يا قومي توقفوا عن ظلم أنفسكم وظلم بعضكم بعضاً. اعلموا أن مصدر الظلم الأساسي هو الاعتقاد الفاسد الذي يقوم على أساس أن من حقي أن أعمل ما أريد أما أنت فلا يحق لك أن تعمل إلا ما أريد، فاعملوا على هدم هذا الاعتقاد من عقولكم و نظفوا ثقافتكم من آثاره وربوا أبناءكم على معاداته.هذا الاعتقاد يتسبب في الاختلال بين الحقوق والواجبات. وما الظلم إلا مصادرة حقوق البعض. وفي هذه الحالة تختل حقوق الجميع، فالحقوق هي ما يتم القبول بها من الجميع على اعتبار أن هناك مصوغاً وضرورة لها، وبالتالي لا يمكن أن تستمر الحياة وتتطور إلا من خلال الاعتراف بها والتوافق عليها من قبل الجميع.
هذه الحقوق تكون عادلة إذا كانت تستند على أسس حقيقية وطبيعية موجودة وغير متوهمة. وفي هذه الحالة فإنها تكون عامة لكل من تتوفر فيه هذه الأسس، وبالتالي فإنها تكون مرتبطة بالإنسان كإنسان مجرد من الدين أو العرق أو اللغة أو الثقافة وأي صفة أخرى غير الصفة الانسانية. يحدث الظلم عندما يتم تجاهل الأسس الطبيعة للحقوق فتعطى لمن لا يستحقها ويحرم منها من يستحقها، وكذلك يحدث الظلم حتى لو تم الإعتراف بها لكن منع أصحابها من ممارستها أي تم انتزاعها من أصحابها قسراً و عدواناً. يا قومي أن ما تعانون منه من أزمات ما هو إلا بسبب شيوع الظلم بينكم، الظلم ظلمات، «الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون». الكذب على الله من أشد أنواع الظلم، «فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون». الكيل بمكيالين ظلم، تسييس المساجد ظلم، «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم». الامتناع عن قول كلمة الحق ظلم «ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون». تحكيم الأهواء ظلم «ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً لمن الظالمين». الاعراض عن الحق ظلم «كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد ايمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين». أكل أموال الضعفاء من الناس ظلم «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً». عدم نصرة الضعفاء ظلم «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً». «وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون». الاعتداء على الابرياء ظلم «إني أريد أن تبوء بإثمي وأثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين». «ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين». يا قومي إن لم تعترفوا بما تمارسونه من ظلم فاعلموا أنكم سوف لن تنتهوا من أزمة إلا وستدخلون أخرى أشد وأفتك. «وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون». «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب». يا قومي اعلموا أن من أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير.. «أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين». يا قومي توبوا إلى الله و قولوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين.«ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون». يا قومي تخلصوا من الممارسات الظالمة من خلال الحرص على الاعتراف بحقوق الآخرين من خلال معاملتهم كما تحبونهم أن يعاملوكم. يا قومي تخلصوا من الممارسات الظالمة من خلال التعاطف مع الضعفاء والوقوف إلى جانبهم. في هذه الحالة فقط سيحصل كل إنسان على كرامته وحقوقه. يا قومي إن اصررتم على هذه الممارسات فإنه لا يسعني إلا أن اقول «بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين». ربِّ إما تريني ما يوعدون، ربِّ فلا تجعلني في القوم الظالمين فأنت حسبي ومولاي ونعم المولى ونعم النصير.