اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، بقضية إعلان مدينة ديترويت الأمريكية إفلاسها، وتوجه بعض الشباب المسلمين الأوروبيين للقتال في سورية، وقضية الفساد التي تقض مضجع الحزب الشعبي الإسباني، والأزمة السياسية الخطيرة بين النخب في لشبونة. ففي بلجيكا، اهتمت عدد من الصحف الفرانكفونية بما بات يعرف بقضية مدينة ديترويت الأمريكية التي لم يعد بمقدورها مواجهة ديونها المتراكمة والتي بلغت 18,5 مليار دولار، وطلبت الإعلان عن إفلاسها.
وتحت عنوان "نزول بطيء إلى الجحيم " كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن قرار مدينة ديترويت الإعلان عن إفلاسها ليس مفاجأة في حد ذاته لأنه منذ فترة طويلة طفا شبح الإفلاس على المدينة التي عاشت عصرا ذهبيا في فترة الخمسينات.
ومن جهتها، قالت صحيفة (لوسوار) إن ديترويت قد تصدعت تحت وطأة ديونها وأصبحت أكبر مدينة إفلاسا في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن لائحة المدن الأمريكية التي تعاني صعوبة مالية على غرار ديتوريد في نمو مطرد.
وفي الشأن السوري، عبرت صحيفة ( ليبيراسيون) الفرنسية عن تخوفها من تداعيات انخراط شباب أوروبيين، اعتنقوا الإسلام، في الحرب السورية كجهاديين، وخصصت صفحتها الأولى لقصة شقيقين فرنسيين اعتنقا الإسلام وذهبا للقتال في سورية، مبرزة أن نيكولا وجان دانيال بي، المنحدرين من مدينة تولوز (جنوب غرب فرنسا) أطلقا عبر الإنترنت نداء للجهاد في سورية من أجل إسقاط نظام بشار الأسد. وأعربت الصحيفة عن خشيتها أنه بعد هذا "التكوين العسكري، سيعود هؤلاء المجاهدون إلى فرنسا وهم يحسنون التعامل مع الأسلحة التي كانت بحوزتهم، مشددة على أنه بات من الضروري أن تتعامل الأجهزة بما فيه الكفاية من المهنية مع هذا التهديد الجديد، مطالبة أيضا صناع القرار السياسي في أوروبا بأخذ الأخطار المتزايدة الناتجة عن تداعيات الحرب في سورية بعين الاعتبار".
أما في إسبانيا، فقد واصلت الصحف الإسبانية نشر مزيد من المعطيات حول قضية الفساد التي تورط فيها أمين المال السابق للحزب الشعبي (الحاكم)، لويس بارسيناس.
وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (لاراثون) أن قاضي المحكمة الوطنية بابلو روث استفسر وزارة المالية عما إذا كان الحزب الشعبي قد ارتكب احتيالا ضريبيا، مشيرة إلى أنه يعتزم استدعاء مسؤولين من الحزب الحاكم لتوضيح عدد من النقط في هذه القضية.
ومن جهتها، كتبت يومية (إلباييس) أن روث لا يستبعد استدعاء مسؤولين من الحزب الشعبي كشهود لتقديم تفسيرات حول أجور غير قانونية يحتمل أنهم تلقوها من أمين المال السابق بارسيناس، مضيفة أن مخطوطات هذا الأخير تؤكد وجود حساب "سري" مواز للحزب.
أما صحيفة (إلموندو) فقالت إن قاضي المحكمة الوطنية "بابلو روث يبحث عن احتمال وجود احتيال ضريبي في الحساب السري الموازي للحزب الشعبي"، مشيرة إلى أن روث طلب، في هذا الصدد، تقريرا حول تدخل الدولة لدى الشركات التي تقدمت بتبرعات للحزب.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (أ بي سي) أن الأوروغواي فتحت تحقيقا حول قضية تبييض الأموال من طرف لويس بارسيناس، مضيفة أن سلطات هذا البلد شرعت بالفعل في التحقيق حول هذه القضية منذ شهر مارس الماضي.
وفي البرتغال، شكل إعلان المعارضة الاشتراكية عن فشل المفاوضات مع الأطراف في ائتلاف يمين الوسط لإبرام اتفاق وطني لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد، أبرز اهتمامات الصحف.
