عندما تسود الفوضى ويعم الانفلات الأمني، ويغيب القانون والدولة, تصبح حياة الناس الأبرياء في خطر وهذا هو حال محافظة عمران هذه الأيام فالصراع الدائر فيها جعل من الشائع أن يقدم شخص على تصفية حسابه مع خصومه وأن يقدم على قتل أي شخص دون أن يحاسبه أحد ليذهب دم الضحية هدراً ويتم ضمه الى ضحايا الصراع دون ثمن وهذه احدى الحالات التي شهدتها المحافظة حيث سقط الشاب أحمد بن أحمد الفقيه ضحية رصاص الغدر في يوم زفاف شقيقته، ليتم الحاق القضية على ذمة الصراع الدائر بين الحوثيين والاصلاحيين في عمران. أحد أقارب الضحية روى تفاصيل القضية الخطيرة قائلاً «تعود ملابسات هذه القضية الى فترة سابقة، حيث نشب خلاف بين أحمد بن أحمد الفقيه واخوانه من جهة وافراد إحدى الأسر في قريته من جهة ثانية وأدى هذا الخلاف الى سقوط قتيل من أفراد تلك الأسرة والتي اتهمت الأخ الأصغر لأحمد الفقيه بقتله، بالرغم من عدم وضوح ملابسات القتل وهوية القاتل، فقد كان الجميع وقت الجريمة يحملون السلاح ومن غير المعروف تحديداً من هو الذي أطلق النار على القتيل.. وبعد توجيه تلك الأسرة اتهاماً للشقيق الأصغر لأحمد الفقية، تم اقتياده الى المحكمة والتي أحالته الى السجن المركزي في عمران وحتى الآن لم تنته القضية ولم تثبت التهمة على السجين. مؤخراً أقام أحمد الفقيه حفلة عرس لشقيقتهم وأحد إخوانه في نفس الوقت وبينما كان أحمد منهمكاً في تجهيز وإقامة مراسيم العرس واستقبال الضيوف المدعوين الى العرس علم أحمد من مصدر غير معروف وبطريقة غامضة بنبأ فرار سجناء السجن المركزي في عمران بعد سيطرة الحوثيين عليه، ومن بين السجناء الهاربين شقيق أحمد الصغير المتهم بالقتل، لم يستطع أحمد الانتظار حتى انتهاء مراسيم الزفاف وتفاجأت أسرته بقراره مغادرة العاصمة صنعاء حيث يقام العرس وتسكن الأسرة والتوجه الى مدينة عمران باحثاً عن شقيقه فوصل بسيارته الى منطقة بيت عامر، وهناك ذهب هو والشخص الذي يرافقه الى منزل أحد الأشخاص - ربما قيل له أن شقيقه داخله - وما ان وصلا الى المنزل حتى وجدا نفسيهما في مرمى الأعيرة النارية التي أطلقها ثلاثة أشخاص كانوا في المنزل - اثنان منهم معروفان وثالثهم كان مقنعاً - بحسب شهود عيان. سقط أحمد على الأرض شهيداً مضرجاً بدمائه الطاهرة وأصيب الشخص الذي كان يرافقه، بينما لاذ الجناة الثلاثة الذين أطلقوا النار بالفرار على متن دراجة نارية وقيل إنهم قاموا بإبلاغ الجهات الرسمية بأن الحوثيين قتلوا أحمد بحجة أنه من التكفيريين سعياً لتمييع القضية وعدم التحقيق فيها.. بعدها تم نقل جثة الشهيد إلى ثلاجة مستشفى عمران .. أما أسرته فلم تعلم بالخبر إلاّ في صباح اليوم التالي فتحولت الأفراح الى أحزان وتبدل العرس الى مأتم والزغاريد الى عويل والتهاني الى تعازي ومواساة. بعد الحادثة انطلق إخوان أحمد الى عمران للبحث عن شقيقهم الصغير الذي خرج من السجن ولا يعلم أحد إلى أين ذهب، وماهو مصيره وحتى لحظة كتابة هذه السطور مايزال مصيره مجهولاً ولا تعلم أسرته ماذا حدث له وما ملابسات اختفائه وحملت أسرته الأجهزة الأمنية في عمران مسؤولية الحفاظ على حياة ابنها المختفي، ومسؤولية دم ابنها الشهيد وطالبتها بالعمل على اعادة الابن المخفي والكشف عن مصيره، فالأسرة لا تستطيع تحمل مصاب فقدان اثنين من أبنائها في وقت واحد. وبهذه الطريقة الغامضة التي يسعى من ورائها الجناة للتستر خلف مبررات الصراع الدائر في المحافظة. المصدر : يمنات