انصب اهتمام الصحف العربة الصادرة امس،السبت، بملف الأزمة السورية،إلى جانب اهتمامها بالأوضاع الداخلية في كل من اليمن ومصر. فقد سلطت الصحف المصرية الأضواء على ما عرفته "أرض الكنانة" يوم أمس من مظاهرات واشتباكات بين حشود المحتجين من جهة، وقوات الأمن من جهة ثانية،وما نتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات.
وكتبت صحيفة "الأهرام" في هذا السياق تحت عنوان"مسيرات مؤيدة للجيش..والإخوان يحرقون عربة مترو بمصر الجديدة"متحدثة عن ما أسمته ب"تمادي أنصار جماعة الإخوان في تحركاتهم المناوئة للدولة... وتصدي الأهالي لهذه التحركات المشبوهة"، مما أدى إلى وقوع اشتباكات تدخلت قوات الأمن لتفريقها.
وارتباطا بانعكاس الأوضاع الأمنية على النسيج الاقتصادي في مصر قالت "الأهرام" إن خسائر القطاع السياحي المصري ارتفعت إلى 60 مليار جنيه خلال 3 سنوات،متحدثة عن توقف 275 فندقا، وهجرة 4 آلاف مرشد ... وانخفاض إنفاق السائح في مصر إلى 16 دولارا فقط في اليوم،وهو ما يمثل أقل معدلات الإنفاق على المستوى العالمي.
ومن جانبها،تحدثت "الجمهورية عن مصرع طفل، وإصابة 12 من الأشخاص في اشتباكات أمس "بين مؤيدي الرئيس المعزول مرسي والمواطنين".كما أوردت اليومية استنادا إلى ما أسمته ب"مصادر سيادية" أن "الإخوان وحماس والقاعدة وراء التفجيرات والاغتيالات... وأن التمويل يصل إلى جماعات العنف في حقائب دبلوماسية".
وتناولت الصحف القطرية التطورات التي تشهدها الأزمة السورية في ضوء الجهود المبذولة دوليا لعقد مؤتمر جنيف(2)،حيث أكدت صحيفة (الوطن)أن" النظرة الاستكشافية لما يدور من حراك سياسي ودبلوماسي دولي حول أفق إيجاد الحلول المطلوبة للأزمة السورية، تبين أن هنالك عدة معطيات تأخذ في التبلور الآن. ومن ذلك ما صرح به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، بأنه يجب على الدول الغربية أن تقنع المعارضة السورية بحضور المحادثات المقترحة مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في جنيف 2"، متسائلة هل سيكون (مؤتمر جنيف 2 ) المرتقب، معبرا عن تطلعات الشعب السوري، ومحققا للأهداف السياسية التي يريدها السوريون ¿".
وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، ترى صحيفة(الراية )أن قرار الفلسطينيين مواصلة مفاوضات السلام المتعثرة مع إسرائيل حتى انتهاء الأشهر التسعة المحددة للطرفين"سيضع الحكومة الإسرائيلية أمام امتحان حقيقي، واختبار لمدى استعدادها للسلام، باعتبار أن الفلسطينيين ليس لديهم ما يخسرونه. ولذلك فهم لن يتحملوا مسئولية فشل هذه المفاوضاتº لأن المجتمع الدولي أدرك ويدرك تمام ا أن الدولة العبرية هي التي لا ترغب في السلام، وهي التي قتلت العملية السلمية بممارساتها ومواقفها، وأنها هي المسؤولة عن فشلها، ويجب أن تعاقب على ذلك".
وفي سياق متصل،اعتبرت صحيفة (الشرق) أن قرار الأممالمتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره يأتي رسالة واضحة لإسرائيل المحتلة للأرض الفلسطينية بأن انتهاكها وازدراءها للقانون الدولي مرفوضان، ولا يمكن التغاضي عنهما.
وذكرت بأنه على إسرائيل أن تلتزم تماما بكل التزاماتها القانونية باعتباره (حق تقرير المصير) وبكل وضوح حق غير قابل للتصرف، مبرزة أن الحق الشرعي "لا يمكن التفاوض حوله، وأن على إسرائيل أن تعي بأن تصويتها السلبي على القرار الدولي إنما هو رسالة موجهة للشعب الفلسطيني وللمجتمع الدولي مفادها أنها ترفض التسوية السلمية الحقيقية على أساس وجود دولتين، وهي بالتأكيد رسالة مرفوضة من قبل كل الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي بأسره".
وتطرقت الصحف الإماراتية للأوضاع في كل من اليمن ولييبا،فكتبت صحيفة(البيان) تحت عنوان"ليبيا الغد،التوافق مطلوب" أن الليبيين دشنوا الطريق الوعر نحو مرافئ الاستقرار، بعد طول توتر ومسلسل اغتيالات طالت أبرز الشخصيات الأمنية، وبدأت السفينة تمخر عباب بحر متلاطم الأمواج، ببدء بسط نفوذ الدولة وتسلمها مسئولية الأمن بوضع يدها جزئيا على السلاح المنتشر، لا سيما المليشيات التي قضت مضاجع الأمن ولا تزال... .
