياً بعناوين طنانة تداولتها الفضائيات ووسائل النشر، مثلاً: (أكبر تحالف على الإطلاق في مواجهة الحوثيين)، ومن هذا القبيل. ويعرف القاصي قبل الداني أن من وردت أسماؤهم في القائمة، أفراداً وكيانات، تفاجأوا كثيراً وسارعوا إلى التبرؤ والنفي تباعاً. لكن لا بأس، ليكن أكبر تكتل على الإطلاق. وماذا في ذلك إذا كان هذا سيتكفل بإشباع حاجة الإصلاح وقيادته إلى الشعور بالأهمية وإعادة التبني، بعد أن عانى آلام احتضار أو كاد. خصوصاً الأمر مهم أمام قواعده التي يجب أن لا تصل إلى اليأس من العودة فتذهب إلى خيارات العنف والقاعدة. لنقل (احتواء) له ما يبرره! ،،، أحداث القصة باتت بوتيرة أسرع الآن، وتتجه إلى المشهد الحتمي.. الأخير. أما قصة هادي وما يفعله في الأثناء، فإن الضجيج الإعلامي غالباً رافق سيرة الرجل منذ كان رئيساً مجمعاً عليه محلياً ودولياً ولم يكن ثمة معارض له. كل شيء فعله هادي انتهى إلى لا شيء، وإنما فعلته مواقع المطبخ الأحمق نفسه الذي لا أمل في أن يشفى رغم كل ما حدث. وليس الحال اليوم بأفضل مما كان يومها ليفعل أفضل أو أكثر مما فعل ولم يفعل. يستكمل هادي قصته الخاصة، ويستحيل إلا أنه يعرف أكثر من الجميع بأن القصة..... انتهت.