في أحدث تصعيد لخطاب التكفير الديني والسياسي الناشب في ذيول المعارك المسلحة والأزمة السياسية بين "الإصلاح" و "الحوثيين"، أطلق رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، مصفوفة اتهامات دينية ضد جماعة "الحوثي"، أعاد فيها الاتهامات الطائفية من نوع "المجوس" و "كراهية الصحابة". وقال محمد اليدومي، في منشور له فجر أمس الجمعة على "فيس بوك"، إن الحوثيين "مزوري تاريخ أمة حملت راية دينها إلى أقاصي الكرة الأرضية، والمتوارثين الحقد على من أخمد نار المجوس، والغاضبين والكارهين لمن أوصلوا رسالة الله (..)إلى العالمين، والمفسرين للقرآن العظيم تفسيرا عائليا ومصلحيا، وناقضي العهود والمواثيق".
ومن المعروف أن تهمة "المجوسية" تطلقها الجماعات السنية على نظيرتها الشيعية، وتقول إن الشيعة يكرهون الصحابي عمر بن الخطاب لأنه قضى على "المجوس في فارس"، وهذه التهمة يقابلها لدى الشيعة تهم للسنة بأنهم "نواصب" "يناصبون العداء لآل البيت". ومن شأن إعادة بعث هذا الخطاب التكفيري على لسان قيادات سياسية، وبشكل متبادل بين الطرفين، أن تترتب عليها مخاطر عديدة بينها تحويل الصراع السياسي (والعسكري القائم بخلفيات سياسية) إلى قتال ديني/ طائفي.
وجاءت مفردات التكفير الديني وسط مصفوفة شتائم أخرى واتهامات وجهها اليدومي في نفس المنشور للحوثيين وهو المنشور الذي حاول به تخفيف حدة منشور سابق له أثار جدلا كبيرا واعتبر إساءة من قبله بحق الحزب الاشتراكي اليمني خصوصا.
اليدومي قال ايضا إن الحوثيين "ليسوا إلا لصوصا لأملاك المواطنين، وقتلة لأرواح أبناء القوات المسلحة والأمن، وقطاع طرق لعابري السبيل، ومفجري المساجد، وناسفي المدارس ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والرافضين لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني".
من جانبه كان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، قد سبق منشور اليدومي بإلقاء خطاب، أمس الأول الخميس، انتقد فيه "الإصلاح" قائلا إنه "هذا الحزب أصبح في واقعه السلوكي تجاه أبناء شعبه على بخل في إشكالات كثيرة وصل إلى حالة من العزلة السياسية نتيجة ممارسات السياسة الخاطئة وتبنيه لمنهج العنف وإثارة الفوضى, وارتباطه بمشاريع أجنبية، الارتباط بالمشاريع الداعشية والتكفيرية والفوضى الأمنية وما شابه" حسب تعبيره.
وانتقد الحوثي الرئيس هادي لمجاراته للإصلاحيين وقال إن الرئيس "اكتفى بخطابات الاسترضاء لحزب الإصلاح ودواعش الإصلاح". واعتبر عبدالملك الحوثي أن ما قاله الرئيس في هذه الخطابات "الكثير والكثير من الكلام المجانب للحقيقة، البعيد عن المصداقية". وقال إنه "مجرد استرضاء يسترضي به أولئك الذين استرضاهم أيضاً بمعسكرات واسترضاهم بوزارات واسترضاهم على حساب شعب بأكمله شعب يعاني وهو يسترضي حزباً ويترك شعباً، أي معادلة جائرة".
وأشار زعيم الحوثيين إلى أن "الوضع في عمران ليس مقلقاً". وتابع: "أقول هذا للرئيس وأقول للآخرين، الوضع في عمران وضع طبيعي، وضع أصبح بفضل الله مستقراً إيجابياً، وما جرى هناك لا على الجمهورية شيء ولا على الدولة شيء". واعتبر أن "المشكلة، فقط، كانت هناك مشاغبة واعتداءات إجرامية من جهات معروفة، وعرف بها كل العالم ووصفها كل العالم، وانتهت المشكلة وأصبح الوضع مستقراً".
وأعلن عبدالملك الحوثي ما اسماها "مبادرة جديدة بالإفراج عن 250 أسيراً من أحداث عمران وعلى إثر أحداث عمران". ووجه الحوثي، ما قال إنها نصيحتان إحداهما للجهات الرسمية، والأخرى لحزب الإصلاح، وقال في الأولى: "لا تمعنوا في استرضاء حزب الإصلاح على حساب أبناء الشعب، وأن لا تستمروا في ممارساتكم الظالمة لهذا الشعب العزيز، شعبنا يزداد وعياً وشعبنا هو شعب أبي وحر وعزيز"، حد قوله. وتوعد زعيم الحوثيين بالكثير والكثير، "إذا طفح الكيل"، حيث قال" وإذا طفح الكيل من ممارساتكم الظالمة توقعوا من شعبنا الكثير والكثير". وأشار زعيم الحوثيين في نصيحته الثانية الموجهة ل"العقلاء من حزب الإصلاح"، "أن يتدارسوا مع –من سماهم- دواعشهم تغيير سياسة حزبهم، ليس من العيب أن يراجع الإنسان الخطأ لديه المسار الذي يسلكه حزب الإصلاح في تبني العنف وإثارة الفوضى، والفتن والحروب والأزمات والمشاكل والتهيئة للامتداد القاعدي التكفيري صنيعة المخابرات الأمريكية سياسة خاطئة ستزيد من عزلة هذا الحزب وتؤثر على شعبية هذا الحزب وعلى مستقبل هذا الحزب". ووجه زعيم الحوثيين في نهاية خطابة لمن سماه "المتحدث عن الكهوف"، في إشارة منه إلى رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح محمد اليدومي، وقال: "أقول له اقرأ سورة الكهف واستفد منها جيداً ففيها هدى وبصائر" حسب تعبيره.