وترى اليومية ، أن اللحظة التاريخية التي يعيشها الليبيون تقتضي منهم، مدنيون وعسكريون، وعيا كبيرا وتفهما أكبر لطبيعة الظروف التي تمر بها البلاد، وذلك عبر الالتفاف حول حكومة زيدان أيا كانت الآراء حولها، من أجل وضع أولى لبنات ليبيا الجديدة، ولا يتأتى هذا الأمر قطعا إلا عبر الترفع عن الصغائر، والعمل يدا واحدة للخروج بالبلاد من دوامة العنف والانفلات الذي يعيشه بعض مناطقها بين الحين والآخر.
وبخصوص الوضع في اليمن، كتبت صحيفة(الخليج) تحت عنوان"البناء على الحوار الوطني "،أن اليمن يسارع لإنهاء أعمال مؤتمر الحوار الوطني، بعد أن اقتربت معظم فرق العمل من الانتهاء من تقديم تقاريرها النهائية وبدء أعضاء المؤتمر بمناقشة هذه التقارير بهدف التوصل إلى مقاربات في القرارات والتوصيات التي أقرتها هذه الفرق.
وترى اليومية أن المشهد الذي يبدو اليوم في اليمن يؤكد أن شوطا كبيرا قطعه مؤتمر الحوار الوطني، ولم يتبق له إلا القليل. لكن الأكيد أن هناك صعوبات وعقبات لا تزال تعترض الإعلان عن هذا الإنجاز الكبير، بعضها يأتي من بعض المكونات المشاركة في المؤتمر، والبعض من خارجه. واليقين أن أطرافا لا ترغب في نجاح مؤتمر الحوار تعتقد أن بإمكانها أن تعيق التوصل إلى نتائج تزيحها عن الهيمنة التي ظلت تمارسها طوال عقود.
أما الصحف اليمنية،فركزت اهتمامها على حادث اغتيال النائب البرلماني وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة "أنصار الله " الحوثية عبد الكريم جدبان أمس بصنعاء، وعلى ملف المغتربين اليمنيين المرحلين من السعودية، وخرق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أمس في دماج.
وأبرزت صحيفة (الثورة) إدانة كل من رئاسة الجمهورية والبرلمان والحكومة ورئاسة مؤتمر الحوار الوطني لعملية اغتيال عبد الكريم جدبان، مشيرة إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أعطى توجيهاته بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الجريمة. ومن جهتها،أبرزت صحيفة (الأولى) تحت عنوان "اليمن على أعصابها ومخاوف من جحيم اغتيالات على الأبواب" إجماع مختلف الأطراف السياسية اليمنية على إدانة هذه الجريمة، حيث أكد "حزب الرشاد" السلفي أن "هذه الجريمة جاءت في سياق التأجيج الطائفي، ويجب أن تدان".
واعتبرت رئاسة الجمهورية أنها "تتجاوز الفقيد إلى المساس باستقرار الوطن". كما أوردت الصحيفة مطالبة حزب الإصلاح (اسلامي) بتحقيق مباشر واستثنائي في هذه الجريمة، ودعوة تحالف أحزاب "المشترك"، إلى حالة استنفار قصوى.
أما بخصوص ملف المرحلين اليمنيين من السعودية فأوردت صحيفة (أخبار اليوم) رأيا للمحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني، أكد فيه أن "تدفق المرحلين يجعل المساعدات المالية السعودية لليمن بلا مفعول"، من حيث أن "الأثر الاقتصادي لهذا الترحيل سيكون عميقا ليس فقط بسبب ضياع الوظائف نفسها بل لان العديد من العمال لديهم محلات تجارية في السعودية وكانوا يدعمون أسرا كثيرة في الوطن".
وعلى صعيد آخر أبرزت (أخبار اليوم) قصف الحوثيين أمس لبلدة دماج براجمات الصواريخ، وحديث اللجنة البرلمانية للوساطة بين الحوثيين والسلفيين في صعدة عن "حرب ضروس"، وذلك في إشارة إلى خرق لوقف إطلاق النار بين الطرفين دخل حيز التنفيذ أمس تحت إشراف لجان رئاسية وبرلمانية وعسكرية.
وتركز اهتمام الصحف السودانية بالخصوص حول الخلاف المصري الاثيوبي بشأن بناء سد النهضة على النيل من قبل اثيوبيا، كما تناولت الملتقى الاقتصادي السوداني الثاني الذي سينطلق اليوم بالخرطوم والذي قالت بخصوصه صحيفة (الايام) إن خبراء في الشأن الاقتصادي والمالي، محليين ودوليين، وممثلين للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الاسلامي، سيتداولون على مدى يومين، حول كافة القضايا المرتبطة بالاقتصاد السوداني وسبل معالجتها، ووضع خارطة طريق جديدة تتضمن بدائل مناسبة لمعالجة المشاكل التي يواجهها الاقتصاد .
