خصصت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء مواضيعها الرئيسية للتعليق على الإصلاح المعلن من قبل إدارة الرئيس أوباما لمحاربة الاكتظاظ في السجون الأمريكية، والنقاش المحموم حول برنامج المراقبة السرية للاتصالات الهاتفية والإلكترونية، الذي تنفذه الوكالة الأمريكية للأمن القومي. وهكذا، كتبت يومية (واشنطن بوست) أن وزير العدل إيريك هولدر أحدث "دينامية جديدة" بالإعلان عن الإصلاحات الرامية إلى تخفيف العقوبات المتعلقة بجرائم المخدرات، مبرزة أن هذا الإجراء يهدف في المقام الأول إلى امتصاص الارتفاع "المهول" لعدد السجناء الذي "يثقل كاهل" ميزانية الدولة، بالإضافة إلى انعكاساته الاجتماعية "المدمرة" على السجناء. وتقول الصحيفة إن هذا الإعلان الجديد لقي ترحيبا كبيرا من طرف الجمهوريين الذين يظلون "متعنتين" على العموم كلما تعلق الأمر بتطبيق القوانين، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس أوباما قررت، بالنظر لهذا المناخ السياسي "الملائم"، المضي قدما في تفعيل هذا الإصلاح الجديد.
بدورها، رأت صحيفة (واشنطن تايمز) أن الإصلاح يشكل "تحولا ملموسا" يأتي ل"تقويم القوانين الفيدرالية الظالمة" عبر إقرار عقوبات دنيا في حق المتهمين غير العنيفين، والذين ليست لهم سوابق عدلية.
من جانبها، تطرقت صحيفة (ذي هيل)، التي يصدرها الكونغرس الأمريكي، إلى تطورات ملف البرنامج السري لمراقبة الاتصالات الهاتفية والإلكترونية، الذي تنفذه الوكالة الأمريكية للأمن القومي، موضحة أن "الانتهاكات المتكررة" للحياة الخاصة للأمريكيين من طرف وكالة التجسس ساهمت في زيادة الضغط على الرئيس أوباما من أجل تسريع عملية المراجعة الوافية لهذا البرنامج المثير للجدل.
وفي هذا الصدد، تساءلت اليومية حول الطريقة التي ينوي البيت الأبيض نهجها من أجل تفعيل هذا الإصلاح، مسجلة أن النقاش قد يطول إذا ما عهد الرئيس بهذه المهمة "الصعبة" إلى المسؤولين عن أجهزة الاستخبارات وليس إلى خبراء مستقلين، كما سبق ووعد خلال لقائه الأخير مع الصحافة.