بعد الاحداث المؤلمة التي عصفت باليمن ، في محاولة لنفسف اركان العملية السياسية ، وظهور الحوثي كعاصفة مشتعلة التهمت الأخضر واليابس ، دون مراعاة لمفردات الانسانية واحترامها ، وبعد سقوط عمران تباينت بعض مواقف الكتاب ، فمنهم من حمل الاصلاح ككل وهو بهذا يتفق مع الحوثي الذي يصر الى هذه اللحضة بان الحرب التي يشنها لم تكن مع الدوله وانما مع الاصلاح ، لكن البعض ممن يحسبون انفسهم بانهم موضوعيين اكتفوا بالقول ان الاصلاحين كانوا مخطئين بادخالهم الحوثي الى ساحة التغيير في صنعاء كثوار ؛ إن هذا الكلام لا يحمل اي ذرة من العقلانية والرشد السياسي ، وأصبح لا ينطلي على كل ثائر حر عاش تفاصيل الثورة وقرأ وشاهد ما بعدها ، وذلك للاسباب التالية : 1- أنها كانت ثورة شبابية شعبية ولم تكن لحزب الاصلاح لوحدة ولم يكن متفردا أو مالكا لها . 2- رأت كثير من القوى السياسية انضمام الحوثي الى الثورة بادرة طيبة بتخليهم عن السلاح والتزامهم بالمشروع الثوري السلمي وبالتالي فتحت صدورها وقلوبها لهم . 3- لم يكن الوقت آنذاك يتحمل مزيدا من المناكفات والتحامل على الاخر بقدر ما هو مطلوب من الجميع اصطفاف شعبي وطني للوقوف ضد النظام السابق واسقاطه . 4 إن عدم قبول الحوثي في أن يكون شريكا في الثورة الشعبية يزيد من التصدعات في صفوف الثوار ، ويضعف الفعل الثوري ؛ ليس لان الحوثي قوة لا تكاد تقهر ؛ ولكن حتى لا تتباين المواقف والرؤى السياسية . 5 قد يكون من المحامد للثوار انهم قبلوا بالحوثيين في صفوفهم ، وذلك من الذكاء السياسي الغير مقصود ؛ لان ما بعد الثورة كشف ان الحوثيين لا يسعون للسلمية ولا يؤمنون بها ، كما أظهر انهم لا ايمان ولا عهود ولا مواثيق لهم ، وبالتالي قد يكون انضمامهم للثورة هو من اجل تبني مشروع الثورية حتى يتغنوا به ، والاهم من ذلك في نظري هو انهم لم يكونوا مصدقين بانهم سيكونوا من ضمن المقبولين في صفوف الثوار وبالتالي سيحدثوا حالة من الارباك والبلبلة في المشهد الثوري وهو ما تفاجأوا بعكسه ، وقد شهدت الساحة احداث كثيرة كان الحوثيون لهم مواقف سلبيه وما حادثة مسيرة الحياة ومحاولة جرها الى امام القصر الجمهوري واستشهاد عدد من الثورا ببعيد عن كل بصير . 6 ان كان الحوثيون يعتقدون ان لهم يد في المشاركة في الثورة ويتفاخرون بها ، فإن ما بعد الثورة قد كشفت سوأتهم بانهم لا سلمية لهم ولا وطنية ، ولا يؤمنون بالنهج الديمقراطي ، وهذا واضح من خلال مشروعهم الامامي والحق الالاهي المزعوم ، ورفضهم الانخراط في العمل السياسي من خلال تكوين حزب يمثلهم وتركهم العنف والتخلي عن اسلحتهم والخضوع للدولة .