ومن جهتها نشرت صحيفة(السوداني) حوارا مع رئيس اللجنة العليا للملتقى أكد فيه أن الملتقى سيعمل على تقييم السياسات الاقتصادية الحالية واقتراح بدائل لها ، معربا عن اعتقاده أن ما ستسفر عنه هذه التظاهرة الهامة من توصيات ستكون جرعتها صعبة على المواطن والجهات الرسمية مع التأكيد على أن هناك اختلالات عدة على الحكومة أن تبادر إلى معالجتها.
على صعيد أخر تطرقت صحيفة ( الصحافة )إلى مشروع بناء سد النهضة الاثيوبي على ضفاف نهر النيل ، مبرزة أن هناك خلافات حادة بين مصر وإثيوبيا بشأن بناء هذه المنشأة من طرف إثيوبيا والتي أنجزت منها حوالي 30 في المائة من الأشغال. وأضافت الصحيفة في السياق ذاته أن اثيوبيا رفضت طلبا مصريا بالشراكة في كل مراحل بناء السد تقدم به الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء الاثيوبي على هامش القمة العربية الافريقية الأخيرة، وأن اديس أبابا اكدت أنها لن تتراجع عن خطتها بشأن بناء السد بسبب قلق مصر.
أما صحيفة ( التغيير ) فقد لاحظت أن تخوفات مصر إزاء بناء سد النهضة غير مبررة حتى الآن على اعتبارأن دول حوض النيل ليست في حاجة ملحة إلى المياه، وأن معدل الإيراد السنوي للنهر هو 1665 مليار متر مكعب من المياه لاتستهلك منها مصر والسودان سوى 84 مليار متر مكعب، أي حوالي 6 في المائة من إيرادات النهر، والباقي يضيع في المستنقعات والبحر وما إلى ذلك. يضاف إلى ذلك كون دول المنبع تعتمد في زراعتها على الأمطار بنسب تتراوح ما بين 80 إلى 95 في المائة في الزراعة .
سلطت الصحف العربية الصادرة من لندن اليوم السبت اهتماماتها على تطورات الأزمة السورية ميدانيا وديبلوماسيا.
وكتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن إعلان سبعة فصائل إسلامية اندماجها لتشكل (الجبهة الإسلامية) التي وصفتها ب "التكوين السياسي والعسكري المستقل"، وتهدف إلى إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وبناء دولة إسلامية في سوريا.
وبحسب الصحيفة فإن الجبهة تضم أكبر ثلاثة فصائل إسلامية محاربة في سوريا، وهي (لواء التوحيد) و(حركة أحرار الشام) و(جيش الإسلام)، بالإضافة إلى (ألوية صقور الشام) و(لواء الحق) وكتائب (أنصار الشام)، وهي فصائل كبيرة أيضا، بالإضافة إلى (الجبهة الإسلامية الكردية).
من جانبها، أشارت صحيفة (الحياة) إلى أن التنظيم الجديد الموحد يمكن أن يقف سدا أمام التمدد المتزايد ل (الدولة الإسلامية في العراق والشام) التابعة لتنظيم (القاعدة)، والتي سيطر مقاتلوها الخميس على بلدة أطمة الحدودية مع تركيا وطردوا منها جماعة (صقور الإسلام) التابعة ل (الجيش الحر).
وعلى الصعيد الديبلوماسي، نقلت صحيفة (القدس العربي) عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله إنه يدعم مؤتمر جنيف 2، ويأمل في التوصل إلى نتيجة، مشددا أنه لا مجال لإضاعة الوقت، كما حمل مسؤولية الأحداث في سوريا للنظام القائم، وكذا للجماعات المتطرفة.
وأوضح أردوغان أن الجماعات المتطرفة تمتلك أسلحة قصيرة وطويلة المدى، مضيفا أن النظام السوري دمر دون تمييز المدن والمساجد، وأماكن العبادة. وطالب باتخاذ خطوات لمحاكمته في محكمة لاهاي الدولية.
أما صحيفة (العرب)، فأشارت إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبلغ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن موسكو موافقة على رحيل بشار الأسد، وأنها مستعدة لوقف فوري للدعم الموجه له إذا قدمت المعارضة السورية بديلا يحمي مصالح روسيا والأقليات.
وكشفت الصحيفة أن موسكو تريد أن تتولى خلافة الأسد شخصية علوية تحوز على ثقة المعارضة من ناحية وتطمئن العلويين على مصيرهم من ناحية ثانية.