وتحت عنوان "الاختلاف" أشارت صحيفة (بوبليكو) إلى أن زعيم الحزب الاشتراكي، أنطونيو خوسيه سيجورو، اتهم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحليفه حزب المحافظين بالوقوف وراء فشل المفاوضات لإبرام الاتفاق الثلاثي، بناء على طلب من الرئيس انيبال كافاكو سيلفا، الذي لديه الآن مجال ضيق للمناورة على حد قول الجريدة.
وفي معرض حديثها عن أسباب فشل هذه المفاوضات، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أنه بالنسبة للزعيم الاشتراكي، فإن النقطة الرئيسية في الاختلاف مع أحزاب الائتلاف تتعلق بإصلاح الوضع في الدولة من خلال إجراء تخفيضات بقيمة 4,7 مليار أورو في المصاريف العمومية. وفي سويسرا، خصصت الصحف المحلية حيزا هاما من تعاليقها لتأثير عمليات التهرب الضريبي بين باريس وبرن على العلاقات الثنائية. وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة (لاتربين دو جنيف) أن الأمر يتعلق بحرب فرنسية سويسرية غريبة تدور رحاها حول التهرب الضريبي بعد القبض على مسرب المعلومات السويسري، الذي كشف عن لائحة المتهربين الكبار في سويسرا.
ومن جهتها، انتقدت صحيفة (لوماتان) التصريحات القطعية الموجهة من كل جانب حول "حسابات سرية في سويسرا لبعض الساسة الفرنسيين"، موضحة أن "المبلغ عن المحتالين الفرنسيين يبدو أنه فقد أهليته التي أضحت موضوع اتهام على أكثر من صعيد".
وفي ألمانيا، ركزت الصحف اهتمامها على تصريحات ميركل بخصوص قضية التنصت، وتصويت الاتحاد الأوروبي على خطط المفوضية الأوروبية، لبناء وتشغيل محطات الطاقة النووية.
وحول ملف التنصت، اعتبرت (تاغسشبيغل) أن ميركل "كشفت عن وجود خط أحمر مع الولاياتالمتحدة حليفة ألمانيا بكل وضوح" ، قائلة "نعم للصداقة والتضامن، لكن لا طاعة لأحد في ما يمس الحقوق الأساسية للألمان".
وأكدت أن "ألمانيا دولة ذات سيادة وعلى الولاياتالمتحدة أن تحترم شركاءها الأوروبيين الذين هي في حاجة إليهم". وقالت (الراين تسايتونغ) إن ميركل خلافا لما حدث عقب أزمة الأورو فإنها تمثل في أعين أغلب الألمان نموذجا جيدا، لكن -تضيف الصحيفة- "مديرة أزمة الأورو ، متهمة بافتقارها للسيطرة على وكالات الاستخبارات".
وبخصوص مشروع بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية، أبرزت صحيفة (دي فيلت) أن على المفوضية التي تسعى لبناء هذه المحطات التفكير في الطاقة المتجددة، مشيرة إلى أن من حق ألمانيا التخلي عن الطاقة النووية، التي ينظر إليها كواحدة من العديد من الخيارات لتوليد الكهرباء.
أما (زود دويتشه تسايتونغ) فاعتبرت أن هذا المخطط الذي يسعى إلى ااقتصاد الطاقة سيعتمده الأوروبيون لتقوية الاقتصاد الذي لم يعد قادرا على المنافسة في السوق.
وفي روسيا، نقلت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا)، عن نتائج استطلاع نظمه مركز "بيو للأبحاث" الموجود بواشنطن، أن نسبة مهمة من العينة المستجوبة تعتقد أن أمريكا ستتنازل عن دورها في الصراع بشأن النفوذ في العالم.
وأضافت الصحيفة أن مخاوف بلدان ما وراء المحيط والدول الأوروبية تتزايد من سيطرة الصين على الأسواق وانتهاج سياسة توسعية وفقدان الولاياتالمتحدة لموقعها كزعيمة للعالم.
ومن جهتها، أفادت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) بأن صحيفة (تشوسون إلبو) الكورية الجنوبية أشارت على موقعها الرسمي، إلى أن كيم جونغ اون، زعيم كوريا الشمالية، مستعد لإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية مقابل مبلغ مليون دولار.
ولم يصدر أي تأكيد أو نفي من بيونغ يانغ لهذا الخبر، علما أن كوريا الشمالية تعاني منذ عدة سنوات من نقص كبير في المواد الغذائية ونقص حاد في العملة الصعبة