قال العميد سمير الحاج الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني ومستشار رئيس هيئة الأركان إنه بعد تحرير عدن واستقرار الوضع فيها أدرك التحالف والجيش اليمني أن البقاء في هذه المنطقة فقط ربما يجلب الكثير من المشاكل الأمنية والعسكرية، مما دفع الجانبان إلى التفكير في جبهة مأربالجوف للاقتراب من صنعاء. وأضاف في حلقة برنامج الواقع العربي بتاريخ 15/10/2015 التي ناقشت أهمية جبهات القتال الجديدة التي فتحتها قوّات الجيش والمقاومة الشعبيّة في اليمن، أنه "بعد ذلك رأينا أنه قد يتم تهديد المناطق التي حررناها، فأصبحنا أمام مشهد يستدعي فتح أكثر من جبهة، ففُتحت جبهات المخا والوازعية والجوف حاليا، وكل ذلك يصبّ في اتجاه أن جميع المناطق المحررة مثل مأربوعدنولحج والضالع ينبغي أن تكون آمنة". وأضاف أن السبب الرئيسي الذي دفعهم للتحرك باتجاه لحج هو أن جميع المرتفعات التي تتبع محافظة تعز مطلة على محافظتي لحجوعدن وقادرة على استهداف أي مكان في هذه المناطق، و"من ثم أصبح من الضروري تأمين هذه المرتفعات لكي تأمّن عدن ويفك الحصار عن محافظة تعز التي تعد العمق السكاني لليمن، وإذا تم ذلك فإننا يمكن أن ننطلق في أكثر من جبهة". وبخصوص المعركة في المها (الميناء الإستراتيجي)، قال العميد الحاج "نحن في الخط الأول لخنق رئة إمداد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والاتجاه في خط الساحل من المندب فذباب فالمخا فالحديدة فالصليف، لإغلاق هذا المنفذ الطويل الذي يعد السبب الرئيسي لبقاء الانقلاب". وبشأن معركة الجوف، قال إنها خط التطويق الرئيسي للعاصمة صنعاء، وإن التحالف الآن قرب معسكر اللبنات قرب مركز المحافظة، وإذا سقط هذا المعسكر فربما تسقط المحافظة بكاملها، وأقر بصعوبة المعركة، لكنه قال إن التحالف سيتجه باتجاه ما تم التنسيق له في غرفة العمليات، وهذه المعركة ستخضع لإستراتيجية إدارة المعركة على الأرض. وعما إذا كان التحالف والجيش اليمني سيتجهان إلى صعدة (معقل الحوثيين) أو العاصمة صنعاء بعد معركة الجوف، قال إن ما سيحكم مسار حركة المعركة هو العمل على الأرض، مشيرا إلى أن هناك اتصالات تجري مع رجال القبائل وشخصيات من الجيش ستنصب كلها في صالح المعركة الكبرى، وهي استعادة صنعاء وعودة الشرعية إليها. أوهام وهذيان من جهته، قال الكاتب والباحث السياسي اليمني عبد الناصر المودع إن العمل العسكري هو حتى الآن سيد الموقف، حيث ما زالت الحكومة الشرعية والتحالف مصرين على نصر عسكري يضعف الحوثيين الذين ما زالوا يعتقدون بأنهم في موقف قوي. ورأى أن جماعة الحوثي مليشيا تعيش أوهام وهذيان الأيديولوجية، وليس لها أي أفق سياسي ناضج، وتظن أنها ستنتصر حتى آخر لحظة، وهم سيقاتلون حتى آخر منطقة في البلاد. وقال إن كلا الطرفين (التحالف والجيش اليمني والحوثيين وقوات صالح) سيحاولان فتح أكثر من جبهة لتشتيت الخصوم، ومن يملك العتاد الأكبر وقدرات عالية على المناورة والحركة هو الذي سيستفيد. ورأى أن المعركة الرئيسية ستكون في الجوفومأرب، مشيرا إلى أن تطويق صنعاء من جهة الغرب مسألة صعبة، حيث إن هناك جبالا شاهقة، ورأى أن معركة الجوف هي المعركة الإستراتيجية الكبرى وليست تعز. وعما إذا كان بالإمكان حلحلة تحالفات الحوثي وقوات صالح مع القبائل، قال المودع إنه يمكن فك هذه التحالفات عن طريق الإغراء بالمال، مشيرا إلى أنه إذا أجادت السلطة الشرعية إغراء القبائل بالمال والسلطة فإن دورها سيكون حاسما في صعدة.