واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، اهتمامها بتداعيات الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق، وبالقمة الإفريقية المنعقدة بغينيا الاستوائية، وأيضا بالأحكام الصادرة مؤخرا عن محكمة مصرية في حق ثلاثة صحفيين بقناة (الجزيرة). ففي مصر، أبرزت صحيفة (الأهرام) تحت عنوان "حقبة إفريقية جديدة في سياسة مصر الخارجية"، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للقمة الإفريقية، وخاصة تأكيده على أن انتماء مصر لإفريقيا يتجاوز اعتبارات "التاريخ والجغرافيا إلى ارتباط جذور وهوية وملحمة مشرفة من النضال المشترك". وتوقفت عند إعلان الرئيس المصري عن "إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية في افريقيا، التي ستبدأ عملها مطلع يوليوز المقبل لإعداد وتأهيل الأطر"، وتأكيده على أن "بلاده ستواصل دورها وعطاءها الإفريقي، بما يعزز ويدعم التعاون بين أبناء القارة الواحدة". وعلى صعيد آخر، كتبت جريدة (المصري اليوم) تحت عنوان "لجنة الانتخابات الرئاسية ترفض طعن شفيق على فوز مرسي"، أن اللجنة العليا للانتخابات "رفضت بالإجماع الطعن المقدم من الفريق أحمد شفيق، المرشح في انتخابات رئاسة الجمهورية قبل الماضية، على قرار اللجنة بإعلان فوز الرئيس المعزول محمد مرسي برئاسة الجمهورية"، وقالت إن "القرار نهائي ونافذ بذاته وغير قابل للطعن عليه بأي طريق من طرق الطعن". وفي قطر، واصلت الصحف القطرية انتقادها للأحكام التي أصدرتها مؤخرا محكمة مصرية في حق ثلاثة صحفيين بقناة (الجزيرة)، حيث كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، أن "الغضب الدولي يتوالى على الأحكام الجائرة وغير المنطقية بحق صحفيي (الجزيرة) في مصر من جهة، والتهكم والسخرية من الأدلة التي أدان بها القضاء المصري هؤلاء الصحفيين من جهة أخرى"، معتبرة أن كل ما ساقته النيابة العامة من أدلة على تورط هؤلاء الصحفيين "واهò ولا يمكن أن يتم عليه بناء أي قرار مصيري بحقهم، خصوصا إذا ما عرفنا أن تلك الأدلة لا تعدو أن تكون وثائق شخصية لهم، بالإضافة إلى تقارير إخبارية أعدوها أثناء عملهم بدول أخرى خارج مصر ولم تمت بصلة للحالة المصرية وما أعقب الانقلاب على الشرعية". ومن جهتها، قالت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، إن "الصحافة ليست جريمة، تلك العبارة صارت من أكثر العبارات تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الاثنين الماضي"، تاريخ صدور الحكم على صحفيي (الجزيرة ) الثلاثة في مصر بالسجن لمدد بين سبع وعشر سنوات، مبرزة أن "الحكاية ليست حكاية صحفيي (الجزيرة) ولكنها حكاية الحرية بشكل عام، وحرية التعبير وممارسة العمل الصحفي الإعلامي بشكل خاص"، مسجلة أن "قيمة الحرية وتمتع الصحفيين بها، باتت في خطر شديد". وفي قراءتها للوضع الأمني المتدهور في العراق، لاحظت صحيفة (الشرق) أن "سياسة التهميش و الاقتصاد التي اعتمدها نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، أدت إلى انفجار الوضع في بلاد الرافدين ونشوب حرب خسرت فيها الدولة المركزية سيطرتها على أكثر من نصف العراق"، مشيرة إلى أن هذا الوضع جعل المالكي، وتحت ضغط حملة غربية محمومة تمثلت بزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية البريطاني "يقر بضرورة الركون إلى الحل السياسي في حل المشاكل التي يعاني منها العراق وإيجاد مخرج من الوضع الكارثي الذي وضع البلاد على حافة الانقسام الطائفي والعرقي". وفي لبنان، ما يزال الوضع الأمني المتدهور يستأثر باهتمامات الصحف، إذ كتبت (الأخبار) معلقة "طغت التطورات الأمنية أمس وملاحقة القوى الأمنية الشبكات الإرهابية على كل ما عداها من ملفات سياسية. وتوزع الاهتمام بها بين جلسة مجلس الوزراء وعين التينة (مقر سكن رئيس البرلمان نبيه بري) ، إذ طالب بري مجددا بدعم الجيش بالمال والسلاح. وطوي البحث في فرض إعطاء التأشيرات المسبقة للخليجيين، بعد اتصالات سياسية عالية، خشية تحول المسألة إلى ملف خلافي". وأشارت (الديار) إلى أن "التطورات العراقية تلفح بنارها وتداعياتها المنطقة برمتها التي تواجه إرهابا تكفيريا يضرب أينما كان، ودون أي ضوابط، وحقق خطوات في العراق، وتحديدا على الحدود السورية العراقية بما يهدد أمن الدول العربية كلها". وعرجت على الحرب التي تخوضها الدولة والقوى الأمنية "ضد المجموعات الإرهابية التي تحاول ضرب الاستقرار اللبناني وخلق الفتن الطائفية والمذهبية، لكن هذه القوى تعرضت في لبنان لضربات قاسية وخاض الأمن العام اللبناني والقوى الأمنية حربا استباقية في الأسابيع الماضية منعت هذه الجماعات من تحقيق أهدافها". وقالت "الخطر الإرهابي يلفح دول المنطقة برمتها ولبنان في قلب المواجهة، وهذا ما يتطلب المزيد من خطوات تحصين الأوضاع الداخلية، وعدم خلق مناكفات لكي يتجاوز لبنان هذه المرحلة". أما (السفير) فأبرزت أن "الأمن يتقدم على كل العناوين، وسؤال اللبنانيين صار واحدا ، من يطمئننا إلى يومنا وغدنا¿ لا أحد يستطيع أن يقول إن الأمن راسخ بالكامل، لكن التدابير الوقائية والاستباقية التي تقوم بها المؤسسات العسكرية والأمنية، أظهرت وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، وجود نواة أمنية صلبة، وظيفتها حماية اللبنانيين، بلا تمييز بين منطقة وطائفة، وبمقدورها الاستفادة من إمكانات الأجهزة الأمنية الخارجية، لخدمة الأمن الوطني اللبناني، لا العكس، خصوصا أن منظومة الإرهاب واحدة في شتى أنحاء العالم". ومن جهتها، كتبت (النهار) "تزامن انعقاد جلسة مجلس الوزراء أمس مع استمرار الاستنفار الأمني الواسع الذي تمثل في حملة تفتيش شملت مزيدا من الفنادق وتوسعت إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين في ضبية، بما عكس مناخا مشدودا غداة عملية دهم فندق (دي روي) ومقتل انتحاري وتوقيف آخر، تواصلت معه التحقيقات التي يبدو أنها توصلت إلى خيوط مهمة".