قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم السبت، في تصريحات أوردتها وكالة الإعلام الروسية "نوفوستي"، "إذا بدأ عدوان أميركي مباشر ضد دمشق والجيش السوري فسيؤدي ذلك إلى تحولات مرعبة ليس على هذه الدولة فحسب بل وعلى المنطقة بأسرها". وكانت الولاياتالمتحدة قد صرحت بأن تكثيف العمليات العسكرية الروسية في سوريا، من شأنه أن يجبر مقاتلي "المعارضة المعتدلة" على الالتحاق بصفوف الجماعات المتطرفة، محذرة من إمكانية وقف التعاون مع روسيا بخصوص سوريا إذا استمرت تلك العمليات. لكن موسكو اتهمت واشنطن بمحاولة تجنيب مجموعات من الجهاديين تلك الضربات الروسية، لإعدادها لمرحلة لاحقة، في حالة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. ويتواصل القتال بين قوات المعارضة والجيش السوري في مدينة حلب، كبرى المدن السورية بعد العاصمة دمشق، خاصة في ضواحيها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: "إن الولاياتالمتحدة أخلت بوعودها للعمل على فصل جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) ومجموعات متطرفة أخرى، عن بقية المجموعات المعارضة المعتدلة". جاء ذلك خلال مقابلة مع بي بي سي، بالتزامن مع مرور سنة على بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا. ورد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر بالقول إن "التصريحات الروسية سخيفة"، موضحا في مؤتمر صحفي أن الولاياتالمتحدة لم تستهدف جبهة النصرة لشهور، بسبب وجود مقاتليها بين المدنيين، واختلاطها بمجموعات معارضة أخرى. وأضاف المسؤول الأمريكي أن الغارات الأخيرة التي تشنها روسيا في حلب، والهجوم الأخير على قافلة للمساعدات تعتقد واشنطن أن الطيران الروسي من نفذه، كل ذلك يزيد من قرب المعارضة المعتدلة من الجماعات المتطرفة. وجاء في تصريحات تونر: "الآن السيناريو واضح، إذ كلما زادت الضغوطات على المعارضة المعتدلة من طرف النظام، كلما ارتمى هؤلاء المعتدلون في أحضان جبهة النصرة للقتال جنبا إلى جنب" وذلك في إشارة إلى جماعة فتح الشام.