أشارت عضو مركزية الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة تعز، الأديبة والناشطة، بشرى المقطري إلى عظمة الحشد المؤتمري الأخير في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، وما يحمله من دلالات لا يمكن تجاهلها. وقالت المقطري –الحائزة على جائزة (فرانسواز جيرو للدفاع عن الحريات) في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك": حفل صالح أشعرني برغبة هائلة بالضحك على مسارات الثورة، ورغبة مدمرة هائلة بالبكاء على الشهداء، وما أقسى الخيبة يا مازن".
وبقدر ما اظهرت توكل كرمان غضبها بشكل مباشر ومفضوح عن الفعالية ..من خلال كتابتها بأكثر من منشور عن هاجس الاحتفائية .. حيث كتبت في البداية " مهرجانات صالح توحد قوى الثورة بقدر ماتقربه من المحاكمة ، ومن الحجز على ارصدته"
لكن هذا الشعور بالانتصار لم يدم طويلا .. اذ كتبت في منشور لاحق "بات واضحا للجميع أن على المؤتمر ترحيل زعيمه إذا أراد أن يكون جزء من المستقبل ومن عملية التغيير" .
ولم يشفى غليل توكل بعد .. ففي منشور تلى سابقه بقليل كتبت " إذا لم يرحل علي صالح عن رئاسة المؤتمر الشعبي العام فسيكون من اللازم ترحيل المؤتمر عن حكومة التوافق ،"
وتفسر هذه المنشورات من الناشطة الحائزة على جائزة السلام العالمي مدى انهماكها ورغبتها المتفشية في اجتثاث حزب المؤتمر وترجيح كفة حزبها "الاصلاح" في دوامة العراك السياسي .
الكاتب والصحفي البارز نبيل الصوفي معلقا على ردود الفعل التي تلت احتفائية السبعين بالقول : أول مره، انتبه أن فعالية المؤتمر الشعبي العام، الاسبوع الماضي، كانت أول مرة يظهر فيها الرئيس علي عبدالله صالح، في ميدان السبعين منذ جريمة دار الرئاسة التي ذبحت فيها الاثوار في ساحة المثورين، احتفاء باغتيال الصف الاول في قيادة الدولة كله. اذا، الان اتفهم سرا آخر من اسرار الغضب الذي تعامل لكأنما لايزال هو "الثورة"..
وكتب محمد المقالح: "الإصلاح يعيد إنتاج صالح، ولكن التاريخ لا يعيد إنتاج نفسه إلا باعتباره مهزلة".
من جهتها، كتبت الناشطة الحقوقية سعاد القدسي: "إذا طرحت الستين من السبعين، الناتج عشرة أمتار، وهي المساحة الحقيقية المتبقية لملايين السكان الذين لا يجدون أنفسهم بين المتصارعين".
الصحفي نبيل سبيع، عبر على طريقته: "ميدان السبعين الذي لا يملؤه رئيس حالي، يملؤه رئيس سابق". أما الناشط الحقوقي عبدالرشيد الفقيه، فاعتبر أن "صالح" ومهرجانه اليوم يقدم خطاباً متملقاً لهادي ومزاجه بصورة تكشف الوهن الذي وصل إليه الرجل وجبهته!".
الإعلامي والصحفي نبيل الصوفي في منشور سابق، قال إن "أزمة اليمن كلها، ملخصة في العلاقة بين قواعد المؤتمر الشعبي العام، وبين نخبه الإعلامية والثقافية والسياسية". وأضاف: "ولو رفع "علي عبدالله صالح"، يده عن المؤتمر، لتوزعت هذه النخب، على موائد الخصوم، وتركت القواعد حائرة ألف حيرة، وكل الأطراف تعرف هذا".
وتابع الصوفي: "لهذا علاقة قواعد المؤتمر ب"صالح"، أكثر من علاقتها بالمؤتمر وبقياداته من النخب هذه كلها، وفي سياق الصراع، رفع خصوم "صالح"، شعار الثورة، عليه هو كشخص، وليس على حزبه، هو الحلقة القوية، في تحالف لن يصمد بدونه، ولن يتهاوى بوجوده".
الروائية والأديبة نبيلة الزبير تساءلت: "هل لقواعد الإصلاح أن يسألوا قادتهم: ألم يكن أنسب مكان لإقامة حفل التنصيب حفل جلوس الرئيس هو السبعين؟".
وأضافت: "السبعين يا إخوان لم يفتح بعد. لم يزل بأمر رئيس "سابق"، هل جبنتم عن "فتح" السبعين فذهبتم لفتح عدن؟ أم أن لكم في عدن مآرب أَخْرى؟